الصين.. سياسة متوازنة وحضور عالمي مؤثر
الصين تقدم تصورا يؤمن بأن التنمية التكاملية بين الدول حول العالم تسهم في تعزيز السلام العالمي.
تواصل جمهورية الصين الشعبية سياستها المتوازنة فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية؛ ما نتج عنه حضور عالمي مؤثر لبكين في المحافل الدولية كافة.
وترى بكين، وفقا لتصريحات نائب الرئيس الصين وانغ تشي شان مؤخرا، أن التغيرات التاريخية التي تشهدها جاءت نتيجة لعمل جاد ومضُنٍ كفل للأمة الصينية موقعا يتيح لها العمل بنظرة أكثر شمولية وبطرح عالمي.
وشدد على تمسك الصين "بنهج التنمية السلمية"، مؤكدا على أنها لن تسعى أبدا نحو الهيمنة والتوسع أو فرض نفوذها، إلا أنه عاد ليؤكد أنه لا يمكن للصين أن تتطور بدون العالم، ولا يمكن للعالم أن يتطور وينمو من دون الصين".
ويعود الفضل للتأثير القوي والعلاقات الصينية المتميزة مع دول العالم لاستراتيجية بكين المرتبطة بالإصلاح والانفتاح، وإيمان الصين بأن مسار التنمية والانفتاح وكذلك مجالات التعاون والمصير والتنمية والتعلم المشتركة بين دول العالم هو الوضع الأمثل لنمو عالمي أكثر ثباتا.
ومن أجل تحقيق أهدافها، تخلصت الصين من قيود الحقب السابقة وتأثيراتها، محققة تعاونا لافتا مع العديد من الدول حول العالم، وانعكست تلك التحولات على الحضور الدبلوماسي والسياسة الخارجية للصين ومواقفها الحازمة ضد التأزيم والدفع باتجاه التصادم، وقدمت تصورا يؤمن بأن التنمية التكاملية بين الدول حول العالم تسهم في تعزيز السلام العالمي.
وتحظى الصين اليوم بشراكات نشطة مع بلدان في جميع أنحاء العالم، وهو ما دفع العديد من القوى العالمية إلى الدخول في شبكة الشراكة العالمية معها، لتبدو كأحد أبرز المستفيدين من "العولمة" وهي النتيجة التي لم تكن متوقعة مع بدء طرح العولمة.
ففي الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات المناهضة للعولمة في الغرب، تحدث مفاهيم العولمة تحولات غير مسبوقة في الصين وعدد من القوى الناشئة، وهو ما دفعها إلى الدعوة إلى ما هو أبعد من احتضان العولمة إلى العمل على دعم مبادئها والمحافظة على استمرار دعمها.
وتقدم مبادرة "الحزام والطريق" نموذجا واضحا يعكس سياسة جمهورية الصين، باعتبارها نموذجا جديدا للتعاون الدولي بين معظم البلدان والمناطق في العالم وسيضمن المشروع تحول بكين إلى ما يمكن وصفه بالعمود الفقري للتنمية في العالم في وقت قصير.
وفيما ترسخ الصين قوتها على الصعيد الاقتصادي يوما بعد يوم، لم تغفل مواكبة تمدد مصالحها فوق جغرافيا المعمورة من خلال تعزيز قدرتها العسكرية والدخول بقوة في مجال التصنيع العسكري فائق التطور، والذي تحقق فيه قفزات غير مسبوقة، حتى بدأ خبراء عسكريون يتحدثون عن تفوق محتمل للدولة الآسيوية العريقة على الولايات المتحدة في هذا المجال.