الصين ترسم ملامح «درعها الذهبي».. رسالة ردع عابرة للقارات

بين استعراض القوة وتوازن الردع، كشفت الصين عن «القبة الذهبية» الخاصة بها، في محاولة فسرت على أنها لمنافسة مشروع الدفاع الصاروخي الأمريكي الطموح.
فبينما تراهن واشنطن على «قبتها» البالغة 175 مليار دولار، تقدم الصين نموذجاً متعدد الطبقات والمسارات لردع الخصوم.
فماذا نعرف عن قبة الصين «الذهبية»؟
قالت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، إن الصين استعرضت يوم الأربعاء صواريخ اعتراضية مصممة للدفاع الجوي والصاروخي، وهي تنافس نظاما مماثلا تبنيه الولايات المتحدة، والمعروف باسم «القبة الذهبية».
وأوضحت، أن بكين عرضت ستة أنواع من الصواريخ الاعتراضية الصينية في عرض عسكري في ساحة تيانانمين في بكين، بمناسبة الذكرى الثمانين للحرب العالمية الثانية.
تهديدات لقبة ترامب
والقبة الذهبية الأمريكية هي مبادرة دفاع صاروخي بقيمة 175 مليار دولار اقترحتها إدارة ترامب لاعتراض الصواريخ التي تستهدف الولايات المتحدة. وصرح الرئيس دونالد ترامب بأنه من المتوقع أن يدخل النظام الخدمة بكامل طاقته بحلول نهاية ولايته عام 2029.
وبحسب وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، فإن الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، فضلاً عن الأسلحة الأسرع من الصوت - القادرة على الطيران بسرعة تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت والقدرة على المناورة أثناء الطيران - تشكل تهديدات للقبة الذهبية.
وخلال العرض العسكري الذي أقيم يوم الأربعاء، كشف الجيش الصيني -أيضًا- عن أحدث صواريخه النووية، ووصفها بأنها تتمتع بقدرات «تغطية عالمية واختراق الدفاعات».
3 أنظمة صواريخ
وذكرت صحيفة «جلوبال تايمز» الرسمية، أن العرض العسكري الصيني تضمن تشكيلا يتكون من ثلاثة أنظمة صاروخية للدفاع الجوي - HQ-11 و HQ-20 و HQ-22A - وثلاثة أنظمة مضادة للصواريخ الباليستية - HQ-9C و HQ-19 و HQ- 29 .
وتصمم هذه الأنظمة للدفاع الجوي طويل ومتوسط وقصير المدى واعتراض الصواريخ الباليستية «متعددة المسارات ومتعددة الطبقات"، بحسب التقرير، الذي أضاف أنها تشكل «حاجزًا صلبًا» للدفاع الجوي والفضائي.
ووفقًا لوكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، يشير مصطلح «مسارات متعددة» إلى المراحل الثلاث لرحلة الصاروخ الباليستي: التعزيز، ومنتصف المسار، والنهاية. تتطلب كل مرحلة تقنيات اعتراض مختلفة نظرًا لتحدياتها المختلفة للدفاعات الصاروخية.
وقال الخبير العسكري الصيني تشانغ شيو فنغ لصحيفة «غلوبال تايمز»، إن HQ-11 وHQ-20 وHQ-22A من المرجح أن تكون مكلفة بالدفاع ضد الطائرات والطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة، وهي بمثابة «الطبقة الدنيا» في الدفاع الجوي والصاروخي الوطني للصين .
في غضون ذلك، طورت الصين أنظمة HQ-9C وHQ-19 وHQ-29 للطبقة العليا، للدفاع ضد الصواريخ الباليستية في مراحل طيران مختلفة. ووفقًا لتشانغ، يُمكن لنظام HQ-9C اعتراض الصواريخ التي تحلق على ارتفاعات منخفضة خلال المرحلة النهائية.
وعلى غرار HQ-9C، صُمم HQ-19 لاعتراض الصواريخ في المرحلة النهائية لكن على ارتفاعات أعلى. وأوضح الخبير أن HQ-29 يُعزز قدرات الصين في مواجهة الصواريخ الباليستية من خلال استهداف الصواريخ القادمة في منتصف مسارها.
ويدير الجيش الأمريكي حالياً ما لا يقل عن أربعة أنظمة دفاع جوي وصاروخي، وهي نظام الدفاع الصاروخي «إيجيس» المنتشر على الطرادات والمدمرات، ونظام الدفاع المتوسط الأرضي، ونظام الدفاع الطرفي للمناطق المرتفعة للغاية، ونظام باتريوت.
وبالإضافة إلى الصواريخ الاعتراضية، أنشأت الولايات المتحدة شبكة استشعار مكونة من الأقمار الصناعية والرادارات لكشف وتتبع الصواريخ المعادية خلال جميع مراحل الطيران.
ردع استراتيجي
وصرح الخبير العسكري الصيني، تشانغ شيويفنغ، لصحيفة «غلوبال تايمز»، أن الصواريخ ليست مجرد استعراض مُركّز لقدرات الصين الدفاعية الاستراتيجية، بل هي أيضًا استعراض للردع الاستراتيجي. فبفضل امتلاكها وسائل مضادة للصواريخ الباليستية بالكامل، تستطيع بكين احتواء قدرات العدو الهجومية الاستراتيجية بشكل كبير، وهو أمر بالغ الأهمية.
وعلقت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في تقريرها لتقييم التهديدات: «تعمل الصين وروسيا على تطوير مجموعة من أنظمة التسليم الجديدة لاستغلال الثغرات في الدفاعات الصاروخية الباليستية الأمريكية الحالية، لكنّ الصواريخ الباليستية التقليدية ــ التي يتم توجيهها أثناء الطيران الآلي وغير الموجهة أثناء الطيران الحر ــ سوف تظل التهديد الأساسي للوطن».
وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه يبقى أن نرى ما إذا كانت الصين ستختبر أنظمتها الجوية والصاروخية في المستقبل القريب لإظهار قدراتها ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية والباليستية والأسرع من الصوت.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg2IA== جزيرة ام اند امز