نهائي تشيلسي وليفربول.. روسيا تحارب بأوكرانيا وتخسر في بريطانيا
خسائر جمة تكبدها الاقتصاد الروسي جراء العقوبات الغربية، كانت ثمرة قرار الحرب الروسية على أوكرانيا.
تلك الخسائر لم تتوقف عن حد الاقتصاد، بل امتدت للرياضة الروسية من الفورمولا حتى المستطيل الأخضر لملعب "ويمبلي" الذي استضاف اليوم الأحد مواجهة تشيلسي ضد ليفربول في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة.
خسائر الاقتصاد الروسي
وجراء الحرب الروسية على أوكرانيا تكبد الاقتصاد الروسي خسائر كبيرة رغم تحصن روسيا بعدة قرارات اقتصادية.
وكان أقسى تلك العقوبات ما تبنّته الدول الغربية، حيث شملت "استبعاد عدد من البنوك الروسية من نظام (سويفت) المصرفي".
وأكدت الولايات المتحدة وحلفاؤها التزامها بفرض عقوبات إضافية على مزيد من المسؤولين الروس، واتخاذ المزيد من الإجراءات لمحاسبة روسيا على هجومها على أوكرانيا.
وفي بيان مشترك، قال البيت الأبيض إن مجموعة القوى العالمية "عازمة على مواصلة فرض تكاليف" على موسكو "من شأنها أن تزيد عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا".
وقال البيت الأبيض، في البيان المشترك، الذي شمل أيضا المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا، إن "من بين الخطوات الرئيسية للقيام بذلك ضمان إزالة بنوك روسية محددة من نظام سويفت المصرفي".
وسبق ذلك أن أعلنت واشنطن فرض عقوبات على مجموعة من المؤسسات الروسية، وأمرت جميع البنوك الأمريكية بإغلاق أي حسابات لها لدى هذه الكيانات في غضون شهر.
كما أخضعت أكبر 10 مؤسسات مالية روسية للعقوبات، ونحو 90 مؤسسة تابعة لها، إلى جانب بعض الشركات الحيوية للعقوبات.
وقالت إنها عقوباتها تستهدف نحو 80% من جميع الأصول المصرفية في روسيا، وسيكون لها تأثير عميق وطويل الأمد على الاقتصاد والنظام المالي الروسي.
كما أعلنت فرض عقوبات على عدد من المسؤولين الروسي على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتن، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ووزير دفاعه سيرغي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
كما عاقبت 24 شخصا وكيانا في دولة بيلاورسيا بسبب دعمهم لهجوم موسكو.
ووافق قادة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على قطاعات الخدمات المالية والطاقة والنقل في روسيا وفرض قيود على الصادرات، بالإضافة إلى إدراج المزيد من الروس على قوائم سوداء.
وبحسب بيان "تشمل هذه العقوبات القطاع المالي وقطاعي الطاقة والنقل والسلع ذات الاستخدام الثنائي في المجالات المدنية والعسكرية، وضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات وسياسة التأشيرات والقوائم الإضافية للأفراد الروس ومعايير الإدراجات الجديدة".
كما فرضت دول اليابان وكندا وغيرهما حزمة عقوبات على روسيا جراء غزوها لأوكرانيا.
دعم المستطيل الأخضر
وشهد ملعب "ويمبلي" الذي يستضيف مواجهة تشيلسي ضد ليفربول، الأحد، مظاهرة دعم لأوكرانيا.
وتحولت تلك المباراة في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية إلى حالة دعم كامل لأوكرانيا بسبب الحرب التي تشنها روسيا ضدها.
وظهرت أعلام أوكرانيا بصورة كبيرة بين الجماهير في المدرجات، كما احتوت اللوحة الإلكترونية في ملعب "ويمبلي" على علم أوكرانيا مع عبارة "كرة القدم تقف معكم".
فضلا عن ذلك، وقف لاعبو الفريقين لتوجيه تحية خاصة للشعب الأوكراني، قبل انطلاق المباراة، بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها دعم أوكرانيا، حيث شهدت مباراة مانشستر يونايتد ضد واتفورد رفع لاعبي الفريقين لافتة تطالب بالسلام ووقف الحرب.
فضلا عن ذلك، قامت رابطة الدوري الإسباني في الجولة رقم 26 من المسابقة بوضع شعار "أوقفوا الحرب" بجوار نتائج المباريات التي تبث على شاشات التلفاز.
خسائر روسيا الرياضية
وتوابع الحرب الروسية على أوكرانيا لم تتوقف عن حد الاقتصاد، بل امتدت إلى الرياضة، حيث كانت كبيرة وسلبية للغاية على الرياضة الروسية.
فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قرر وبشكل رسمي سحب تنظيم نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة "سانت بطرسبرج" الروسية، ليقام في العاصمة الفرنسية "باريس".
القرار تم اتخاذه خلال اجتماع المكتب التنفيذي لليويفا، أمس الأول الجمعة، والذي عقد بشكل طارئ على خلفية الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.
ومن المنتظر أن تقام المباراة النهائية على ملعب "دو فرانس" في العاصمة "باريس" يوم 28 مايو/أيار المقبل.
