لقاء المصالحة مع هاري يمهد الطريق.. تشارلز يستعد لدور «الجد الغائب»

بعد قطيعة امتدت لأشهر طويلة، كسر لقاء جمع الملك تشارلز والأمير هاري الجليد بين الأب وابنه داخل جدران قصر «كلارنس هاوس» في لندن.
الاجتماع الذي استمر 54 دقيقة، حمل دلالات أكبر من زمنه؛ إذ فتح الباب أمام عودة محتملة لهاري وأسرته إلى بريطانيا العام المقبل، وكان بمثابة خطوة نحو إعادة رسم ملامح علاقة أكثر دفئًا داخل العائلة الملكية، قد تحقق رغبة الملك تشارلز في لعب دور أكبر كجدّ لأحفاده.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنه يُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره خطوة أولى نحو إعادة بناء الثقة بين الأب وابنه، وقد يمهّد الطريق لعودة هاري وأسرته إلى بريطانيا العام المقبل في زيارة تشمل لقاء الأحفاد آرتشي وليليبت بجدهم لأول مرة منذ ثلاث سنوات وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
دور الجد
ودائما ما عبر الملك تشارلز عن رغبته في لعب دور أكبر كجدّ، كما كان سعيدًا للغاية خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 2022 حين قضى بعض الوقت مع أحفاده.
لكن غياب ميغان ماركل زوجة هاري عن بريطانيا منذ وفاة الملكة ما زال يثير التساؤلات حول مشاركتها في أي زيارة مستقبلية، خاصة في ظل التوترات التي ما زالت قائمة بينها وبين العائلة المالكة.
عوائق
ومن أبرز العوائق التي قد تواجه هذه الزيارة قضية الأمن، إذ خسر هاري الحماية الملكية الممولة من دافعي الضرائب بعد تخليه عن مهامه الملكية عام 2020، ما دفعه إلى الدخول في نزاع قضائي مع وزارة الداخلية البريطانية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يحصل دوق ساسكس وعائلته على حماية خاصة عند زيارة مقار ملكية مثل بالمورال أو ساندرينغهام.
وخلال اللقاء الأخير، أبلغ هاري والده أنه لن يشارك تفاصيل ما دار مع الصحافة، في محاولة لإعادة بناء الثقة بعدما تسببت تصريحاته في مذكراته "سبير" أو "الاحتياطي" ومقابلاته الإعلامية السابقة في توسيع الفجوة بينه وبين العائلة.
وقد بدا الأمير جادًا في رغبته بإصلاح العلاقات مع والده والعائلة، وذلك رغم تأكيده أنه لا ينوي العودة للعيش الدائم في بريطانيا.
وبعد الاجتماع، ظهر هاري بمزاج جيد في حفل ألعاب "إنفيكتوس" حيث قال إن والده "بخير"، وألقى كلمة شدد فيها على أهمية الوحدة والتضامن بين الشعوب في مواجهة الانقسامات كما أعلن عن تبرعات من خلال مؤسسته "آرتشويل" لدعم الأطفال المصابين في غزة وأوكرانيا، بما في ذلك تمويل عمليات إخلاء طبي وتطوير أطراف صناعية.
في المقابل، ظل شقيقه الأمير وليام بعيدًا عن هذه المصالحة، رغم علمه المسبق بالاجتماع. ويُعتقد أن العلاقة بين الشقيقين ما زالت متوترة، خصوصًا بعد الاتهامات التي وجهها هاري لوليام وزوجته كيت ميدلتون في مذكراته.
وبشكل عام، يرى مراقبون أن هذا اللقاء يمثل بداية جديدة محتملة للعائلة الملكية، إذ قد يسمح بعودة العلاقات العائلية إلى مسار أكثر دفئًا، ويتيح للملك تشارلز تحقيق رغبته في التواصل مع أحفاده، بينما يحاول هاري موازنة التزاماته العائلية مع حياته الجديدة في الولايات المتحدة.