حرب الجرافيت الخفية.. الصين والسويد وثالثتهما أمريكا
دفعت خلافات دبلوماسية بسيطة بين الصين والسويد لحظر غير معلن لصادرات الجرافيت للبلد الأوروبي، كذلك تبدو واشنطن في الخلفية.
حيث لاحظت شركات البطاريات السويدية أنه في أوائل عام 2020 تراجعت الواردات من نوعين من الجرافيت الصيني إليها بشكل كبير، وهو معدن مهم لإنتاج خلايا أيونات الليثيوم، قبل أن تتوقف تماما هذه الإمدادات في العام التالي، وذلك وفقا لتقرير صحيفة "ذي إيكونوميست".
وتوقعت الشركات السويدية أن المشكلة ستنتهي في وقت لاحق، لكن بعد مرور ٣ سنوات، لا تزال الشركات السويدية تواجه صعوبات إلى حد كبير في توفير هذا المعدن.
لم يصدر قرار رسمي
وعلى الرغم من أن وزارة التجارة الصينية لم تصدر أي حظر رسمي، فإن العديد من مصدري الجرافيت الصينيين يواجهون حظرًا.
وقالت إحدى الشركات الصينية المصدرة للجرافيت، خاصة إلي السويد، أن تراخيص تصدير الجرافيت إلى السويد لم تعد تصدر من قبل الجهات التنظيمية الصينية.
وتوفر الصين أكثر من 60٪ من إنتاج الجرافيت الطبيعي في العالم مما ينذر بمخاطر بالنسبة للمنتجين الذين يعتمدون على الصين في واردات الجرافيت وقد يؤدي توقف الإمدادات من الصين إلى اضطراب سلاسل التوريد ورفع التكاليف وتعطيل الإنتاج.
كما قد يؤدي الحظر الشامل على صادرات الصين من الجرافيت إلى أضرارًا جسيمة بالنسبة للسويد، خاصة في مصدرها الرئيسي والوحيد من الجرافيت.
تراجع الصادرات الجرافيت
وتشير المفوضية الأوروبية هذا العام إلى إن تراجع صادرات الجرافيت الصينية يؤدي إلى تداعيات سلبية على إنتاج البطاريات في أوروبا، وهو قطاع رئيسي في للانتقال الأخضر في الاتحاد الأوروبي".
ودائما ما تلقى الصين بثقلها عندما تسعى إلى معاقبة الدول بشأن الخلافات السياسية حيث حظرت رسميًا وارداتها من الفحم في نزاع مع أستراليا بدأ في عام 2020 (وتم رفع القيد هذا العام 2023) كما فرضت حظرًا غير رسميا على الكركند الوارد من أستراليا، مما أدى إلى عواقب وخيمة للمنتجين الأستراليين الذين أصبحوا يعتمدون في مبيعاتهم بشكل حصري على الشهية الصينية.
وهدد المسؤولون في الصين في كثير من الأحيان بحظر تصدير المعادن مثل المعادن النادرة إلى أمريكا كرد انتقامي على العقوبات
وأصبح حظر تصدير معادن البطاريات مثل الليثيوم والكوبالت أكثر شيوعًا.
وقد يكون فهم الأسباب الكامنة وراء حظر الجرافيت إلي السويد بنفس أهمية التعامل معه حيث أنه للوهلة الأولى، يبدو أن الحظر جاء بسبب واحدة من العديد من الخلافات الدبلوماسية الصغيرة بين الصين والسويد في السنوات الأخيرة.
ومنحت جمعية القلم السويدي في 2019، وهي جمعية مناصرة لحرية التعبير، جائزة إلى الناشر والمعارض غوي مينهاي المسجون في الصين ولذلك شنت السفارة الصينية في ستوكهولم على الفور تهديدات ضد السويد.
وكان مينهاي ، وهو مواطن سويدي، في قلب نزاع بين البلدين منذ أن تحفظ عليه عملاء صينيون في تايلاند في عام 2015. ولذلك كان هناك اعتقاد أن هذا هو الدافع وراء قيود الجرافيت .
ارتفاع الاستثمارات الصينية
وتشير مصادر مطلعة إلى أن هناك أمرا آخر أكثر أهمية، حيث أنه مع تراجع صادرات الجرافيت إلى السويد ، ارتفعت استثمارات الصين الإجمالية في البطاريات والسيارات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبا.
وفي المجر ، ضخت شركة "كاتل" ، أكبر شركة لتصنيع البطاريات في الصين، 8 مليارات دولار في أحد المصانع العام الماضي، وهو ما يمثل أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية على الإطلاق في البلاد.
أما في بولندا ، يتم بناء مصانع أصغر من قبل الشركات الصينية، وارتفعت صادرات الجرافيت إلى المجر وبولندا بشكل كبير حيث استوردت المجر أكثر من 230 مليون دولار من الجرافيت في عام 2022، بعد أن كانت قيمتها بضعة آلاف من الدولارات قبل خمس سنوات.
وبدأت شركة نورث فولت السويدية ,إحدى أكثر الشركات تنافسية في مجال صناعة البطاريات في التوسع في أوروبا وسوف تتلقى دعما لبناء مصانع جديدة.
ومن المتوقع أن تكون لإجراءات غير الرسمية لحظر صادرات الصين من الجرافيت إلي السويد قد تم تصميمها لإحباط الابتكار في أوروبا بينما تسعى الصين إلي التوسع في أوروبا.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg
جزيرة ام اند امز