وفي سياق متصل، أعلن اليويفا أن الأندية والمنتخبات الروسية والأوكرانية المشاركة بالبطولات الأوروبية ستخوض مبارياتها التي يفترض أن تقام على أرضها في ملاعب محايدة.
ومن ثم، فإن نادي سبارتاك موسكو الروسي لن يستطيع استضافة مباراته في إياب ثمن نهائي الدوري الأوروبي ضد لايبزيج على ملعبه.
وفيما يخص الموقف الخاص باستضافة روسيا لمباريات الملحق الأوروبي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022، في الشهر المقبل، فإن الأمر سيتم حسمه من خلال الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وليس اليويفا.
سباقات فورمولا 1
كما أعلنت بطولة العالم لسباقات "فورمولا 1" للسيارات إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى 2022 بعد الحرب في أوكرانيا.
وأوضحت "فورمولا 1" في بيان رسمي أنه لا يمكن إقامة السباق الروسي في ظل الأوضاع الحالية.
وكان من المقرر أن يقام السباق الروسي الذي انضم إلى برنامج البطولة عام 2014 في حلبة سوتشي المطلة على البحر الأسود في 25 سبتمبر/أيلول المقبل.
والجانب الاقتصادي الروسي المرتبط بالرياضة تضرر بشدة أيضا من الحرب التي تشنها "موسكو" ضد أوكرانيا.
وأعلن مانشستر يونايتد انسحابه من عقد الرعاية مع الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت"، تنفيذا للعقوبات التي أصدرتها الحكومة البريطانية ضد روسيا، على خلفية الحرب التي تشنها الأخيرة ضد أوكرانيا.
وقال مانشستر يونايتد في بيان رسمي: "اتخذنا هذا القرار لأننا نتشارك مع مخاوف جماهيرنا في جميع أنحاء العالم ونتعاطف مع المتضررين من هذه الحرب".
ولم يكن مانشستر يونايتد أول نادٍ أوروبي يفسخ عقد رعاية مع شركة روسية، حيث أعلن شالكه الألماني يوم الخميس إزالة شعار شركة "جازبروم" الروسية من قمصان فريقه بسبب التطورات الأخيرة.
الكرملين يأسف
ومن جانبه أعرب الكرملين الروسي، الجمعة، عن أسفه لنقل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من مدينة سان بطرسبرج الروسية إلى باريس عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.
وأكد الكرملين أن مدينة سان بطرسبرج كان بوسعها تنظيم "مهرجان كروي" في هذه المناسبة.
مالك تشلسي الإنجليزي
ومن جانبه أعلن الروسي رومان إبراموفيتش مالك تشلسي الإنجليزي، السبت، أنه سلّم "إدارة ورعاية" النادي إلى مؤسسة أمناء النادي الخيرية، وفق ما جاء في بيان نشره.
وجاء في بيان على الموقع الرسمي للفريق اللندني عن لسان إبراموفيتش: "خلال قرابة 20 عامًا من ملكية نادي تشلسي، كنت دائمًا أنظر إلى دوري بصفتي حارسًا للنادي، الذي تتمثل مهمته في ضمان نجاحنا كما نحن اليوم، بالإضافة إلى البناء للمستقبل ولعب دور إيجابي في مجتمعاتنا".
وتابع: "لطالما اتخذتُ القرارات مع مراعاة مصلحة النادي قبل كل شيء. ما زلت ملتزما بهذه القيم. لهذا السبب أعطي اليوم لأمناء مؤسسة تشلسي الخيرية إدارة ورعاية نادي تشلسي".
وختم: "أعتقد أنهم حاليًا في أفضل وضع لرعاية مصالح النادي واللاعبين والجهاز والمشجعين".
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته على عالم الرياضة.
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن بعض من جنودها أسروا في أوكرانيا.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن عددا من جنودها سقطوا قتلى فيما أصيب آخرون خلال العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا.
وأضافت أن عددا من الجنود الروس قتلوا وأصيبوا في الهجوم على أوكرانيا، لكنها أضافت أن عدد ضحاياها أقل بكثير من ضحايا الجانب الأوكراني دون تحديد أي أعداد.
وأشارت الوزارة إلى أنه منذ بدء ما تسميه روسيا "بالعملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا قصفت القوات المسلحة الروسية 1067 موقعا عسكريا أوكرانيا.
وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تعليق روسي على خسائرها في العمليات الدائرة في البلد السوفيتي السابق.
ويأتي التصريح الروسي بعد إعلان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن قوات بلاده كبدت روسيا خسائر فادحة.
وأوضح المسؤول الأوكراني أنه منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني تمكن الجيش من "إصابة القوات الروسية في مقتل وأفقدناها 46 طائرة حربية ودمرنا 746 دبابة و600 مدرعة".
وتشير تقارير غربية إلى فشل روسي خلال الأيام الأربعة الأولى من الحرب التي خططت موسكو لأن تكون خاطفة.
ولا تزال القوات الروسية التي كانت تستهدف كييف تقف منذ بداية أيام المعارك على بعد 30 كيلومترا.
وبدأت اليوم الأحد مفاوضات غير مشروطة بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا على أمل إنهاء الصراع.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA=
جزيرة ام اند امز