ملحمة إنقاذ الطفل ريان.. 60 ساعة في بئر تشغل المغاربة
ما زالت عمليات الحفر قائمة على قدم وساق لإنقاذ الطفل ريان الذي قارب وجوده في قعر حفرة مائية جافة الستين ساعة.
وبحلول الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الخميس/الجمعة بالتوقيت المغربي (00:00 GMT)، يُكمل الطفل ريان 60 ساعة داخل حفرة مائية جافة، عمقها 32 متراً، وقطرها لا يتجاوز الستين سنتيمتراً، ويضيق كلما تم الاتجاه نحو الأسفل.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من فرق الإنقاذ، فإن الطفل ريان لا يزال على قيد الحياة، إلا أنه يعاني من تبعات بقائه لفترة طويلة في تلك الحفرة، وما ترتب عنها من جوع أو إرهاق.
وبعد تمكن الجرافات والآليات من الحفر بالموازاة مع الحفرة المائية، يجري منذ الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، تعميق الحفر لتجاوز المستوى الذي يوجد به الطفل ريان، وذلك بغرض إنقاذه من الأسفل، تفادياً لأي انهيار محتمل للتربة.
ويشرف على عمليات الحفر مهندسون طبوغرافيون متخصصون، يعملون على توجيه الجرافات، وتأطير عملها، وذلك بالاستعانة بكاميرات وآليات متقدمة لتحديد المواقع.
وفي حدود منتصف ليلة الخميس/ الجمعة بالتوقيت المحلي المغربي، توقفت عمليات الحفر لبضع دقائق، قبل أن يتم استئنافها بعد قرار المهندسين تدخل الجرافات من جديد، وتأجيل عمليات الحفر اليدوية، إلى حين التقدم بشكل أكبر.
وتجري عمليات الحفر وسط تخوفات كبيرة من هشاشة التربة، خاصة بالنظر للتقدم الكبير في عملية الحفر، والعمق الذي تم الوصول إليه. بالإضافة إلى وقوع انهيار طفيف في التربة.
وفي نفس السياق، ينبه الطبوغرافيون إلى خطورة تحرك إحدى الصخرات الموجودة في عمق الحفرة المائية الجافة حيث علق الطفل ريان.
كما يُحذر المهندسون من عمليات التدافع الجارية من طرف المواطنين الذين حجوا من مختلف المدن لمواساة الأسرة.
وتجري عملية الإنقاذ وفقاً لتقديرات دقيقة من طرف المهندسين الطبوغرافيين، تقول المصادر ذاتها، مشددة على أن أي خطأ قد تكون عواقبه وخيمة جداً.
وفي المقابل، أكد والد الطفل ريان في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية"، أن ابنه قد تناول بعضاً من الطعام وقليلاً من الماء، في حين تعمل أطقم الوقاية المدنية على إمداده بالأوكسيجين.
وأوضح الرجل المتأثر بما جرى لابنه، أنه يطمئن على وضعه بين الفينة والأخرى، بواسطة كاميراً يُدخلها رجال الإنقاذ، حيث ترصد حركته وتنفسه.
وعن الوضع الصحي للطفل ريان، أكدت مصادر من فرق الإنقاذ لـ"العين الإخبارية" أن هذا الأخير يتعرض إلى فقدان للوعي بشكل عرضي بين الفينة والأخرى.
وأكدت المصادر ذاتها، أن الطفل، وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه يبدي مقاومة كبيرة للظروف التي يوجد فيها داخل الحفرة المائية.
ومنذ أكثر من يومين، وفرق الإنقاذ تستنفر مجهوداتها اللوجستية والبشرية لإنقاذ حياة الطفل ريان في أقرب وقت، وتفادي أي تطورات صحية سلبية.
في المقابل، تحظى عمليات الإنقاذ بمتابعة شخصية ومباشرة لكل من وزيري الخارجية والصحة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
وبالموازاة مع عمليات الحفر، وضعت السلطات المختصة طاقماً طبياً على أهبة الاستعداد لتقديم الإسعافات الأولية للطفل ريان بمجرد إخراجه من الحفرة.
كما تم توفير مروحية إسعاف تابعة للدرك الملكي ومجهزة بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، ترقباً لإخراج الطفل ريان من البئر.
إلى جانب سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يضم طبيبا مختصا في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير قادمين من المستشفى الإقليمي وثلاثة ممرضين تابعين للمركز الصحي بالمدينة.
وحازت قضية الطفل ريان تضامنا وتعاطفاً واسعين من أشخاص في شتى أنحاء العالم، إذ تصدرت وسوم التضامن مختلف منصات التواصل الاجتماعي في العالم، في حين يُقبل مئات الآلاف على مشاهدة البث المباشر لعمليات الحفر على موقعي فيسبوك ويوتيوب.
aXA6IDMuMTM3LjE4NS4xNiA= جزيرة ام اند امزلماذا تأخر إنقاذ #الطفل_ريان؟
— العين الإخبارية (@alain_4u) February 4, 2022
#العين_الإخبارية توضح لكم التفاصيل..#المغرب #انقذوا_ريان #عينك_على_العالم pic.twitter.com/jKN999vXaP