تحول الـ4 سنوات.. كيف دخل زياش قائمة عظماء الكرة؟
عادة، ما يتم تقييم لاعب الكرة، خاصة أصحاب المراكز الأمامية، بناء على يقدمونه من إسهامات تهديفية، لكن زياش حقق ما هو أهم من ذلك.. طالع
عادة، ما يتم تقييم لاعب الكرة، خاصة أصحاب المراكز الأمامية، بناء على يقدمونه من إسهامات تهديفية، سواء تسجيل أهداف، أو حتى تقديم التمريرات والفرص لزملائه.
لكن هذا الأمر لم يكن الشيء الوحيد الذي تألق فيه المغربي حكيم زياش خلال 4 مواسم قضاها مع أياكس أمستردام الهولندي، وتوج بسببه كأفضل لاعب 3 مرات متتالية، في حدث غير معتاد.
زياش ودع أياكس رسميا بعد قرار الاتحاد الهولندي لكرة القدم بعدم استئناف المسابقات المحلية بسبب أزمة كورونا، حيث سيحمل انطلاقا من شهر يوليو/تموز القادم قميص تشيلسي الإنجليزي الذي ضمه لصفوفه بعقد يمتد حتى سنة 2025.
تحوّل الـ4 سنوات
شكّل انتقال زياش لأياكس نقلة نوعية في مسيرته الكروية، حيث لعب في المستوى العالي الأوروبي، وهو ما مكنه من تطوير مهاراته التكتيكية والفنية، وخاصة البدنية.
مارك أوفرمارس، المدير الرياضي لأياكس، تحدث الخميس، لموقع "فوتبول لندن" عن التطور الكبير في الأداء البدني للنجم المغربي منذ انتقاله لعملاق كرة القدم الهولندية.
وقال اللاعب الأسبق لبرشلونة في هذا السياق: "زياش كان يركض مع فريقه السابق تفينتي أنشخيدة الهولندي. بمتوسط يبلغ 7 كيلومترات فقط، الأمر تغير مع أياكس حيث أصبح يحقق معدلا يبلغ 12 كيلومترا في المباراة الواحدة".
ويعتبر هذا الرقم خرافيا، خاصة بالنسبة للاعب مهاجم، خاصة إذا ما علمنا أن نجولو كانتي، زميله الجديد في تشيلسي الإنجليزي، حقق معدل 12.1 كيلومتر في المباراة خلال الموسم الحالي، كأكثر اللاعبين ركضا في الفريق اللندني، ليدخل اللاعب المغربي قائمة عظماء اللعبة.
لاعب متكامل
تجربة أياكس أمستردام صنعت من زياش لاعبا متكاملا، حيث لم يعد ذلك اللاعب المهاري التي يمتاز بتمريراته السحرية وتسديداته المباغتة فقط، بل أصبح تكتيكيا بامتياز، قادرا عل القيام بواجباته الدفاعية والهجومية في نفس الوقت.
التطور البدني لنجم "أسود الأطلس" رافقه أيضا تطورا كبيرا على المستوى التكتيكي جعل منه ورقة رابحة لأياكس طوال السنوات الأخيرة.
وفقا لما كشفت عنه تقارير إعلامية إنجليزية، فإن فرانك لامبارد، مدرب تشيلسي، يخطط لاستغلال المرونة التكتيكية لزياش بالتعويل عليه في عدة مراكز (الجناح الأيمن/صانع اللعب/المهاجم الثاني).
إنجازات خالدة
وأنهى النجم المغربي مسيرته المميزة مع أياكس أمستردام الهولندي بتتويجه بجائزة أفضل لاعبي الفريق، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، ليصبح أول لاعب يحقق هذا الأمر منذ استحداث الجائزة في 1993.
وعلى مدار 4 مواسم أمضاها زياش في ملعب "يوهان كرويف أرينا"، سجل اللاعب المغربي 49 هدفا خلال 165 مباراة بمختلف البطولات.
واستطاع زياش أن يصل إلى أعلى عدد من التسديدات بين كافة لاعبي أياكس، منذ انضمامه للفريق، بإجمالي 408 تسديدة، كما أنه الأكثر صناعة للفرص بـ326 فرصة.
ولم يتمكن أي لاعب آخر من القيام بتمريرات حاسمة تهدد مرمى المنافسين بأهداف أو فرص محققة، أكثر من زياش، الذي أسهم بـ74 فرصة.
ومن بين تلك الفرص الخطيرة، حول زملاء زياش 40 منها إلى أهداف ليصبح أكثر اللاعبين إسهاما بالتمريرات الحاسمة بين صفوف الفريق الهولندي.
ونجح زياش في الحصول على أكبر عدد من ركلات الجزاء بنفسه، كما فاز بأعلى عدد من المواجهات الثنائية، بواقع 245 محاولة ناجحة.
تكرار معجزتي صلاح ومحرز
حكيم زياش سيخوض تحديا كبيرا في تجربته الإنجليزية، حيث سيسعى لاقتفاء أثر النجمين العربيين، المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز الذين صنعا مجدا شخصيا في إنجلترا.
"الفرعون المصري" قاد ليفربول للفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا، كما لعب دورا كبيرا في تصدره ترتيب النسخة الحالية من "البريمييرليج"، وحصد لقب هداف الدوري الإنجليزي عامين متتاليين.
أما اللاعب الجزائري الملقب بـ"حروز" فقاد نادي ليستر سيتي للفوز لأول مرة في تاريخه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما مكنه من حصد لقب لاعب السنة، كما أسهم في "الرباعية التاريخية" التي حققها مانشستر سيتي في الموسم الفارط.
ويحلم النجم المغربي بتحقيق إنجازات مدوية في "البريمييرليج" تمكنه من دخول التاريخ إسوة بما حققه في السابق محمد صلاح ورياض محرز.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg
جزيرة ام اند امز