شرب الماء وتناول الطعام.. آليات الحفر على بعد 8 أمتار من الطفل ريان
ثمانية أمتار هي المسافة الفاصلة بين فرق الإنقاذ والطفل ريان الذي لا يزال يقاوم لأجل الحياة داخل حفرة مائية عمقها يتجاوز الـ30 متراً.
بارقة أمل
وعند الساعة الواحدة بتوقيت جرينتش، أتم الطفل ريان البالغ من العمر أربعة أعوام، 48 ساعة داخل حفرة مائية مهجورة، بعدما سقط فيها حينما كان يلعب بمحيطها.
وتصل فرق الإنقاذ الليل بالنهار لإخراج الطفل ريان من داخل الحفرة المائية التي يبلغ عمقها 32 متراً وقطرها لا يتعدى الستين سنتيمتراً، فيما تضيق أكثر عند عمق العشرين متراً.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر مسؤولة، فإن الطفل ريان تمكن من استجماع قواه وتناول بعض الطعام الذي أوصله إياه رجال الإنقاذ، بالإضافة إلى شرب الماء.
وقبل هذا الإجراء، حرص عناصر الوقاية المدنية وفرق الإنقاذ على مد الطفل ريان بالأكسيجن، عبر أنبوب يصل إلى قاع الحفرة، التي يختفي تقريباً الأكسيجين مع عمقها الذي يتجاوز الثلاثين متراً.
وبسبب تداعيات سقوطه في الحفرة الضيقة والعميقة، كانت تحركات الطفل ريان بطيئة ومحدودة جداً، في حين ظهرت على رأسه وجسده، بحسب صور فرق الإنقاذ، دماء ممزوجة بالتراب.
وفي الوقت الذي فشل المنقذون في إدخال شخص إلى الحفرة وإنقاذ الطفل، بسبب ضيق قطرها، تنهمك آليات حفر وجرافات في الحفر بالموازاة مع الثقب المائي، للوصول إلى الطفل ريان.
وإلى غاية الساعة الواحدة والنصف بتوقيت جرينتش، بلغ عمق الحفرة التي تم إحداثها من طرف الجرافات والآليات 24 متراً، أي أن المسافة الفاصلة بين الجرافات ومستوى تواجد الطفل ريان هي ثمانية أمتار، تقول المصادر ذاتها.
مجهودات
ومن جهته، أكد مصطفى بيتاس، الناطق باسم الحكومة المغربية، قرب عملية إنقاذ الطفل ريان من داخل الحفرة المائية، مشدداً على تسخير الحكومة كافة الإمكانيات لمواكبته طبياً.
الحكومة المغربية، يورد الوزير، جندت من خلال لجان الإنقاذ العديد من الوسائل البشرية واللوجيستية للتسريع بعملية إنقاذ الطفل ريان، وإعادته إلى أسرته.
وأكد المتحدث، خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي اليوم بالرباط، أن عملية الإنقاذ تتم بإشراف ومتابعة مباشرة لوزيري الداخلية والصحة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة.
واستعرض الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، السيناريوهات التي تم التفكير فيها لإنقاذ الطفل ريان.
وقال إن السيناريو الأول كان توسيع قطر الحفرة، إلا أن لجان الإنقاذ استبعدته نظراً لخطر انهيار التربة، وبالتالي سنكون أمام "فاجعة أكبر".
فيما السيناريو الثاني، هو إنزال أحد الأفراد إلى قعر البئر، وهي العملية التي باءت بالفشل، بحسب الوزير، لأن قطر الحفرة المائية ضيقة. أما السيناريو الثالث فهو الحفر بشكل موازي مع الحفرة، مؤكداً أن هذا هو الذي يتم الآن.
وأوضح بيتاس أن عملية إنقاذ الطفل ريان تعرقلها طبيعة التربة، حيث إن أي تدخل عنيف من المعدات الثقيلة يمكن أن يحدث مأساة، بالإضافة إلى كثافة المواطنين الذين انتقلوا بكثافة إلى المنطقة وصعبوا من مأمورية رجال الإنقاذ، وأناشد المواطنين تسهيل عملية الإنقاذ".
وحشدت السلطات المحلية 5 آليات ثقيلة، بالإضافة إلى العشرات من عناصر الدرك والوقاية المدنية، ناهيك عن مهندسين طبوغرافيين لمواكبة عملية الحفر، والحيلولة دون انهيار البئر أو سقوط جزء منه على الطفل ريان.
وغير بعيد من مكان البئر، حطت مروحية طبية، مجهزة بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، ترقباً لإخراج الطفل ريان من البئر، إلى جانب سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يضم طبيب مختص في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير قادمين من المستشفى الإقليمي وثلاثة ممرضين تابعين للمركز الصحي بالمدينة.
خطر صحي
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أكدت الطبيبة سناء الحناوي، أن ظروف سقوط الطفل ريان في هذه الحفرة المائية، وبقاؤه هناك لأكثر من 48 ساعة يُعرضانه للخطر.
الحناوي، أوضحت أن وجود أحجار في محيط الحفرة، وأيضاً قطرها الصغير، وعمقها، يرجحان فرضية تعرض الطفل لكسور أو التواءات في مناطق مختلفة من جسده.
وأضافت أن مجرد بقائه في حفرة ضيقة بعمق 32 مترا، يضعه أمام خطر الاختناق، خاصة أن الأكسيجين يقل كُلما زاد العمق وقل قطر الحفرة، وهو الشيء الذي تم الوقوف عليه، حينما اختنق أحد الشباب الذين حاولوا النزول لإنقاذه.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز