أذكى طلاب الصين يطوّرون "الأسلحة العسكرية"
الصين التي تسعى لتصبح القوة العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي تجند أذكى طلابها ليصبحوا أصغر علماء أسلحة ذكاء اصطناعي في العالم
تعمل الصين، التي تسعى لتصبح القوة العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2025، على تجنيد أذكى أطفالها ليصبحوا سلاح البلاد الذكي للوصول إلى خطتها الطموحة.
وحسب ما ذكرت شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، أطلق معهد بكين للتكنولوجيا برنامجا تجريبيا يهدف إلى تجنيد أذكى الطلاب الصينيين مباشرة من المدارس الثانوية لتجهيزهم ليصبحوا أصغر علماء أسلحة ذكاء اصطناعي في العالم.
وقال المعهد على موقعه على الإنترنت إن 27 طالبا من الذكور و4 طالبات تتراوح أعمارهم بين 18عاما أو أقل تم اختيارهم في إطار "البرنامج التجريبي لأنظمة الأسلحة الذكية" الذي يستمر 4 أعوام في معهد بكين للتكنولوجيا من بين 5 آلاف مرشح.
ويعتبر معهد بكين للتكنولوجيا واحدا من أكبر معاهد بحوث الأسلحة في البلاد، ويعد إطلاق البرنامج الجديد دليلاً على الأهمية التي يوليها المعهد من أجل تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للاستخدام العسكري.
وقال أحد أساتذة معهد بكين للتكنولوجيا المشارك في عملية الاختيار، طلب عدم الكشف عن اسمه: "هؤلاء الأطفال جميعهم مشرقون بشكل استثنائي، لكن هذا وحده لا يكفي، فنحن نبحث عن صفات أخرى مثل التفكير الإبداعي، والثبات عند مواجهة التحديات"، مضيفاً أن الشغف بتطوير أسلحة جديدة أمر لا بد منه لذا يجب أن يكون المختارون وطنيين أيضا.
وحسب الموقع الإخباري، تتنافس الصين مع الولايات المتحدة ودول أخرى في السباق تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من الغواصات النووية مع رقاقات التعلم الذاتي إلى الروبوتات المجهرية التي يمكنها الزحف إلى الأوعية الدموية البشرية.
ووفقاً للبرنامج التجريبي، وسيتم إرشاد كل طالب من قبل اثنين من كبار علماء ومهندسي الأسلحة، أحدهما من داخل الأكاديمية والآخر من خبراء صناعة الدفاع.
وبعد الانتهاء من برنامج عمل قصير في الفصل الدراسي الأول سيطلب من الطلاب اختيار مجال تخصصي، مثل الهندسة الميكانيكية أو الإلكترونيات أو تصميم السلاح العام، ثم يتم تعيينهم في مختبر دفاعي ذي صلة، حيث سيتمكنون من تطوير مهاراتهم من خلال خبرة عملية.
وقال المعهد إنه بعد الانتهاء من الدراسة التي تستغرق 4 سنوات، من المتوقع أن يستمر الطلاب في برنامج الدكتوراه وأن يصبحوا الزعماء القادمين لبرنامج أسلحة الذكاء الاصطناعي الصيني.
وأعربت إليونور باولز، زميلة بقسم التقنيات الإلكترونية الناشئة في مركز أبحاث السياسات التابع لجامعة الأمم المتحدة في نيويورك، عن قلقها بشأن إطلاق دورة معهد بكين للتكنولوجيا، قائلة "هذا هو أول برنامج جامعي في العالم يهدف إلى تشجيع الجيل القادم بشكل قوي واستراتيجي على التفكير والتصميم ونشر الذكاء الاصطناعي لأغراض البحث العسكري واستخدامه".
ومركز أبحاث السياسات في جامعة الأمم المتحدة هو مركز أبحاث داخل الأمم المتحدة، حيث يقدم حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية.
وأضافت باولز أنه في حين أن الولايات المتحدة لديها برامج مماثلة، مثل تلك التي تديرها وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا)، إلا أنه ويعمل به فقط نخبة من أكبر العلماء في البلاد وليس الطلاب.
وفي المقابل، بدا برنامج بكين للتكنولوجيا أكثر تركيزا على تدريب الجيل الجديد من الطلاب في مجال تسليح الذكاء الاصطناعي، حسب قولها: "هذا المفهوم قوي للغاية ومزعج".
كما قالت إن الصين تسعى إلى تسخير الذكاء الاصطناعي إلى جانب التكنولوجيات الجديدة والقائمة مثل التكنولوجيا الحيوية والحوسبة الكمومية وتكنولوجيا النانو والروبوتات، ومن شأن ذلك أن يكون لها "آثار خطيرة على الأمن والهيمنة العسكرية".
وأضافت باولز: "مع البرنامج الذي تطلقه الصين يمكنني تصور الطلاب الصينيين يفكرون في كيفية تسخير التقارب بين الذكاء الاصطناعي وأنظمة علم الوراثة لتصميم ونشر مجموعات قوية من الأسلحة ذات دقة جراحية، والتي يمكن أن تستهدف مجموعة سكانية محددة"
.
وتابعت قائلة: "ربما يؤدي هذا أيضا إلى أشكال جديدة من الحروب، بدءا من الهجمات الإلكترونية المعقدة للغاية إلى ما يمكن أن تسميه (إنترنت الأشياء المدمرة)، حيث تلعب مجموعة من الروبوتات وأجهزة الاستشعار دورا في الدفاع والهجوم وفي جمع المعلومات الاستخبارية".
وعندما طلب منها التعليق على برنامج معهد بكين للتكنولوجيا، قالت وزارة الخارجية الصينية إن البلاد تشارك بنشاط في تطوير وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقدم العلمي والتكنولوجي.
وفي الوقت نفسه، قالت إنها تدرك أيضا المشاكل المحتملة من أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة (التي يطلق عليها الروبوتات القاتلة)، وتشجع على استكشاف التدابير الوقائية من جانب المجتمع الدولي.
وصف أيضاً ستيوارت راسل، مدير مركز الأنظمة الذكية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، برنامج معهد بكين بأنه فكرة سيئة للغاية، قائلاً "لا ينبغي السماح للآلات مطلقاً أن تقرر قتل البشر، فسرعان ما تصبح هذه الأسلحة أسلحة دمار شامل. وعلاوة على ذلك فإنها تزيد من احتمالات الحرب"، كما أضاف قائلاً "آمل أن يبدأ جميع هؤلاء الطلاب دراستهم من خلال مشاهدة فيلم" Slaughterbots"
.
وكان يشير إلى فيلم مدته 7 دقائق تم عرضه في مؤتمر الأمم المتحدة لتحديد الأسلحة في جنيف العام الماضي، والذي يصور مستقبلاً مزعجاً؛ حيث يمكن لأسراب الطائرات بدون طيار المنخفضة التكلفة ذبح البشر مثل الماشية بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجه.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز