قصص نابضة بالحياة تزين هواتف الطوارئ في واشنطن
الفنان تشارلز بيرجن وضع لمساته على 8 محطات هواتف طوارئ في قلب العاصمة واشنطن؛ بهدف تكريم النساء البارزات في تاريخ الولايات المتحدة
بعد عقود من مساعدتها في إنقاذ الأرواح، عادت محطات هواتف الطوارئ السابقة التي ترجع إلى القرن الـ19 في واشنطن إلى الحياة مجددا، وحوّلت إلى أعمال فنية.
وبهدف تكريم النساء البارزات في تاريخ العاصمة الأمريكية واشنطن، وضع الفنان المحلي تشارلز بيرجن (56 عاما) لمساته على 8 محطات هواتف في قلب المدينة النابض.
وقالت إلين جونز، نائبة المدير التنفيذي لمنظمة "داون تاون دي سي بيزنس إمبروفمنت ديستريكت" (بيد)، إن المالكين في وسط المدينة يريدون أن تكون طرقهم أجمل ونابضة بالحياة.
وأضافت: "نعتقد أن الفن المنفذ في الأماكن العامة هو إحدى الطرق لتلبية رغبتهم.. كما أنهم أحبوا فكرة التخلص من المنظر القبيح الذي كانت توفره تلك الهواتف القديمة والخارجة عن الخدمة"
وأحصى برنامج "آرت أون كال" للترميم الممول من المدينة والذي توقف في 2009، وجود 1100 محطة هاتف مهجورة في واشنطن، ورممت 145 واحدة لتعكس هويات أحياء معينة.
ووضعت هذه الصناديق للمرة الأولى في القرن الـ19 حين كانت سيارات الإطفاء لا تزال تجرها الخيول، وكان في إمكان المواطنين استخدامها لتنبيه الإطفائيين بوجود حريق، وكانت ترسل من خلال برقية مع رقم مركز المحطة ما يتيح لهم تحديد مكان الحادث على الفور.
كانت صناديق الهواتف الخاصة بالاتصال بالشرطة مختلفة بعض الشيء، إذ كانت تتيح للشرطي الذي يقوم بدورية سيرا على الأقدام بالاتصال بالمخفر الذي ينتمي إليه لإخباره بأي حادث.
ومنذ ظهور أجهزة الراديو وإعداد رقم طوارئ في الولايات المتحدة وهو 911 في سبعينات القرن الـ20، توقفت هذه المحطات عن العمل لكنها لا تزال تشكل مصدر وحي فريد لبعض الفنانين.
وقال بيرجن: "لا يمكن تحطيم هذه الصناديق ما يمثل فرصة لي كفنان بوضع أعمال فنية في مواقع جيدة جدا"، واختير إضافة إلى فنانين آخرين ومؤرخ للعمل على هذه المحطات وإعادة إحيائها.
ويستخدم بيرجن الهيكل الأصلي، لكنه يستعين بمواد مختلفة لتنفيذ رسومه عليها بما في ذلك الطلاء والبرونز المصبوب والفولاذ المقاوم للصدأ المقطوع بنفاث المياه لرواية قصص نساء و"شغل الناس".
وتساعد الألوان المستخدمة في الرمز إلى المساهمات التاريخية التي قدمتها كل امرأة، كما أن النص المكتوب بأحرف كبيرة على القاعدة يعزز توصيل الرسالة بكلمات أساسية عن حياتهن.
ومن بين تلك النساء، الناشطة المنادية بحقوق المرأة في الاقتراع أليس بول والناشرة كاثرين جراهام، ومغنية البلوز فلورا مولتن، وجوليا وارد هاو التي كتبت "نشيد معركة الجمهورية"، الذي أصبح من أبرز الأغاني التي يؤديها المشاركون في مسيرات الحقوق المدنية.
وتدشن أعمال بيرجن في أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إلين جونز إن "بيد" تأمل في الحصول على تمويل إضافي لتجديد المزيد من محطات الهواتف العام المقبل.
وقالت كارولينا كنكريك (71 عاما)، وهي تمر من أمام أحد تلك الصناديق: "أعتقد أنه مشروع ممتاز"، مضيفة: "رمّموها، أعطوها حياة جديدة، أظن أنه أمر إيجابي أنها ما زالت صامدة".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز