رضيعة جائعة.. أزمة فنزويلا في صورة تجتاح الإنترنت
الطفلة عمرها عامان لكن سوء التغذية والأمراض التي لم تعالج جعلتها تبدو كما "اللحم على عظم"
في أول مرة انتشرت فيها صورة لطفلة فنزويلية، الأسبوع الماضي، هزيلة للغاية، كانت ردود الأفعال فورية، فالطفلة عمرها عامان، لكن سوء التغذية والأمراض التي لم تعالج، جعلتها تبدو كما "الجلد على عظم"، لدرجة أنها تمضي وقتها راقدة على ظهرها داخل كوخ أسرتها المتداعي.
الطفلة تدعى أنيلين نافا، وعندما شاهد القراء صورة الطفلة في مقال سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الانهيار الاقتصادي في فنزويلا، كان كثيرون لديهم فكر مشترك؛ ففي حين يصعب مساعدة بلدها في الخروج من الأزمة الإنسانية طويلة الأمد، هناك شيء يمكن بالتأكيد تقديمها لهذه الطفلة.
- الصين ترسل 71 طنا من المساعدات الطبية إلى فنزويلا
- التضخم السنوي في فنزويلا يسجل 1.3 مليون بالمئة خلال أبريل
ويوم الأحد، بدأ وصول المساعدات. أعدت فابيولا موليرو، الممرضة التي تعمل ضمن منظمة الإغاثة الكاثوليكية "كاريتاس"، حقيبة بداخلها ميزان ومكملات غذائية تكفي 15 يومًا وحليب وطعام، وسافرت من مدينة ماراكايبو إلى جزيرة "توس" التي تعيش فيها أنيلين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
كانت السيدة موليرو تعمل ممرضة في المستشفيات العامة لمدة 20 عامًا، لكن منذ ثلاث سنوات استقالت وتطوعت مع منظمة "كاريتاس"؛ حتى تتمكن من مكافحة الجوع الذي يطحن البلاد، وقالت "عملت في مستشفى واستقلت لأنني لم أتمكن من التعامل مع حقيقة أن الأطفال يموتون بين ذراعي بسبب نقص الطعام".
عندما انطلقت في رحلتها، الأحد، كان هدفها مساعدة الطفلة أنيلين، وتقييم حالة الأطفال الآخرين الموجودين في مجتمعها بولاية زوليا التي تعد جزيرة توس جزءًا منها، كانت على وجه التحديد الأكثر تضررًا من الانهيار الاقتصادي للبلاد؛ حيث أصبحت معزولة عن المدينة بعدما تعطلت المراكب التي تعد وسيلة النقل العامة، بسبب نقص قطع الغيار.
ويصل الطعام المدعم من الحكومة كل خمسة أشهر، لكن تستهلكه العائلات خلال أسبوع، طبقًا لوالده أنيلين وجيرانها.
وأوضحت السيدة موليرو أن حالة أنيلين كانت واحدة من أسوأ الحالات التي رأتها، فكثيرًا ما لم تتمكن العائلة من إطعام الطفلة أكثر من مرة واحدة في اليوم، وأحيانًا يكون لديهم أرز أو دقيق الذرة فقط.
وأشارت إلى أن ما زاد من سوء حالة الطفلة إلى جانب سوء التغذية الحاد، كان مرضا عصبيا وراثيا يسبب تشنجات واضطرابات عضلية ويصعب عملية الهضم.
أنيلين وزنها نصف الوزن الذي يجب أن تكون عليه، وضعيفة لدرجة يصعب معها تسفيرها، لكن يمكن علاجها في منزلها حتى تصبح قوية كفاية لنقلها إلى طبيب أمراض عصبية لعلاجها، طبقًا للممرضة.
وأوضحت والدتها مايبيلي نافا (25 عامًا) أن حالة طفلتها تدهورت وكانت في وضع سيء للغاية، مضيفة "اعتقدت أنها ستموت. لم تكن حتى تمد يديها لي عندما حاولت اللعب معها"، لكن وصول الممرضة موليرو والطعام أحدث تغييرًا فوريًا؛ "هي الآن مرحة"، طبقًا لوالدة الطفلة.
وقالت السيدة موليرو إن وصولها دفع الجيران للاصطفاف خارج منزل عائلة نافا لطلب المساعدة، حيث أوضحت السيدة نافا "جيراني يموتون بسبب نقص الدواء".
الأزمة الاقتصادية جعلت الجزيرة بدون أي إمدادات علاجية رغم وجود مشفيين وثلاث مراكز معونة. لطالما كانت جزيرة "توس" وجهة سياحية، لكن تدهور أحوال الاقتصاد في البلاد والبنية التحتية جعلها تواجه انقطاعات متكررة ولفترات طويلة في الكهرباء وخدمات المحمول.
وأعربت السيدة موليرو عن قلقها بسبب وجود كثير من السيدات الحوامل في وقت لا تعمل فيه المستشفيات، مشيرة إلى أنه من بين 26 طفلًا قيمت حالتهم، 10 كانوا يعانون من سوء تغذية، وجمعيهم كانوا يعانون من دمامل وتقرحات بسبب رداءة نوعية المياه.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز