الجزائرية شافية بوذراع.. ترجمت المعاناة وترجلت على سجادة مهرجان كان
فنانة يقول النقاد إنها من الطراز الرفيع وربما النادر الذي يصعب أن يتكرر بالمشهد السينمائي والفني الجزائري، فكانت قيمة إنسانية وقامة فنية كبيرة في الجزائر، صنعت مجدها وشرفت علمها.
عرف عن الفنانة الراحلة شافية بوذراع عشقها لبلدها الجزائر، كيف لا وهي التي عاشت ويلات الاحتلال الفرنسي، وكان زوجها أحد شهداء الثورة التحريرية الجزائرية.
- وفاة أيقونة السينما الجزائرية شافية بوذراع عن عمر 92 سنة
- رحيل الفنان الجزائري محمد حزيم.. ابتسامة "بلاد حدود" في زمن الإرهاب
وكانت من بين أكثر الفنانات اللواتي أبدعن في تصوير وترجمة معاناة المرأة الجزائرية إبان فترة الاحتلال الفرنسي، كما أبدعت بوجهها الملائكي في أداء أدوار الأم، وصوتها الجهوري الذي عرفت كيف تستثمره في أداء أدوار المرأة الصعبة.
لالا عيني
"لالا عيني" لم يكن مجرد دور للفنانة الراحلة شافية بوذراع، ولم يكن نقطة تحول فقط في مشوارها الفني، بل ضمن أحد الأعمال الفنية الدرامية التي لا يزال صداها إلى يومنها هذا.
وفي تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، قدم الفنان والممثل الجزئري عنتر هلال شهادته عن الفنانة والإنسانة شافية بوذراع، إذ قال إنها "عاشت بعد رحيل زوجها المكافح خلال الثورة، معاناة المرأة الجزائرية، التي كابدت أعباء الحياة لتربية أبنائها، وقد منحها وضعها العائلي الصعب آنذاك قدرة كبيرة على الصبر".
وأكد بأن شافية بوذراع التي أدت دور "لالا عيني" في مسلسل الحريق، "شكلت الصورة النموذجية للمرأة الجزائرية في كفاحها، ونضالها ضد الحرمان والجهل والفقر، وعذاب الاستعمار الفرنسي، وهو "نفس ما عاشته في حياتها بعد رحيل زوجها".
ويعد دور "لالا عيني" في أشهر أدوار الفنانة الجزائرية الراحلة شافية بوذراع، وهو اللقب الذي بقي لصيقاً بها إلى غاية وفاتها.
فهو الدور الذي عرفت فيه كيف تترجم معاناة المرأة الجزائرية مع بطش وتعذيب الاحتلال الفرنسي لبلادها، وهي التي كانت شاهدة على قساوة الاحتلال.
و"لالا عيني" هو دور رئيسي في مسلسل "الحريق" الذي أنتجه التلفزيون الجزائري عام 1974، وجسد مرحلة من مراحل الاحتلال الفرنسي للجزائر قبل الحرب العالمية الثانية.
أخرجه الراحل مصطفى بديع، وتم اقتباسه من رواية "دار السبيطار (المستشفى) والحريق" للراحل محمد ديب، ولحنه الأمين بشيشي.
وصورت المشاهد الخارجية لكل المسلسل في محافظة تلمسان غربي الجزائر، حيث كانت "لالا عيني" تمارس التجارة في سوق شعبية بالمدينة.
أما المشاهد الداخلية فتم تصويرها داخل بيت جزائري بالطراز القديم، تم إنشاؤه في "قصر المعارض" بمنطقة "الصنوبر البحري" في الجزائر العاصمة.
سجادة مهرجان كان
الراحلة شافية بوذراع، هي أول أيضا أول فنانة جزائرية تسير على سجادة مهرجان كان السينمائي بفرنسا عام 2010.
لم تتنقل إلى هنالك من أجل السياحة أو الفرجة، بل لكونها بطلة فيلم "خارجون عن القانون"، وظهرت حينها بكامل أناقة المرأة الجزائرية وهي ترتدي لباس "الكاراكو" المعروف في العاصمة الجزائرية، وبـ"الخلخال" الشاوي الأمازيغي وهي سوار فضي يلبس في الرجل.
و"خارجون عن القانون" فيلم سينمائي للمخرج العالمي رشيد بوشارب أنتجه عام 2010 ورشح لنيل جائزة الأوسكار وشارك في مهرجان "كان".
وهو الفيلم الذي عادت من خلاله شافية بوذراع لأداء دور معاناة المرأة الجزائرية خلال فترة الاحتلال الفرنسي، حيث تدور أحداثه بين أعوام 1945 و1962، ويتحدث عن 3 إخوة يعيشون في فرنسا بعد أن نجوا من مذبحة الـ8 مايو/أيار 1945 التي أقترفها جيش الاحتلال الفرنسي ضد المتظاهرين بمحافظة سطيف الذين خرجوا مطالبين باستقلال الجزائر.