"عودي لرشدك".. نصيحة الصين لأمريكا بشأن التجارة
الصين تحث الولايات المتحدة على أن تثوب إلى رشدها، بعد أن سعت إدارة ترامب لتكثيف الضغوط من أجل الحصول على تنازلات تجارية.
حثت الصين الولايات المتحدة اليوم الخميس على أن تثوب إلى رشدها، بعد أن سعت إدارة ترامب لتكثيف الضغوط من أجل الحصول على تنازلات تجارية عبر اقتراح فرض رسوم جمركية أعلى بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ خلال إفادة صحيفة يومية في بكين.
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء عزمها على فرض مزيد من الرسوم على البضائع الصينية بهدف "تشجيع" بكين على إنهاء ممارساتها التجارية "غير النزيهة"، بينما تراوح المحادثات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم مكانها.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر "هذا الأسبوع، كلّفني الرئيس بالنظر في إمكان زيادة الرسوم من 10 إلى 25%" على واردات صينية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار.
ويتهم البيت الأبيض باستمرار بكين بممارسات "غير نزيهة" وبـ "سرقة الملكية الفكرية"، ويُطالب بتخلّي الدولة الآسيوية العملاقة عن هذه الممارسات وخفض العجز التجاري الأمريكي بمقدار 200 مليار دولار وبأن تفتح الصين أسواقها بشكل أكبر أمام البضائع الأمريكية.
وتابع لايتهايزر "بدلاً من تغيير سلوكها الضار، اتخذت الصين بشكل مؤسف، إجراءات انتقامية بحق الولايات المتحدة والعمال والمزارعين ومربّي الماشية والشركات"، في إشارة إلى الضرائب الصينية على بضائع أمريكية بقيمة 34 مليار دولار.
واعتبر الممثل التجاري الأمريكي أنّ رفع قيمة الضرائب الأمريكية هو "خيار إضافي لدفع الصين إلى تغيير سياساتها وسلوكها الضار".
وستنتهي مهلة لمشاورات حول إمكانية زيادة في الرسوم الجمركية في 5 سبتمبر/ أيلول المقبل بدلا من 30 أغسطس/ آب الجاري، وهو الموعد الذي حدد أولا.
وكان مسؤولون أمريكيون ذكروا في وقت سابق "لم نر تطورات لمعالجة هذه المشاكل"، مؤكدين أن الرئيس دونالد ترامب سيبقى حازما "للتوصل إلى نتائج".
وكانت الصين حذرت أمس الأربعاء حتى قبل إعلان لايتهايزر من أنها مستعدة لتبني إجراءات انتقامية في حال تشدد الموقف الأمريكي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن "الابتزاز والضغط على الصين لن يجديا إطلاقا".. وأضاف "إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات تزيد من التصعيد، فسنتبنى بالتأكيد إجراءات مضادة لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة".
- "انفتاح على النقاش"
ردا على سؤال عن علاقة الانتقادات الأخيرة لترامب بتراجع سعر اليوان الصيني، قال مسؤول أمريكي أمس الأربعاء "لن أستخلص أي نتيجة حول ارتباط إعلان اليوم بأي ممارسة محددة".
لكنه ذكر بأن بكين تعهدت في 2015 عدم خفض قيمة عملتها لتعزيز القدرة التنافسية لبضائعها.
واتهم الرئيس الأمريكي في تغريده مؤخرا "الصين والاتحاد الأوروبي والآخرين بالتلاعب بعملاتها عبر خفض معدلات الفائدة".
وانخفض اليوان الصيني اليوم، إلى أدنى مستوى في 14 شهرا مقابل الدولار في المعاملات المحلية، متأثرا بالمخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وقبل فتح السوق اليوم، زاد بنك الشعب الصيني "البنك المركزي" نقطة المنتصف لسعر صرف اليوان للمرة الأولى في 5 جلسات إلى 6.7942 يوان للدولار بارتفاع 0.5% من سعر القطع السابق البالغ 6.8293.
وفي السوق الفورية، فتح اليوان في معاملات داخل البلاد على 6.8080 للدولار وأنهى التداولات المحلية عند 6.8300، وهو أضعف مستوى إغلاق له منذ يونيو/ حزيران العام الماضي.
ومنذ نهاية مارس/ آذار الماضي تفرض واشنطن رسوما جمركية اضافية نسبتها 25% على الصلب و10% على الألمنيوم الصينيين.. وفي 6 يوليو/ تموز الماضي فرضت رسوما جمركية على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار أيضا.
وردت بكين بفرض رسوم على سلع أمريكية بالقيمة نفسها.
وتأتي هذه التطورات بينما قررت بكين وواشنطن هدنة في نهاية مايو/ أيار الماضي بإعلانهما عن "توافق" بهدف خفض العجز الأمريكي.. لكن المفاوضات تعثرت بسرعة بشأن صياغة اتفاق رسمي.
وقال مسؤول في مكتب الممثل الأمريكي للتجارة إن "الرئيس (ترامب) يبقى منفتحا على المناقشات". وأضاف "نحن على اتصال مع نظرائنا الصينيين" حتى إذا لم تكن هناك مفاوضات.
وأضاف أن الطرفين "يسعيان إلى إيجاد الشروط لبدء" مفاوضات جديدة.
- "واضح تماما"
وكان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين صرح الأسبوع الماضي "كنت واضحا تماما بالقول إنه عندما تكون مستعدة للتفاوض -بجدية نتحدث عن التزام بخفض العجز التجاري الثنائي (للولايات المتحدة مع الصين) وتسوية مشاكل (نقل) التكنولوجيا- سنكون مستعدين" للنقاش.
وأضاف "نحن مستعدون إذا أرادوا التفاوض فعلا".
لكن المجلس الوطني للتجارة الخارجية منظمة أرباب العمل التي تمثل الشركات الأمريكية الكبرى، يرى أن استراتيجية ترامب قد تؤدي إلى طريق مسدود.
وقال نائب رئيس هذه الهيئة جيك كولفين "من الصعب أن نرى كيف ستؤدي (هذه التهديدات الأمريكية الجديدة) إلى تسوية ما يبدو أنه أزمة تجارية أكثر فأكثر".