لا جنسية أو مأوى.. أبناء المهاجرين الفنزويليين يعانون في كولومبيا
الطبيب النفسي المتخصص في الأطفال جون هيريرا يقول "إن الأطفال يعيشون بحزن دائم، بسبب الخسائر المادية والثقافية التي يعانون منها كلاجئين"
يهرب مهاجرون بمختلف فئاتهم العمرية والاجتماعية من وطأة الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، غير قادرين على مواجهة التضخم المفرط ونقص السلع الأساسية والأدوية.
وانتهى الأمر بأكثر من مليون شخص في كولومبيا المجاورة، من بينهم نحو 200 ألف طفل أو أكثر، حسب ما يؤكده مسؤولو الهجرة، لأن عدداً كبيراً من الفنزويليين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية.
وتشتدّ وطأة نزوح الفنزويليين على الأطفال خصوصاً في كولومبيا، فويلبليس طفلة عديمة الجنسية، وأريانا البالغة 6 أعوام تنقّلت 7 مرات من منطقة إلى أخرى، في حين أن ياسمين فوّتت عليها العام الدراسي.. ومثلهم كثيرون.
لا جنسية
عندما كانت ييسيلا بالنسيا في الأسبوعين الأخيرين من الحمل عبرت الحدود إلى كولومبيا بطريقة غير قانونية، خاصة أن المستشفيات الموجودة في بلدها، رغم ثروتها النفطية السابقة، تفتقر للأدوية والمعدات اللازمة.
ولم يكن أمام "بالنسيا" حل إلا أن تأخذ ولديها الآخرين اللذين يبلغان من العمر 8 و5 أعوام لتنضم إلى زوجها في بوجوتا.
وأنجبت "بالنسيا" طفلتها "ويلبليس"، لكن ولادتها لم تجلب لوالديها السعادة، فقد جعل الوضع القانوني للطفلة حياة العائلة كابوساً، فهي لا تقدر على الحصول على جنسية والديها لعدم وجود خدمات قنصلية فنزويلية في كولومبيا، ولا يمكنها الحصول على الجنسية الكولومبية لأن بوجوتا لا تعترف بحق الحصول على الجنسية عن طريق الولادة في البلاد.
وقالت "بالنسيا"، البالغة من العمر 32 عاماً "ابنتي ليس لديها وطن.. ليس معترفاً بها هنا في كولومبيا ولا في فنزويلا، رسمياً هي غير موجودة".
وهناك 24 ألف طفل مثل ويلبليس في كولومبيا، وقد وقّع الرئيس إيفان دوكي مرسوماً في أغسطس/آب يسمح لهم بالاستفادة من الجنسية الكولومبية.
وحددت الأمم المتحدة وجود 4 ملايين شخص عديم الجنسية في 78 دولة، وهم يعانون في كثير من الأحيان من التمييز فيما يخص الحصول على الحقوق الأساسية في الرعاية الصحية والتعليم.
لا مأوى
تنقلت الطفلة أريانا سيليس منذ رحيلها من بلدة لوس تيكيس الفنزويلية في عام 2014 مع عائلتها في كولومبيا 7 مرات، لأن والدها كارلوس لا يمكنه العثور إلا على عمل لفترة قصيرة.
وهذه الفتاة الخجولة التي تبلغ 6 سنوات تريد شيئاً واحداً.. وهو المأوى والبقاء في المكان نفسه، وقالت ماريا إسكالونا والدة أريانا "لا نعرف إذا كنا سنبقى أو سنرحل، إذا بقيت الأمور على هذا المنوال فسينعكس ذلك عليها".
وتحلم ماريا، البالغة 39 عاماً بـ"توفير الاستقرار ومنزل صغير ونوعية حياة جيدة" لبناتها، قائلة "هذا هو السبب الذي أتينا من أجله إلى كولومبيا".
وفقا للطبيب النفسي المتخصص في الأطفال جون هيريرا، يعيش الأطفال مثل أريانا "بحزن" دائم بسبب الخسائر المادية والثقافية التي يعانون منها كلاجئين، وأضاف "من المرجح أنهم سيعانون من إجهاد ما بعد الصدمة".
لا تعليم
تعين على ياسمين جونزاليس، البالغة 13 عاماً، قضاء وقتها كل يوم أمام شاشة التلفزيون، فيما كان من المفترض أن تكون في المدرسة.
فقد طلبت المدرسة الثانوية القريبة من منزل ياسمين شهادة صحية لتسجيلها، وهي لا تستطيع توفيرها مثل كل الأشخاص الذين لا يحملون أوراق إثبات شخصية.
وتضمن كولومبيا الوصول إلى التعليم بلا شروط أو قيود، لكن بعض المؤسسات تتجاهل القوانين عند التعامل مع المهاجرين الفقراء الذين لا يدركون حقوقهم.
من جهتها، ترغب ياسمين في العودة إلى فنزويلا، لأنه في كولومبيا "ليس لديها ما تفعله"، وقالت والدتها إليزابيث جونزاليس إن الأطفال "لا ذنب لهم فيما يحدث في فنزويلا".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز