من البرازيل إلى جنوب أفريقيا.. السيارات الصينية تهيمن على الطرق

يريد دونالد ترامب إبعاد شركات صناعة السيارات الصينية عن الولايات المتحدة، لكن هذا لن يمنعها من الهيمنة على بقية العالم.
وقد بدأت بالقيام بذلك بالفعل بحسب ما أفادت "بلومبرغ".
ومن بانكوك إلى جوهانسبرغ إلى ساو باولو، تزدحم الشوارع بشكل متزايد بسيارات مدمجة وسيارات كروس أوفر وسيارات رياضية متعددة الاستخدامات منخفضة التكلفة من إنتاج شركات مثل جريت وول موتور، وبي واي دي، وشيري أوتوموبيل، وسايك موتور.
في حين يُتوقع من إدارة ترامب حماية الشركات الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة من منافسيها الصينيين في الداخل، وفرض كندا والاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، رحّب المشترون في الأسواق الناشئة بالسيارات والشاحنات الصينية بحفاوة بالغة، مما يشكل تهديدًا جديدًا لشركات صناعة السيارات العالمية المتعطشة للنمو.
إقبال العملاء
وقدمت بلومبرغ ضمن تقريرها أحد النماذج من المستهلكين، يعكس الإقبال على السيارات الصينية، وهو أوسكار مابويلا، مصمم مواقع ويب يبلغ من العمر 29 عامًا ويعيش في جنوب إفريقيا، هو نوع العميل الذي طالما رغب فيه مديرو شركات السيارات في مدن بعيدة مثل ديترويت وطوكيو وفولفسبورغ.
وأثناء تسوقه لشراء سيارة جديدة هذا العام، فكر في سيارة فولكس فاغن بولو هاتشباك، إحدى أكثر السيارات مبيعًا في البلاد، لكنه تردد خوفًا من تعرض السيارة للاختطاف أو السرقة.
بدلاً من ذلك، اشترى سيارة هافال جوليون سوبر لاكشري SUV حديثة تعمل بالبنزين من شركة جريت وول الصينية مقابل 350,000 راند جنوب أفريقي (19,300 دولار أمريكي).
ويبدأ سعر سيارة جوليون الجديدة كليًا سعة 1.5 لتر من 25,000 دولار أمريكي، أي أقل من سعر سيارة فولكس فاجن بولو سعة 1.0 لتر ، والذي يبلغ 27,500 دولار أمريكي.
وقال مابويلا، "أحصل على جميع التقنيات الإضافية المتوفرة في العلامات التجارية المعروفة".
ومابويلا ليس الوحيد، فقد ساعد مشترين مثله شركات صناعة السيارات الصينية على الاستحواذ على حصة سوقية بسرعة مذهلة.
وفي جنوب أفريقيا، تُشكل المركبات المصنوعة في الصين ما يقرب من 10% من المبيعات، أي ما يُعادل خمسة أضعاف حجم المبيعات في عام 2019.
وفي تركيا، استحوذت العلامات التجارية الصينية على حصة 8% في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، مُرتفعةً من نسبة ضئيلة جدًا في عام 2022.
وفي تشيلي، شكلت هذه العلامات ما يقرب من ثلث مبيعات السيارات لعدة سنوات متتالية.
وتصدر الصين عددًا أكبر من المركبات إلى الخارج من أي دولة أخرى، وقد ارتفعت صادراتها من سيارات الركاب بنسبة تقارب 20% لتصل إلى 4.9 مليون سيارة في عام 2024 وحده، وفقًا لجمعية مُصنعي السيارات الصينية - مُقارنة بأقل من مليون سيارة في عام 2020.
وتقول آبي تشون تو، محللة أبحاث السيارات في شركة ستاندرد آند بورز جلوبال موبيليتي ومقرها شنغهاي، "لقد اقتحمت شركات صناعة السيارات الصينية العديد من الأسواق العالمية بسيارات عالية الجودة وبأسعار تنافسية".
وأضافت، "إنها نفس الاستراتيجية التي نجحت مع العلامات التجارية الكورية الجنوبية واليابانية، ولكنها تتميز أيضًا ببرمجيات متطورة وميزات متعددة - حتى في طرازاتها الموجهة للسوق العام".
قلق بين عمالقة السوق
وفي حين أن القادة في الولايات المتحدة وأوروبا لطالما ساورهم القلق من أن تصبح الصين بائعًا مهيمنًا للسيارات الكهربائية، تُظهر بيانات رابطة مصنعي السيارات الصينية أن السيارات التي تعمل بالغاز شكلت ما يقرب من 80% من إجمالي صادرات السيارات العام الماضي.
ولا تمتلك العديد من الأسواق النامية محطات شحن أو شبكة كهرباء موثوقة بما يكفي لدعم الطرازات الكهربائية بالكامل.
لكن شركات صناعة السيارات الصينية وجدت في تلك الأسواق سوقًا جاهزة للسيارات التي تعمل بالغاز، والتي لم تعد قادرة على بيعها محليًا بكميات كبيرة.
ومن المتوقع أن ترتفع حصة شركات صناعة السيارات الصينية خارج وطنها من السوق العالمية إلى 13% في عام 2030، مقارنةً بـ 3% حاليًا، وفقًا لشركة AlixPartners.
وإذا ما أضيفت حصة الشركات داخل الصين، سترتفع هذه الحصة العالمية إلى 33%، ومن المتوقع أن تصل إلى 39% بحلول ذلك الوقت في أفريقيا والشرق الأوسط.
وفي مؤتمرٍ عُقد في فبراير/ شباط، استضافته شركة الاستثمار Wolfe Research، أقرّ رئيسا شركتي Ford Motor Co وGeneral Motors Co بالضغوط التنافسية التي تُمارس في الأسواق النامية.
وقال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة Ford، للمستثمرين، "عملياتنا في الخارج قوية جدًا، لكن الصينيين يتجهون إلى تلك الأسواق الآن، ويُعولمون سلسلة التوريد".
وأضاف، "في الأسواق الناشئة مثل الهند، وخاصةً في أمريكا الجنوبية، يُهيمن الصينيون عليها"، في إشارةٍ إلى السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.
aXA6IDMuMTM3LjE2MS4yNTAg جزيرة ام اند امز