170 مليار دولار استثمارات الصين في أفريقيا.. شراكة استراتيجية شاملة
سجلت التجارة الصينية مع أفريقيا نموا سريعا منذ عام 2000 وحتى عام 2017، حيث ارتفع إجمالي حجم التجارة بين البلدين نحو 17 مرة.
من المتوقع أن تحدد قمة المنتدى الاقتصادي السابع للتعاون الصيني- الأفريقي لعام 2018 والمقامة حالياً بالعاصمة الصينية، طرقاً جديدة لمستوى أعلى من التعاون بين العملاق الصيني ودول القارة السمراء.
منذ عام 2000، وعندما تأسس المنتدى بشكل رسمي، وتحديداً منذ القمة الصينية الأفريقية لعام 2006 وقمة جوهانسبرج عام 2015، شهدت الصين وأفريقيا علاقات أوثق في العديد من المجالات، وأصبحت الشراكة بين الطرفين أكثر صلابة ومتانة.
وظهرت قوة العلاقات بين الجانبين في تأييد الدول الأفريقية للمصالح الجوهرية الصينية في نزاعاتها حول بحر الصين الجنوبي والتمسك بمبدأ "الصين الواحدة"، وفي دعم الصين للتنمية الأفريقية في مجموعة العشرين وعلى الساحة الدولية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، كان قد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة جوهانسبرج أنه قد توصل مع القادة الأفارقة بالإجماع على رفع العلاقات الصينية الأفريقية إلى شراكة استراتيجية وتعاونية شاملة.
في وقت سابق من عام 2013، خلال زيارته الأولى لأفريقيا منذ توليه منصب الرئيس الصيني، شرح شي جين بينغ سياسة الصين في أفريقيا، مشيراً إلى أن بكين تلتزم بمبادئ الصدق وحسن النية وتؤيد قيم الصداقة والعدالة والمصالح المشتركة.
وفي عام 2015، كانت قد أعلنت الصين عن 10 خطط تعاونية لمدة ثلاث سنوات لتعزيز تعاونها مع القارة السمراء، حيث قدمت الصين 60 مليار دولار أمريكي لتمويل مشروعاتها بالقارة، والتي شملت مجالات مثل التصنيع، والتحديث الزراعي، والبنية التحتية، والخدمات المالية، والتنمية الخضراء، وتيسير التجارة والاستثمار، والحد من الفقر، والرفاهية العامة، والصحة العامة، والتبادلات الشعبية والسلام والأمن.
ووفقاً للتقديرات الأولية، من المتوقع أن تجلب المشاريع الصينية التي تم الانتهاء منها بالفعل بموجب هذه الخطة، نحو 30 ألف كيلومتر من الطرق السريعة و85 مليون طن سنوياً من القدرة التشغيلية للميناء المحلي، وتوليد حوالي 20000 ميجاوات من الطاقة، بالإضافة إلى خلق نحو 900،000 فرصة عمل محلية.
وسجلت التجارة الصينية مع أفريقيا نمواً سريعاً منذ عام 2000 وحتى عام 2017، حيث ارتفع إجمالي حجم التجارة بين البلدين نحو 17 مرة، لتصبح الصين بذلك أكبر شريك تجاري لأفريقيا لـ9 سنوات متتالية.
وفي عام 2017، ارتفعت تجارة الصين مع أفريقيا بنسبة 14٪ على أساس سنوي، لتصل إلى 170 مليار دولار أمريكي، واستمرت وتيرة النمو السريع حتى النصف الأول من عام2018، حيث قفز حجم التجارة 16% إلى ما يقرب من 100 مليار دولار، خلال الست شهور الأولى، في حين ارتفعت استثمارات الصين في أفريقيا بأكثر من 100 مرة منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2017.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، بلغ الاستثمار الصيني السنوي المباشر في أفريقيا حوالي 3 مليارات دولار في المتوسط، وبحلول نهاية العام الماضي، كانت قد بلغت استثمارات الصين بجميع أنواعها في أفريقيا 100 مليار دولار، مغطية تقريباً كل دولة في القارة.
وبحسب الصحيفة، كان تشييد البنية التحتية إحدى الأولويات في التعاون الصيني الأفريقي، حيث إنه في العام الماضي، افتتح خط سكة حديد بتمويل من الصين يبلغ طوله 480 كيلومتراً لربط نيروبي ومومباسا، مما قلل من الوقت الذي يستغرقه السفر بين أكبر مدينتين في كينيا إلى النصف وخلق نحو 46000 وظيفة.
كما ساعدت الصين في إنشاء أول سكة حديد مكهربة عبر الحدود في أفريقيا، والتي توفر لإثيوبيا غير الساحلية الوصول السريع إلى الميناء البحري في جيبوتي.
في يوليو/تموز الماضي، افتتحت الصين منطقة للتجارة الحرة الدولية في جيبوتي، والتي من المتوقع أن تحقق أكثر من 7 مليارات دولار من التجارة في العامين المقبلين.
أشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الرئيس الصيني كان قد أولى أهمية كبيرة للعلاقات الصينية الأفريقية بعد انتخابه رئيساً للصين في عام 2013، وفي عام 2018 اختار شي القارة السوداء لتكون الوجهة الأولى للزيارة الخارجية التي قام بها.
ومنذ قمة جوهانسبرج عام 2015، زار شي أفريقيا 3 مرات، في حين قام ما يقرب من 30 رئيس دولة أو حكومة من أفريقيا بزيارة أو حضور الاجتماعات في الصين.
كما شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة في التبادلات الثقافية والشعبية بين الجانبين، حيث تستقبل أفريقيا أكثر من مليون مسافر صيني كل عام، ونهاية عام 2017، كانت هناك نحو 54 فرعاً لمعهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في 39 دولة أفريقية.
من المتوقع بحلول نهاية عام 2018 أن تقوم الصين بتدريب أكثر من 200 ألف مهني أفريقي في مختلف المجالات، من خلال برامج ستجريها في أفريقيا، ومن المتوقع أيضاً أن تقوم بتدريب أكثر من 40 ألف مسؤول وفني أفريقي في الصين.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز