الروبوتات تقود الربح.. مورّدو السيارات الصينيون يسبقون بمضمار التقنية

إذا كان المستقبل يدور حول بناء التنقل الميكانيكي، سواءً على عجلات أو أرجل آلية، فإن موردي قطع غيار السيارات في الصين يتمتعون بميزة تنافسية قد ترجح كفتهم في مستقبل هذه الصناعة.
وصرح محللو مورغان ستانلي في تقرير صدر في النصف الثاني من يونيو/حزيران الجاري، "نعتقد أن الروبوتات الشبيهة بالبشر ستجلب موجة نمو ثالثة لموردي قطع غيار السيارات".
وشملت قائمة المؤلفين لهذه الدراسة، محلل السيارات الرئيسي آدم جوناس، والمحلل الصناعي شنغ تشونغ، ومحلل تكنولوجيا الأجهزة آندي مينغ.
ورفع الفريق تصنيف اثنين من الموردين الصينيين لشركة تسلا، نظرًا للتوقعات بإمكانية استفادة هذه الشركات من الصعود المرتقب للروبوتات الشبيهة بالبشر.
وهذا مشابه للطريقة التي حصل بها موردو قطع غيار السيارات على دفعة من نمو السيارات الكهربائية، وما تلاه من نمو في السيارات "الذكية" المزودة بقدرات مساعدة السائق.
وتم إدراج إحدى شركات قطع الغيار التي تنبأت لها الدراسة بمستقبل باهر بهذا القطاع، وهي شركة "سانهوا" الصينية، في بورصة هونغ كونغ يوم أمس الاثنين، بالإضافة إلى إدراجها الحالي في بورصة شنتشن في البر الرئيسي الصيني.
وتعمل شركتان على الأقل من شركات صناعة السيارات -هما تسلا وإكس بينج- على تطوير روبوتات بشرية على مستوى العالم، وقد لمّحت شركات سيارات أخرى، مثل زيكر وفولكس فاغن، إلى تجربتها للروبوتات البشرية في مصانعها.
ووفقًا لتقديرات مورغان ستانلي، لدى موردي السيارات "فرصة" للاستحواذ على ما بين 47% و60% من الإنفاق على قطع الغيار والمواد في قطاع الروبوتات بالمستقبل.
وذكر تقرير الشركة، من حيث القيمة الدولارية، أن موردي قطع غيار السيارات قد تشكل مساهمتهم حوالي 15,000 دولار، أو 60%، من تكلفة إنتاج كل روبوت بشري.
وأضاف التقرير أن المكونات الأخرى، مثل البراغي والمحامل، لا تُستخدم بشكل شائع في السيارات، مما يجعل شركات الآلات أكثر استعدادًا لتوريدها.
وبحلول عام 2050، تتوقع مورغان ستانلي أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات البشرية 800 مليار دولار في الصين و5 تريليونات دولار عالميًا.
وبما أن الأمر لا يزال في مراحله الأولى، يُفضل المحللون شركات تجميع الوحدات من "المستوى الأول" مثل سانهوا، نظرًا لقدرتها على "تأمين طلبات التجميع بغض النظر عن المسار التقني المُختار".
وهذا على عكس شركات تجميع المكونات من "المستوى الثاني" مثل مُصنّعي الليدار أو الرقائق.
وقدمت الدراسة ثلاثة شركات تنبأت بارتفاع قيمتها السوقية وأرباحها في المستقبل بحلول عام 2030 على خلفية ما ستحققه من أرباح ومبيعات لقطع الغيار التي تصنعها، والتي تستخدم في قطاع الروبوتات.
هذه الشركات شملت شركة سانهوا الصينية التي ذكرناها سلفا، ويضاف لها شركة توبو التي تصنع محركات تُمكّن الحركة الميكانيكية في السيارات، وتعمل كمفاصل وعضلات في الروبوتات.
والشركة الثالثة هي شركة Xusheng، التي قال المحللون أنها قادرة على توريد أجزاء الصب والأجزاء الهيكلية للجذع اللازمة لصناع الروبوتات الشبيهة بالبشر.
ولا يزال من غير الواضح تمامًا مدى سهولة تحول موردي قطع غيار السيارات مباشرةً إلى تصنيع أجزاء الروبوتات الشبيهة بالبشر.
وهناك العديد من التساؤلات حول سرعة وحجم صناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر.
كما حذّر المحللون من أنه على الرغم من ميزة التكلفة التي يتمتع بها موردو قطع غيار الروبوتات الشبيهة بالبشر الصينيون مقارنةً بنظرائهم في الخارج، فإن التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد تجبر الشركات على اختيار بدائل في التعاون بالمستقبل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز