انسحابات وتأجيلات واستقالات.. هل انفرط عقد "السوبر الأوروبي"؟
بدأت الضربات تتوالى من كل حدب وصوب على بطولة دوري السوبر الأوروبي، التي كان الإعلان عن إطلاقها مؤخرا بمثابة القنبلة التي هزت أرجاء أوروبا على كل الصعد وليس الرياضي فقط.
وأكدت تقارير أن ناديي تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين يدرسان فكرة الانسحاب من المشاركة في بطولة دوري السوبر الأوروبي خلال الساعات القليلة المقبلة.
ويعد تشيلسي والسيتي من بين الأندية المؤسسة للبطولة المستحدثة، التي اتفق 12 ناديا على تدشينها بداية من الصيف المقبل، خارج مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
وكشفت صحيفة "الصن" البريطانية وشبكة "سكاي سبورتس" عن عزم إدارة تشيلسي الانسحاب من دوري السوبر، وأنها تقوم بإعداد الوثائق اللازمة للتقدم بهذا الطلب.
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية كذلك أن نادي مانشستر سيتي يدرس هو الآخر السير على خُطى تشيلسي بالانسحاب من البطولة، التي يبدو أنها بدأت تتعرض لضربات متتالية في مهدها.
بينما أكدت شبكة "سكاي سبورتس"، من جانبها، أن مسؤولي مانشستر سيتي أبلغوا بالفعل الأعضاء المؤسسين للبطولة برغبتهم في الانسحاب من دوري السوبر.
وكانت الأندية الـ12 المشاركة في هذا الانقلاب الكروي قد أعلنت (الأحد الماضي) عزمها إطلاق بطولة دوري السوبر في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وستقام هذه البطولة برعاية أحد البنوك الأمريكية، حيث من المتوقع أن يجني كل ناد منها ما يزيد على ربع مليار يورو سنويا.
ولم يعلن تشيلسي ولا مانشستر سيتي بشكل رسمي حتى الآن صحة هذه التقارير من عدمها، إلا أنهما سيكونان بذلك أول المنسحبين حال ثبوت صحتة التقارير.
يأتي ذلك بعد المظاهرات والحملات التي شنتها جماهير عدة أندية إنجليزية بينها تشيلسي، الذي اتهمت جماهيره الإدارة بـ"الخيانة العظمى" بسبب انخراطها في هذا العمل.
وحال اتخذ تشيلسي ومانشستر سيتي هذه الخطوة بشكل رسمي، فإنها ستكون شرارة انفراط عقد الأندية المترابطة لإقامة هذه البطولة.
ودعا بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأندية إلى الانسحاب من دوري السوبر الأوروبي، وكتب عبر صفحته الشخصية على "تويتر": "قرار تشيلسي ومانشستر سيتي إذا تم تأكيده هو القرار الصحيح، وأثني عليهما لاتخاذه، وأتمنى أن تحذو الأندية الأخرى المشاركة في دوري السوبر الأوروبي حذوهما".
مظاهرات زرقاء
من جانب آخر، خرجت جماهير تشيلسي للشوارع للتعبير عن رفضها التام لمشاركة ناديها في دوري السوبر، وذلك قبل مباراة فريقها ضد برايتون، الثلاثاء، في الدوري الإنجليزي.
وقطعت جماهير البلوز طريق حافلة الفريق، التي كانت متجهة نحو ملعب ستامفورد بريدج، مما تسبب في عدم وصولها في الموعد المحدد، وهو ما تسبب في تأجيل موعد انطلاق المباراة لمدة 15 دقيقة بسبب تأخر وصول الفريقين للملعب.
ضربات جديدة
ويبدو أن الضربات ستتوالى على البطولة الوليدة من كل ناحية، ولن تتوقف عند تشيلسي والسيتي، حيث فاجأ خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، الجميع بتصريح يمهد لانسحاب ثالث، حيث قال: "برشلونة لن ينضم لدوري السوبر قبل تصويت أعضاء الجمعية العمومية بالموافقة عليه.. فهذا ناديهم والقرار يعود لهم".
وطالت الأزمة إد وودوارد، نائب الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد، الذي قرر التقدم باستقالته من منصبه رسميا بنهاية العام الحالي 2021، حسبما أفادت إذاعة "توك سبورت" البريطانية، أولا وأعلن النادي بعدها رسميا.
وأشارت شبكة "سكاي سبورتس" إلى إمكانية ارتباط هذه الاستقالة بالأزمة التي اندلعت بسبب مشاركة يونايتد في دوري السوبر الأوربي.
وكشفت صحيفة "الصن" أيضا عن انضمام أرسنال للأندية الراغبة في الانسحاب من البطولة، وذلك بعدما اصطدمت الإدارة بغضب الجماهير إزاء هذه الخطوة.
كما ظهرت تقارير صحفية إيطالية تفيد بعزم أندريا أنييلي، رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي، التقدم باستقالته من منصبه بعد انهيار مشروع دوري السوبر.
انتفاضة اللاعبين
وأعلن جوردان هندرسون، قائد فريق ليفربول الإنجليزي، في بيان رسمي رفضه هو ولاعبي فريقه لبطولة دوري السوبر الأوروبي.
ولم ينتظر هندرسون الاجتماع بقادة فرق البريميرليج لاحقا، والذي قام بالدعوة إليه (الثلاثاء)، بل قرر إعلان موقفه بشكل رسمي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر هندرسون رسالة بالنيابة عن كل لاعبي ليفربول، جاء فيها "نحن لسنا معجبين بها (السوبر الأوروبي) ولا نرغب في حدوثها".
وأضاف: "هذا موقفنا الجماعي.. ونحن منحازون لنادينا وجماهيره بشكل أساسي وغير مشروط".
اجتماع طارئ
وكشفت إذاعة "كادينا كوبي" الإسبانية أن الأندية الـ12 المؤسسة لدوري السوبر الأوروبي اجتمعت مساء الثلاثاء لمناقشة وإيجاد حلول للأزمة التي تسببت بها خلال الساعات الماضية.
وأشارت الإذاعة إلى انتهاء الاجتماع الطارئ إلى عدم إبداء أي ناد رغبته في الانسحاب سوى مانشستر سيتي، الذي أتبع ذلك بإعلان رسمي.
ورغم التقارير التي أفادت بعزم تشيلسي على الانسحاب هو الآخر، فإن الإذاعة كشفت عن عدم إبلاغ إدارة النادي اللندني باقي الأعضاء بذلك.
واكتفى مسؤولو تشيلسي بإبداء مخاوفهم وشكوكهم حول نجاح المشروع، فيما قرر برشلونة وأتلتيكو مدريد الاستمرار ضمن المجموعة المؤسسة.
يذكر أن الفيفا واليويفا أعلنا رفضهما القاطع لهذه البطولة، مهددين الأندية بعقوبات مغلظة، فضلا عن إمكانية حرمان لاعبيها من المشاركة مع منتخبات بلادهم في المحافل الدولية.
ويتزعم ريال مدريد الإسباني عصبة المتمردين العازمين على إطلاق هذه البطولة، رفقة مواطنيه برشلونة وأتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى السداسي الإنجليزي تشيلسي، ومانشستر سيتي، وليفربول، ومانشستر يونايتد، وأرسنال، وتوتنهام، إلى جانب الثلاثي الإيطالي يوفنتوس، وميلان، والإنتر.