في زمن كورونا.. "روبن هود" الإلكتروني يسرق المصارف لهدف نبيل
تبرعات دارك سايد جزء من جهودها لتصوير نفسها بأنها مختلفة عن المجرمين العاديين، وأنها تهاجم الشركات التي يمكنها دفع هذه المبالغ
لا تريد مؤسسة خيرية رفض التبرعات، لا سيما في ظل أزمة التمويل الراهنة. لكن ماذا لو جاءت تلك التبرعات من قراصنة؟
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية إن عددا من الجمعيات الخيرية باتت في مأزق بعد تلقيها تبرعات من مجموعة لصوص يقومون بسرقة الأموال عبر الإنترنت من الشركات والمؤسسات ليعيدوها رقميا عبر بيتكوين إلى المؤسسات الخيرية.
لكن القوانين تمنع هذه الجمعيات من قبول المال الذي يأتي من عائدات الجرائم.
وأشارت الصحيفة إلى أن عصابة متخصصة في الجرائم الإلكترونية تطلق على نفسها "دارك سايد"، التي وصفتهم أنهم أشبه بروبن هود الإلكتروني، تبرعت بمبالغ تصل إلى 10 آلاف دولار بالعملة الرقمية (0.88 بيتكوين)، لجمعيتي "تشلدرين إنترناشيونال" و"ذا وواتر بروجكت" في الولايات المتحدة الأميركية.
وأعلنت المجموعة عن تبرعها في بيان على الإنترنت، إذ قالت: "بغض النظر عم مدى سوء عملنا، يسعدنا أننا ساعدنا في تغيير حياة شخص ما".
ويرى بريان هيجينز، أخصائي الأمن في موقع Comparitech.com، أن هذه الخطوة كانت مجرد محاولة من مجموعة دارك سايد لجذب الانتباه، ويقول إن "إن عشرة آلاف دولار هو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الهائلة من الأموال التي ابتزوها من ضحاياهم على مر السنين، لذا فهي بالكاد لفتة خيرية كبرى، وثانيًا، لن تقبل أي مؤسسة خيرية موثوقة التبرعات التي من الواضح أنها عائدات الجريمة.
منظمة "تشلدرين إنترناشيونال" قالت: "نحن على دراية بالوضع، إنها المرة الأولى بالنسبة لنا، وإذا كان التبرع مرتبطا بجريمة، فليس لدينا النية للاحتفاظ بهذا التبرع".
وأضاف هيجينز: "هناك احتمال ضئيل أن يكون هذا نوعا من الاختبار لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم غسل عائداتهم الإجرامية بطريقة أو بأخرى".
وتعد تبرعات دارك سايد جزء من جهودها لتصوير نفسها بأنها مختلفة عن المجرمين العاديين. وأكدت أنها مجموعة ذات مبادئ، ولن تهاجم مستشفيات أو مدارس، أو حكومات ولا جمعيات خيرية، وأنها تهاجم الشركات التي يمكنها دفع هذه المبالغ".