رسالة "مهمة" من الصين إلى قمة المناخ.. وعد الفحم
في بادرة جيدة من الدولة الأولى عل قائمة ملوثي الهواء، تستهدف الصين تخفيض 1.8% في متوسط استخدام الفحم لتوليد الكهرباء بحلول 2050.
وأعلنت الصين اليوم الأربعاء، عن تطبيق خطتها في محطات الطاقة على مدار السنوات الخمس المقبلة، في مسعى لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويأتي هذا الإعلان من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بعد أيام قليلة من انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26" في غلاسكو باسكتلندا.
ووفقا لوكالة أنباء رويترز، هبط متوسط استخدام الفحم لتوليد الكهرباء في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحوالي 17.4% على مدار الأعوام الخمسة عشر حتى 2020 .
ولم يشر بيان لجنة التنمية والإصلاح إلى مؤتمر الأمم المتحدة الذي غاب عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وتعتبر الصين أكبر مصدر للانبعاثات الغازية المسببة لارتفاع درجات الحرارة في العالم وتعهدت بخفض صافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2060 .
زيادة إنتاج الفحم بالصين
كانت الصين زادت إنتاجها اليومي من الفحم بأكثر من مليون طنّ وسط شحّ في الطاقة الكهربائية، فيما يتفاوض قادة العالم على اتفاق في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 26" بغية تجنيب الأرض مواجهة احترار مناخي "كارثي".
وفي خضم انتعاش الاقتصاد العالمي، تعاني الصين من عبء ارتفاع تكلفة المواد الأولية خصوصًا الفحم الذي تعتمد عليه الدولة الآسيوية بنسبة 60% لتشغيل محطات انتاج الطاقة الخاصة بها.
ويدفع هذا الوضع محطات توليد الطاقة إلى التوقف عن العمل رغم الطلب القوي، ما يؤدي إلى تقنين الكهرباء وزيادة تكاليف الإنتاج للشركات.
وسمحت السلطات في الأسابيع الأخيرة بإعادة فتح مناجم الفحم بهدف تخفيف الضغط.
وتتناقض هذه الخطوة مع وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ القاضي بالتخفيف من انبعاثات الكربون من بلده قبل عام 2030.
ويتخطى الإنتاج اليومي من الفحم الـ11,5 مليون طنّ منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بحسب ما أعلنت يوم الأحد اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين.
ولم تستبعد اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الشهر الماضي احتمال تدخّلها لخفض أسعار الفحم، بحيث أعلنت انها "ستلجأ إلى كلّ الأساليب الضرورية (...) لإعادة أسعار الفحم إلى نطاق أسعار مقبولة".
وتتزامن هذه الزيادة بالانتاج مع محاولات الاتفاق الجارية في قمة "كوب 26" في غلاسكو من ناحية التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، غير أن الرئيس الصيني من الغائبين عن المؤتمر العالمي واكتفى بتوجيه رسالة خطية.
وتعدّ الصين أكبر منتج للفحم وأكبر ملوث في العالم، إلّا أنها أيضًا أكثر دولة تستثمر في الطاقة النظيفة.
كوب 26
مع ترقب العالم لغد أفضل، انطلقت يوم الأحد فعاليات قمة المناخ (كوب 26) بغلاسكو، في محاولة لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وأعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) ألوك شارما خلال افتتاحه الأحد، في غلاسكو أن هذه القمة هي "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يستمر على مدى أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية، أنه خلال وباء كوفيد-19 "تواصلت ظاهرة تغير المناخ.. تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل "فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية.. نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ".
وأوضح "إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين".
ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.
ويأخذ مؤتمر الأطراف هدفه من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في العام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحترار العالمي عند "أقل بكثير" من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة مئوية إذا أمكن.
وتوصف قمة كوب 26 بأنها فرصة أخيرة لقادة العالم في إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية.
وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحا لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز