رحيل الفنان الجزائري محمد حزيم.. ابتسامة "بلاد حدود" في زمن الإرهاب
خسرت الساحة الفنية الجزائرية، الأربعاء، الفنان محمد حزيم عن عمر ناهز 70 عاماً بعد تعقيدات صحية.
وأعلنت عائلة الفنان الراحل وفاته بالمستشفى العسكري لمحافظة وهران الواقعة غربي الجزائر، عقب تدهور صحته نتيجة قصور كلوي حاد.
- وفاة الممثل الجزائري مصطفى برور متأثراً بكورونا
- وفاة الفنان الجزائري محمد حلمي.. 80 عاما في محراب الفن (فيديو)
يأتي ذلك، بعد أيام من الأمر الذي وجهه الرئيس الجزائري للتكفل بعلاج الفنان محمد حزيم، بعد أن بثت وسائل إعلام محلية لقطات مؤثرة للفنان الراحل على فراش المرض وهو يبكي مطالباً السلطات الجزائرية التكفل بوضعه، وأكد بأنه "من الفنانين الذين قدموا الكثير للجزائر".
وشاءت الأقدار أن يرحل الفنان الكوميدي بعد أن تقرر نقله، غدا الخميس، إلى فرنسا للعلاج على جناح السرعة وفق ما كشفت عنه زوجته لوسائل إعلام محلية.
مسيرة 4 عقود
وبوفاة الفنان محمد حزيم، تكون الساحة الفنية الجزائرية خسرت واحدا من أعمدتها الفنية التي سخرت كل إمكانياتها طوال 40 عاماً.
ولد الفنان حزيم في أكتوبر/تشرين الأول عام 1951 بمحافظة سيدي بلعباس الواقعة في الشمال الغربي من الجزائر.
بدأ مشواره الفني مطلع ثمانينيات القرن الماضي مع فرقة مسرح العمال لمحافظة وهران (غرب)، وأدى معها أدوارا تميل إلى المسرح الفكاهي، ليتحول منذ ذلك الوقت إلى واحد من أكبر "أيقونات الكوميديا" في الجزائر.
وترك الفنان الراحل محمد حزيم طوال مسيرته الفنية الممتدة طوال 40 عاماً عدة أعمال فنية في مسلسلات وأفلام أغلبها كوميدية، من أشهرها "طبيب بوسنيس"، و"فيروس في القصر، و"معاك يا الخضرا"، و"حراقة"، و"الطبيب"، و"التبذير"، و"حيدو ميدو"، و"عائلة هائلة"، و"بدون تأشيرة"، و"دار الجيران"، و"الفقير والغني"، و"بوضو"، والحيلة"، و"صفى وشرب".
سلسلة "بلاد حدود"
وسطع نجم الفنان الراحل محمد حزيم خلال أصعب وأخطر مرحلة مرت بها الجزائر، وذلك في تسعينيات القرن الماضي.
وهي الفترة التي شهدت تغول الجماعات الإرهابية، وكان الفن والفنانون من أكثر المستهدفين من قبل الإرهاب.
وكان حزيم من بين الفنانين الذين تحدوا الإرهاب برفضهم الهجرة خارج الجزائر، وكذا بالابتسامة التي صنعها ولم يبخل بها على الجمهور الجزائري الذي كان متعشطاً خلال تلك الفترة القاتمة لأعمال كوميدية تتحدى همجية الإرهاب.
وفي عز التغول الإرهابي، اشتهر الفنان محمد حزيم بسلسلة "بلاد حدود" ثم "مهمة بلاد حدود"، وهو اسم لفرقة مسرحية شكلها مع الفنانين مصطفى وحميد.
وهي السلسلة الفكاهية التي كان يبثها التلفزيون الجزائري الحكومي، والتي كانت تتناول عدة قضايا اجتماعية بأسلوب فكاهي وساخر وجاد، كما عرف الفنان الراحل برقصة غريبة في السلسلة.