بالصور.. جريمة "الكيماوي" تطارد أسماء الأسد في مدينتها الافتراضية
في وقت لا تزال الصور المروعة للأطفال الذين لقوا حتفهم في خان شيخون تهز ضمير العالم، تتجاهل أسماء الأسد ذلك في حسابها بـ"انستقرام"
باستثناء صور تنشرها أسماء الأسد على حسابها بانستقرام معلقة عليها بأنها خلال استقبال أسرة أحد شهداء الحرب الدائرة في سوريا، لا يمكن أن يصل إليك انطباع بأن هذا البلد يعيش حربا منذ 6 سنوات.
وتحاول أسماء، بريطانية المولد، والبالغة من العمر 41 عاما، تجسيد واقع افتراضي للحياة في سوريا، يظهرها كمدينة "أفلاطون" الفاضلة، بما يناقض تماما المشاهد التي خرجت من خان شيخون الأسبوع الماضي، وأظهرت مقتل 87 شخصاً في هجومٍ كيمياوي.
وفي وقت لا تزال الصور المروعة للأطفال الذين لقوا حتفهم في هذا الهجوم، تهز ضمير العالم، تتجاهل أسماء الأسد ذلك في حسابها عبر موقع "انستقرام"، فتظهر في صور أثناء تكريم طلاب متفوقين، وحامِلةً طفلاً في أحد مستشفيات دمشق، محتفلة مع النساء بيوم المرأة، معانقة أسرةً فقدت أحد أحبَّائها خلال الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وكان أحدث ما نشرته صورة بصحبة زوجها المتهم بإلقاء غاز السارين على مواطنيه، وهما يضعان أيديهما أمام أعينهما للوقاية من الشمس، وقد علقت على الصورة قائلة: "شمسك سورية.. ما بتنطفي".
وبينما كانت سيدة سوريا الأولى تتوقع أن تأتيها التعليقات الإيجابية التي تعودت دوما أن تشنف بها آذانها، طاردها البعض بتعليقات ذكرتها بما فعله زوجها في خان شيخون، ومنها تعليق لمغرد يسمي نفسه "rbcooo"، وقال فيه: "ما كل هذه الرومانسية يا قتلة أطفال خان شيخون".
واستمرت هذه الجريمة المروعة تلاحق أسماء الأسد في كل صورة تنشرها للمدينة الفاضلة الافتراضية، التي لا يعيش فيها ملايين السوريين المهجرين في شتى بقاع الأرض، ومنها تلك الصورة التي ظهرت فيها وهي تحتضن سيدة من حلب، موجهة لها الشكر على مغادرتهم المدينة حتى يتمكن الجيش السوري من إحكام السيطرة عليها.
ومن بين التعليقات التي استقبلتها هذه الصورة، أعادت مغردة تسمى "harajukubarbie84" تذكير سيدة سوريا الأولى بما فعله زوجها بخان شيخون، قائلة: "وماذا عن الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الذين لقوا حتفهم في خان شيخون".
وكانت أكثر الصور استفزازا، كما تكشف التعليقات التي استقبلتها، هي تلك التي ظهرت فيها وهي تحمل طفلا حديث الولادة في مستشفى الولادة بدمشق.
واستقبلت الصورة عشرات التعليقات التي تذكرها بأطفال خان شيخون، ومنها ما كتبته مغردة تسمي نفسها "kecasue"، حيث قالت: "كيف يمكن لها أن تنظر إلى هذا الطفل بعد أن قتل زوجها الكثير من الأطفال بعد إسقاط الغاز المميت على الأطفال والأبرياء".
وأضافت "إذا كانت تحمل الحب في قلبها للأطفال لكانت فعلت شيئا مع زوجها، يثنيه عن هذه الجريمة".
وتستخدم كل الصور التي توجد في حساب سيدة سوريا الأولى هاشتاق #weloveyouAsma أو إنَّنا نحبك يا أسماء، وتصل هذه الصور إلى متابعيها وعددهم 122 ألفاً فقط، بما يعكس عدم الرضا عن حالة الانفصال عن الواقع التي تبدو في حسابها.
وأسماء ابنة الطبيب السوري فواز الأخرس الذي سافر من سوريا إلى لندن في الخمسينيات حتى يتمكَّن من الحصول على تعليم وتدريب طبي جيد.
وتعلَّمت أسماء المولودة في أغسطس 1975 في مدرسة كنيسة إنجلترا بمنطقة إيلينغ، قبل أن ترتاد مدرسةً خاصة للبنات، هي مدرسة كوينز كوليدج بشارع هارلي ستريت، وحصلت على البكالوريوس في علوم الكومبيوتر من كينجز كوليدج التابعة لجامعة لندن في عام 1996، وتزوجت الرئيس السوري بشار الأسد في 18 ديسمبر/كانون الأول 2000.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز