كورونا يحول عالماً أمريكياً لبطل شعبي
فاوتشي هو اختصاصي أمريكي في علم المناعة، وعضو في فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا المعني بجائحة فيروس كورونا 2019-2020
تصديقا لمقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" حولت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد عالم الأوبئة أنتوني فاوتشي (79 عاما) المسؤول في خلية الأزمة المكلفة مكافحة فيروس كورونا المستجد في البيت الأبيض، إلى نجم وبطل شعبي في نظر الأمريكيين.
وفاوتشي من مواليد 24 ديسمبر 1940، وهو اختصاصيّ أمريكي في علم المناعة، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، وعضو في فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا المعني بجائحة فيروس كورونا 2019-2020.
شغل فاوتشي مناصب مختلفة في مجال الصحة العامة لأكثر من 50 عاما كطبيب في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، قدم إسهامات ملحوظة في الأبحاث المنوطة بفيروس العوز المناعي البشري (الإيدز) وغيرها من اضطرابات العوز المناعي، بصفته عالما ورئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية التابع لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH).
قطع توني، ماسترانجيلو ترافقه خطيبته وكلبه في المقعد الخلفي، 3 ساعات بسيارته ليشتري حلويات تلقى رواجا كبيرا اليوم وتسمى "داك دوناتس"، فهي تحمل صورة فاوتشي مطبوعة على ورقة غذائية ابتكرها محل "دوناتس ديلايت" في روشستر بولاية نيويورك.
بهذا الابتكار، أراد نيك سيميرارو مالك "دوناتس ديلايت" أن يقوم بتكريم مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية الذي يعتبره "صوتا قويا وهادئا في وسط الفوضى"، خلال المؤتمرات الصحفية التي تبث عبر التلفزيون ويشارك فيها الخبير بشكل شبه يومي إلى جانب الرئيس.
وقال سيميرارو لوكالة فرانس برس "لم أر يوما شخصا يثير إعجاب هذا العدد من الأشخاص"، موضحا أنه اضطر لفتح خطوط هاتفية جديدة ليتمكن من إدارة سيل الطلبيات.
احتلت صور هذا الخبير بالأوبئة بنظارته الصغيرة ووجنتيه البارزتين موضوعة على كل شيء، قمصانا تحمل عبارة "نثق بفاوتشي" إلى فناجين قهوة كتب عليها "ابقى هادئا واغسل يديك"، مرورا بالجوارب والشموع.
وتعرض على المنصة الأمريكية للبيع الإلكتروني للقطع اليدوية الصنع "إيتسي" أكثر من 3 آلاف قطعة تحمل اسم الخبير، بينما تضم مجموعة "دكتور أنتوني فاوتشي فان كلاب" (نادي المعجبين بالدكتور أنتوني فاوتشي) أكثر من 79 ألف عضو على فيسبوك، والحساب الذي حمل الاسم نفسه على تويتر 21 ألف مشترك.
وتحمل لعبة فيديو اسم الطبيب "انتقام فاوتشي" (فاوتشي ريفينج)، وتخرج أشعة ليزر من عينيه لتدمر فيروسات كورونا بنفسجية اللون، كما صنع مشروب من الليموناضة وزهر البلسان والجريب فروت يحمل اسم "فاتشي باوتشي".
وقال روهيت مالهوتترا الذي صنع هذا المشروب في واشنطن، بارتياح "إنها حالة جنون! بعنا منها 300 وحدة في يوم السبت الماضي فقط".
لكن لم يكن هناك أي مؤشر إلى أن هذا النيويوركي المعروف بتحفظه والمحترم دوليا بسبب خبرته بعدد من الفيروسات من الإيدز إلى إيبولا، سيتحول إلى نجم في الثقافة الشعبية.
وقال روبرت تومسون، الذي يرأس قسم التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكوزا إن فاوتشي، وبظهوره على التلفزيون في البيت الأبيض "دُفع إلى قلوب كل" الأمريكيين.
وبات عالم الفيروسات يتمتع بهيمنة إعلامية بصوته الساخر، عبر مقابلات يجريها مباشرة على تطبيق "سنابتشات" أو عبر الرد على أسئلة نجم كرة السلة ستيفن كاري عبر أنستقرام أو مقدم العروض الكوميدية تيرفور نوا على يوتيوب.
ما يفسر الحماس الذي يثيره أيضا هو طريقته المباشرة وقدرته على إعادة عرض التصريحات التقريبية لدونالد ترامب بحجج علمية.
وقال جوليان زيليزير، أستاذ التاريخ والعلاقات العامة في جامعة برينستون، إنه "في فترة أزمة كهذه يريد الأمريكيون أبطالا".
وأضاف أن "فاوتشي أصر دائما على قول الحقيقة حتى أمام رئيس غاضب يقف خلفه".
ولا يستبعد توني ماسترانجيلو شراء منتجات أخرى تحمل صورة الطبيب، مؤكدا أنه يحترم الخبير لأنه "لا يجمّل الأمور" خلافا لدونالد ترامب.
وأضاف "إنه يذكرني بجدي باركه الله.. كان رجلا إيطاليا قصير القامة وببساطة نزيها.. هكذا أرى فاوتشي".
لكنْ حرص هذا العالم على تصحيح أخطاء الرئيس وضعه في مواجهة معارضين أيضا من أوساط المحافظين وبعض الشرائح المعادية بقوة للعلوم، وقد تعرض لحملة عنيفة لتشويه صورته على وسائل التواصل الاجتماعي، دفعت الحكومة الأمريكية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحمايته.
وردا على سؤال للصحفي الأمريكي بيتر هامبي عن عريضة تطالب بانتخابه "الرجل الأكثر إثارة في 2020" لمجلة "بيبول"، وجمعت أكثر من 18 ألف توقيع، قال فاوتشي "أين كنتم عندما كان عمري 30 عاما؟".