أمريكا تستجيب للانفتاح الصيني.. مصالح الاقتصاد تتخطى خلافات السياسة
بعد وقت قصير من اختتام اجتماع السياسة الرئيسي للحزب الشيوعي الصيني الأسبوع الماضي، زار وفد أعمال أمريكي الصين وأجرى محادثات مع عدد من الوزارات، في استجابة للانفتاح الصيني.
ومع وصول العلاقات الصينية الأمريكية إلى منعطف حرج، وتأكيد اجتماع اللجنة المركزية الأخير للحزب الشيوعي الصيني على التزام الصين بالانفتاح، فإن زيارة قادة الشركات الأمريكية لا تأتي في الوقت المناسب فحسب، بل تساعد أيضًا على تنمية البلدين، وتعزيز التصور الصحيح لبعضهم البعض.
ولطالما اعتبرت العلاقات الاقتصادية والتجارية بمثابة "حجر الزاوية" للعلاقات الثنائية، فقد شهدت السنوات الأخيرة، اتخاذ الإدارة الأمريكية العديد من التحركات الأحادية الجانب لعرقلة التجارة والاستثمار في الاتجاهين، وذلك بحسب تقرير لوكالة شينخوا للأنباء اليوم.
- 30 مليار دولار.. تركيا تقتحم مجالات الصناعات المتقدمة بمخصصات تاريخية
- مجموعة العشرين تتعهد بـ«التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء
وبينما يزعم البعض في الغرب أن الصين تغلق أبوابها أمام العالم، فإن رسالة بكين الأخيرة كانت عالية وواضحة، لقد كان الانفتاح سمة مميزة للتنمية السريعة في الصين، ويظل السمة المميزة للتحديث الصيني.
ووفقا للجنة المركزية للحزب الشيوعي، ستعمل الصين بشكل مطرد على توسيع الانفتاح المؤسسي، وتعميق الإصلاح الهيكلي للتجارة الخارجية، ومواصلة إصلاح أنظمة إدارة الاستثمار الداخلي والخارجي، وتحسين التخطيط للانفتاح الإقليمي، وتحسين آليات التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وبينما تفتح الصين أسواق السلع والخدمات ورأس المال والعمل لبقية دول العالم بطريقة منظمة، فإنها ستجلب المزيد من الفرص التجارية للعالم، بما في ذلك الشركات الأمريكية.
الوفد الأمريكي
وقد شكل أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، الذي يتكون من المديرين التنفيذيين ورؤساء الشركات الأمريكية الرائدة، أول وفد من مجتمع الأعمال الأمريكي يزور الصين مؤخرا.
وتعد الاجتماعات المباشرة والدراسات الميدانية أفضل طريقة لتوضيح أي سوء فهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة. إن مثل هذه التفاعلات مفيدة للجانبين لتقليل تكاليف الفرص ورفع مستوى التعاون إلى مستوى أعلى من الجودة.
وأعرب أعضاء الوفد عن ثقتهم في مواصلة تعميق التعاون مع الصين في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية الخضراء والصحة والتعليم.
وتقوم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على المنفعة المتبادلة، في حين أن المصالح المشتركة للبلدين تفوق بكثير خلافاتهما في المجال الاقتصادي والتجاري.
ومع حرص قادة الأعمال الأمريكيين على اغتنام فرص التعميق الشامل للإصلاحات في الصين وتفاؤلهم بشأن التعاون المستقبلي مع بكين، يجب على السياسيين في واشنطن الاستماع حقًا إلى أصوات مجتمع الأعمال الأمريكي، والتعامل مع العلاقة الأمريكية الصينية من منظور طويل المدى. والقيام ببعض الأشياء الجيدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
مؤشرات إيجابية
ظلت الولايات المتحدة ثالث أكبر شريك تجاري للصين في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام 2024، مع ارتفاع إجمالي حجم التجارة بين البلدين بنسبة 1.1 في المائة على أساس سنوي، مما يؤكد مرونة العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية على الرغم من الإجراءات الحمائية المتزايدة لواشنطن.
وفي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان، بلغ حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة 1.47 تريليون يوان (203.45 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 1.1 في المائة، وفقا للبيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية.
وخلال هذه الفترة، نمت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 2.4 في المائة لتصل إلى 1.08 تريليون يوان، بينما انخفضت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 2.5 في المائة لتصل إلى 387.06 مليار يوان. وأظهرت بيانات المصلحة العامة للجمارك أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة توسع بنسبة 5.4 بالمئة ليصل إلى 692.41 مليار يوان.