دوري السوبر الأوروبي.. لماذا يتصدر "العراب" بيريز المشهد؟
يتصدر فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد الإسباني، المشهد فيما يتعلق ببطولة دوري السوبر الأوروبي التي أحدثت جدلا واسعا بعد الإعلان عنها.
وأحدث قرار 12 ناديا من كبار أوروبا زلزالا في كرة القدم العالمية، بإطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي، وهو قرار قوبل بمعارضة شرسة من عدة أطراف، في مقدمتها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، مدعوما بنظيره الدولي "فيفا" والاتحادات المحلية وروابط الدوريات وحتى الحكومات في مختلف دول القارة العجوز.
بيريز، الذي يرأس البطولة الجديدة، يتولى حاليا مهمة الدفاع عنها في مواجهة الانتقادات الشرسة من اليويفا والفيفا وحتى المشجعين والنقاد والنجوم السابقين.
لماذا بيريز؟
ظهر رئيس ريال مدريد في مقابلة تليفزيونية ببرنامج "الشيرينجيتو" الإسباني مع الإعلامي المقرب منه جوسيب بيدريرول، لتوضيح كافة الأمور المتعلقة بالبطولة، كأسباب تأسيسها، وعائداتها، وعيوب المنافسة في دوري الأبطال، ولم ينس الرد على الانتقادات الشرسة، التي بلغت حد الإهانات.
ظهور بيريز في صورة "عراب دوري السوبر" هو أمر منطقي باعتباره أحد المدافعين عن الفكرة منذ فترة طويلة، فضلا عن كونه رئيس أحد أكبر وأعرق الأندية المؤسسة.
وبالنظر لما قاله ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، سنجد أنه وجه إهانات مباشرة إلى مانشستر يونايتد ويوفنتوس، ورئيسيهما جويل جليزر وأندريا أنييلي، لكنه لم يتطرق من قريب أو بعيد لبيريز، رغم أنه صاحب الفكرة وأحد أهم أسباب تنفيذها.
تجنب تشيفرين الحديث عن بيريز يوضح المكانة التي نجح "القرش الأبيض" في أن يضع نفسه وناديه فيها، علما بأن رئيس ريال مدريد في المقابلة رد بقوة على رئيس "اليويفا"، وهو أمر لم يقم به أنييلي مثلا.
هناك أمر آخر جدير بالملاحظة، وهو أن ريال مدريد على عكس أغلب الأندية المؤسسة لم يصدر من جانبه أي معارضة تذكر للبطولة الجديدة، سواء من قبل المشجعين أو اللاعبين أو نجومه السابقين، أو حتى وسائل الإعلام الإسبانية، وهو أمر يوحي بأن النادي الملكي متسق تماما مع تلك الفكرة، ويبدو أكثر جدارة بقيادتها.
من هو بيريز؟
بالتعمق في حياة بيريز وسيرته الذاتية، نجد مشوارا حافلا يجعله قادرا على الوقوف في وجه الأنظمة الحاكمة لكرة القدم، دفاعا عن فكرته.
انخرط بيريز في الحياة السياسية منذ سبعينيات القرن الماضي، وانضم لعدة أحزاب وتكتلات سياسية محسوبة على التيار اليميني المعتدل.
ومنذ بداية التسعينيات، يرأس بيريز مجموعة شركات "ACS" الإسبانية لأعمال المقاولات والمشاريع الهندسية والاتصالات، علما بأنه يملك حصة من أسهمها، وهي السبب في وصول ثروته إلى 2.3 مليار دولار أمريكي.
في عام 2000 دخل بيريز عالم كرة القدم، وفاز في انتخابات رئاسة ريال مدريد، واستهل فترته الرئاسية بإبرام صفقة مدوية، بخطف البرتغالي لويس فيجو قائد الغريم برشلونة، منفذا وعدا قطعه قبل الانتخابات بإتمام تلك الصفقة حال فوزه.
وشارك بيريز في الانتخابات الرئاسية عام 2004، وحقق فوزا كاسحا بحصوله على ما يزيد عن 94% من الأصوات، ونجحت سياسته المالية والتسويقية في تخليص ريال مدريد من أعباء الديون، وجعلته أحد أقوى الكيانات الرياضية في العالم.
انتهت ولاية بيريز الأولى كرئيس لريال مدريد باستقالته مطلع عام 2006، لكنه عاد مجددا بعد فوزه في الانتخابات التي أقيمت عام 2009، ومنذ ذلك الحين فاز بالانتخابات في آخر 3 دورات في 2013 و2017 و2021 بالتزكية، حيث لم يتقدم أي شخص لمنافسته.
ومن هذا يتضح أن فلورنتينو بيريز متمكن من ممارسة الألاعيب السياسية وطرق التفاوض والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، ما يجعله الأجدر بقيادة مشروع ثوري يتحدى أكبر كيانين حاكمين لكرة القدم، الفيفا واليويفا.
ردود فعل
وكما انقسم جمهور كرة القدم على فكرة البطولة الجديدة بين مؤيد ومعارض، أحدثت تصريحات بيريز ضجة مشابهة.
وأبدى عدد من المشجعين، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تأييدهم لما ورد في حديث بيريز، أو طريقته في التعامل مع القضية والتعبير عن أفكاره، أو الإثنين معا.
فيما اعتبر المعارضون أن رئيس ريال مدريد يعمل فقط لمصلحة ناديه، الذي تضرر ماليا بصورة قوية بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وربط عدد من المغردين بين دوري السوبر ومشروع تجديد ملعب "سانتياجو برنابيو" معقل ريال مدريد، حيث أشاروا إلى أن إنفاق مبالغ هائلة على تجديد الملعب سببه الرغبة في مواجهة الفرق الكبيرة بشكل مستمر، وليس استضافة الأندية المتواضعة.