مسؤول "الكيماوي" في سوريا.. رجل "الأسد" وصديق إيران
باسم الحسن.. لن تجدوا له أية صور على الإنترنت.. هو المسؤول عن برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا.. ماذا تعرفون عنه؟
إذا حاولت البحث عن صورة واحدة لباسم الحسن بكل محركات البحث على الإنترنت، فلن تجد شيئا يتعلق بصورة هذا الرجل الغامض، الذي سبق نشر العديد من الأنباء عن اغتياله، ثم سرعان ما تبين أنه على قيد الحياة ولم يصبه أي سوء.
لكن شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية نشرت أول صور لهذا الرجل الذي لا يظهر على الملأ أبدا، على خلفية الهجوم الصاروخي الذي شنته الولايات المتحدة على قاعدة الشعيرات التابعة لحرس الجو السوري في حمص، والتي تقول تقارير أمريكية إنها كانت قاعدة انطلاق الطائرات التي نفذت هجوما كيماويا على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب منذ أيام.
التقارير الأمريكية تقول أيضا إن باسم الحسن الذي كان قائد القوات الخاصة السورية هو المسؤول عن إدارة برنامج الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.
وقالت المحطة الأمريكية إن باسم الحسن مرتبط بشبكة علاقات وطيدة مع كبار المسؤولين الروس، ويعتبر الصديق المقرب لقيادي الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
في أغسطس 2008 تم اغتيال محمد سليمان، الذي كان رئيس وحدة العمليات الخاصة للنظام السوري. ومرت 9 سنوات منذ ذلك التاريخ ومن يترأس هذه الوحدة السرية هو باسم الحسن، الذي عمل أيضا كرئيس لبرنامج الأسلحة الكيماوية، الذي أشرف عن قرب على إنتاج الأسلحة واستخدامها خلال الحرب الدامية الجارية على أرض سوريا.
وقال مسؤولون بأجهزة استخبارات غربية إن باسم الحسن هو المستشار الأقرب للرئيس السوري بشار الأسد، والذي تقتفي الولايات المتحدة آثاره بسبب تداخله الشديد مع القيادة الروسية، حيث إنه معروف بعلاقاته الوثيقة مع كبار المسؤولين الروس، والصديق الأفضل لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الواقع هو الآخر تحت مراقبة الرادار الأمريكي.
وأشارت مصادر استخباراتية إلى أن باسم الحسن كان يرأس في السابق الوحدة 450، وهي وحدة السلاح الكيماوي السوري، كما كان مسؤولا عن أنشطة كثيرة في برنامج يشمل إنتاج الأسلحة الكيماوية نفسها.
وباسم الحسن موجود الآن على قائمة الشخصيات والشركات التي تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
ولا يعلم كثيرون أن باسم الحسن هو نفسه اللواء بسام مرهج، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، ويتم توصيفه أيضا باسم "مدير المكتب الأمني والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد".
وفي 9 سبتمبر 2016، قدم بشار سيارة مرسيدس، يزيد ثمنها عن 150 ألف دولار، هدية لابنة باسم الحسن، بشرى"، بمناسبة زفافها على خالد ابن رجل الأعمال النافذ نعيم الجراح.
وكان زفاف ابنة باسم الحسن قد أثار الكثير من الجدل بسبب البذخ الفاحش الذي شهده الحفل، بشكل لا يتناسب على الإطلاق بالظروف العصيبة التي تمر بها سوريا.
ويوصف باسم الحسن بأنه أهم وأقوى ضباط سوريا، وكان قد تم ربطه في عام 2013 بوثيقة سرية قيل إنها عبارة عن (أمر مهمة) أو تكليف صادر عن جهاز المخابرات الخارجية السوري التابع للقصر الجمهوري.
وتداولت وسائل الإعلام المحسوبة على المعارضة السورية تلك الوثيقة باعتبارها موجهة إلى مدير مكتب الأمن اللواء بسام مرهج، الذي هو نفسه باسم الحسن، تقضي بتصفية معارضين مدنيين وعسكريين سوريين في الخارج، منهم العميد المنشق زاهر الساكت، والعقيد المنشق ثائر مدلل، والنقيب المنشق علاء الباشا، وشخصيات أخرى ورد ذكرها في الوثيقة الممهورة بختم ديوان رئيس الجمهورية بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2013.
وجاء في الوثيقة الموجهة إلى باسم الحسن: "نحيطكم علماً أنه بناء على مقتضيات المصلحة العليا للدولة وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها القيادة العليا وبعد توفر المعلومات والمعطيات اللازمة لدينا عما يدور في الخارج من لقاءات مع جهات خارجية بشأن توثيق الملف الكيماوي وتسريب معلومات عن أماكن تخزينه من قبل بعض الحاقدين على الدولة والقيادة العليا، فقد تطلب الأمر تصفية كل من ....".
وأكد ضباط منشقون آنذاك أن النظام السوري يمتلك أجهزة أمنية مهمتها تنفيذ عمليات اغتيال معارضين سورين وضباط منشقين يقيمون في دول الجوار، وقيل إن من بين المستهدفين العميد الركن المنشق زاهر الساكت مسؤول فرع الكيمياء في الفرقة الخامسة سابقاً.
وتأتي كل هذه التقارير لتربط باسم الحسن بكل العمليات سيئة السمعة في سوريا، والتي كان آخرها ما قيل إنه هجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، وهو ما ترتب عليه توجيه الولايات المتحدة ضربة صاروخية، تضمنت إطلاق 59 صاروخا من طراز توماهوك، الذي يبلغ سعر الصاروخ الواحد منه 820 ألف دولار، على قاعدة الشعيرات في حمص، والتي قيل إن طائرات الجيش السوري أقلعت منه محملة بالأسلحة الكيماوية التي ضربت بها خان شيخون.
وفي تلك الأثناء، قام مراسل قناة "إيه إن إن إيه" التليفزيونية الروسية بالتجول في قاعدة الشعيرات التي تم قصفها بصواريخ توماهوك أمريكية ليل الخميس الجمعة. وعرض المراسل عدة لقطات وصور لبقايا الصواريخ التي كتب عليها ما يدل على كونها صنعت في أمريكا.
تجول المراسل سيرجي باديوك مع ضباط الجيش السوري بين أطلال القاعدة، وكانوا يتحدثون معه بلغة روسية متدفقة في إجادة تامة. وقال أحد الضباط السوريين في حديث مع القناة الروسية: "يدعي الأمريكيون أن الطائرات التي انطلقت من هنا كانت تحمل أسلحة كيماوية، نعم هنا توجد طائرات، لكن لماذا لا يمكن لأي أحد أن يعثر على أي آثار لأسلحة كيماوية؟! لو كانت هناك أسلحة كيماوية لسقط عدد كبير من القتلى هنا، لكن ذلك لم يحدث، لأنه لا توجد أسلحة كيماوية".
وتحدث ضابط آخر باللغة الروسية مع المراسل قائلا: "إن الأمريكيين يساعدون الإرهابيين، وهذه الضربة تعزز مصالح الإرهابيين فقط.. إن طائراتنا تنفذ مهام ضد الإرهابيين، ولا نضرب المدنيين".