أفريقيا والديون.. الصين تعلن براءتها من "الفخ"
أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين لا توقع أفريقيا في فخّ الديون، متهما أطرافا أخرى باختلاق هذا الأمر.
وكان وانج يي يتحدث الخميس من كينيا، التي يزورها الوزير الصيني ضمن جولة أفريقية يزور خلالها عدة مشاريع بنى تحتية تموّلها بلاده.
ومن مومباسا حيث تموّل الصين بناء محطة جديدة في قلب أكبر مرفأ في شرق أفريقيا، أكد وانج أن القروض المرتبطة بهذه المشاريع تمثل "منفعة متبادلة"، رافضًا فكرة أن بلاده تنصب فخًّا لدول القارة.
وقال للصحفيين: "إنها قصة اختلقها أولئك الذين لا يريدون رؤية تطوّر أفريقيا.. إذا كان هناك فخّ، فهو فخّ الفقر والتخلّف".
جولة وانج تأتي بعد وقت قصير من زيارة أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أكتوبر/تشرين الثاني، إلى القارة السمراء، وكانت مخصصة للتصدي لنفوذ الصين المتزايد في أفريقيا.
وفي واشنطن، حرص المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس على التنويه بـ"الشراكات" التي تقدّمها بلاده للدول الأفريقية "على أساس الفرص المتبادلة والاحترام المتبادل" خلافاً، على حدّ قوله، للمشاريع الصينية.
وصرح برايس للصحفيين، قائلا: "نحن لا نطلب من شركائنا الاختيار بين الولايات المتّحدة ودول أخرى، بما في ذلك جمهورية الصين الشعبية. لا نريد إجبارهم على الاختيار بل نريد أن نعطيهم خيارات".
وبكين هي أول شريك تجاري للقارة، مع مبادلات مباشرة فاقت قيمتها 200 مليار دولار عام 2019، بحسب الأرقام الصينية الرسمية.
إلا أن الصين لطالما اتُهمت من قبل خصومها باستخدام وضعها كجهة دائنة لانتزاع تنازلات دبلوماسية وتجارية، ما يثير القلق من قدرة دول أفريقية كثيرة على سداد الديون المتفق عليها.
استثمار وتمويل وديون
أصبحت الصين ثاني جهة دائنة لكينيا بعد البنك الدولي وقد موّلت مشاريع بنى تحتية باهظة الثمن في بلد ارتفع فيه مستوى الديون بشكل حاد في السنوات الأخيرة.
وفي مومباسا على وجه الخصوص يمثل بناء محطة جديدة في المرفأ استثمارًا بقيمة 353 مليون دولار.
وموّلت بكين أيضًا مشروع البنى التحية الأغلى تكلفةً منذ استقلال كينيا، وهو خطّ قطار بلغت تكلفته 5 مليارات دولار.
وفي أثناء زيارته كينيا في يناير/ كانون الثاني 2020، وصف وانج هذا الخط بأنه "نموذج" لمبادرة "حزام وطريق" الصينية التي تموّل بكين مشاريع بنى تحتية على أساسها.
يوضح المحلل الاقتصادي والجيوسياسي أليخان ساتشو لوكالة "فرانس برس" أن كينيا كانت تواجه مستويات فائدة مرتفعة لتمويل استثمارات "لا تولّد أي عائد على الاستثمار في المستقبل القريب".
ومن المقرر أن يلتقي الوزير الصيني الرئيس أوهورو كينياتا، بعد لقاء صباح الخميس مع وزراء عديدين مع توقيع اتفاقات في مجالات التجارة والصحة والأمن وحتى نقل التقنيات الخضراء.
وصرّحت وزيرة الخارجية الكينية رايتشل أومامو بعد اللقاء، أن "الزيارة هي شهادة تعميق للعلاقات بين البلدين".
تعميق تسعى إليه الصين، بإعلان وانج أيضًا أن بلاده ستعيّن مبعوثًا خاصًا إلى القرن الأفريقي، في إشارة إلى استعداد بلاده للانخراط دبلوماسيًا في هذه المنطقة التي تعاني من صراعات مختلفة.
ومضى وانج قائلا: "سنواصل لعب دورنا بشكل أكبر للسلام ولاستقرار المنطقة".
ويتزامن الإعلان مع وصول المبعوث الخاص الأمريكي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى إثيوبيا، التي تعاني منذ أكثر من عام بسبب الحرب بين الجيش الفيدرالي ومتمردي تيدراي.
وعبّر الوزير الصيني الأربعاء في إريتريا عن معارضة الصين للعقوبات الأمريكية المفروضة على الدولة شديدة الانغلاق، والتدخل في "الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وفرضت واشنطن عقوبات أيضًا على إريتريا العام الماضي بسبب مشاركتها في النزاع في إثيوبيا الذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.