محمد مهدي.. لماذا يطالب مجلس تشاد العسكري برأسه؟
طلب المجلس العسكري في تشاد، الذي يحكم البلاد عقب وفاة رئيسها إدريس ديبي، الأسبوع الماضي، متاثرا بإصابته خلال مواجهات مع المتمردين، من دولة النيجر الجارة بالمساعدة في القبض على محمد مهدي علي، فمن هو محمد مهدي علي؟
"جبهة التناوب والوفاق"
محمد مهدي علي هو زعيم المتمردين ورئيس ما يعرف بـ"جبهة التناوب والوفاق في تشاد" ولد عام 1964م (57 عاما) في العاصمة التشادية إنجمينا، وينتمي إلى عرقية القرعان وكان يوالي رئيس تشاد السابق حسين حبري، الذي أطيح به في عام 1990 خلال تمرد مسلح قاده إدريس ديبي الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة.
قاد مهدي حملة للحزب الاشتراكي في الصحراء الليبية ضد إدريس ديبي منذ عام 2008م، فأصبح قائدا للمتمردين أو المعارضة المسلحة في إنجمينا.
حصل مهدي على اللجوء السياسي في فرنسا، التي درس فيها، وعاش هناك لأكثر من 25 عامًا، وشارك لاحقا في العديد من حركات المعارضة التشادية.
عمل مهدي في عام 2005، في وزارة البنية التحتية التشادية، بعد أن وقعت الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، التي كان أحد ممثليها في فرنسا، اتفاقية سلام مع ديبي. وعلى أثرها، تولى وظيفة مرموقة.
لكن في عام 2008، وصل التمرد إلى العاصمة إنجمينا، وهناك انضم مهدي للتمرد مرة أخرى.
في عام 2015، تم إرسال مهدي إلى ليبيا لإعادة تنظيم قوات التمرد بأوامر من محمد نوري، الزعيم التاريخي للتمرد التشادي.
ولكن وقع خلاف بينهما انتهى بطرد مهدي الذي عاد إلى ليبيا حيث أنشأ حركته الخاصة، التي انضم إليها نحو 1500 مسلح.
رفض التفاوض
رد المجلس العسكري في تشاد على طلب المتمردين بالتفاوض بالرفض بعد أن أعلن زعيم المتمردين التشاديين الذين يشنون منذ أسبوعين هجوما ضد القوات الحكومية تخللته معارك قتل فيها بحسب الجيش رئيس البلاد إدريس ديبي إتنو، استعدادهم للالتزام بوقف إطلاق النار وتأييدهم للتوصل إلى حل سياسي.
وقال زعيم المتمردين محمد مهدي علي: "أكدنا استعدادنا للالتزام بهدنة، بوقف إطلاق النار"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الجيش التشادي ما زال يقصف قواته، وقال: "هذا الصباح تعرضنا للقصف مرة أخرى".
وردا على سؤال لـ"فرانس برس"، قال الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي عزم برماندوا أغونا "إنهم متمردون ولهذا السبب نقوم بقصفهم نحن نخوض حربا هذا كل شيء".
وأعلن الجيش التشادي في مطلع الأسبوع الجاري أنّه دمر رتلا للمتمردين وقتل 300 منهم، وفي اليوم التالي، أعلن الناطق باسم الجيش أن الرئيس إدريس ديبي، توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الجبهة في الشمال خلال قيادته معارك ضد المتمردين.
رجل تشاد القوي
وأصبح نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما) قائد الحرس الجمهوري، رجل تشاد القوي الجديد على رأس مجلس عسكري انتقالي، ورفض المتمردون بشكل قاطع هذا الانتقال، وأعلنوا نيتهم السير إلى العاصمة أنجامينا.
وحضر نحو رئيس 12 دولة، الجمعة، في ساحة الأمة في وسط نجامينا تشييع الماريشال ديبي الذي كان شريكا أساسيا للغرب في المنطقة في مكافحة الإرهاب.
وبين هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عبر عن دعمه للمجلس العسكري على غرار نظرائه في دول منطقة الساحل، وأكد ماكرون في كلمة أن «فرنسا لن تسمح لأحد لا اليوم ولا غدا بالمساس باستقرار تشاد وسلامتها»، داعيا المجلس العسكري الانتقالي إلى تعزيز "الاستقرار والحوار والتحول الديمقراطي".
وقال مهدي علي: "نتمسك بما قاله إيمانويل ماكرون وهو حوار شامل لمناقشة مستقبل الشعب، نؤمن بقدرته على تغيير الوضع»، وأضاف: «نحن على الموجة نفسها مع المعارضة والمجتمع المدني".