خطوة غير مسبوقة.. نائب الرئيس الصيني يشارك في حفل تنصيب ترامب
في خطوة غير مسبوقة قررت بكين إرسال أحد كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية حضور هان تشنغ، نائب الرئيس الصيني، حفل تنصيب دونالد ترامب كممثل خاص للرئيس شي جين بينغ، بعد دعوة ترامب للزعيم الصيني لحضور الحفل.
وقالت الوزارة في بيان: "نحن مستعدون للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتعزيز الحوار والتواصل.. وإيجاد الطريقة المناسبة للتعايش بين البلدين"، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
ويمثل حضور هان تشنغ خطوة كبيرة مقارنة بالممارسات السابقة التي اقتصرت على إرسال السفير الصيني في الولايات المتحدة، ويأتي في إطار رغبة بكين في التعبير عن احترامها للدعوة التي وجهها ترامب لشي جين بينغ.
إشارات متباينة من إدارة ترامب والصين
ورغم هذه الخطوة يبدو أن إدارة ترامب تتجه نحو نهج صارم تجاه الصين. فقد صرح السيناتور ماركو روبيو، الذي رشح لمنصب وزير الخارجية، بأن الصين هي "أخطر خصم واجهته هذه الأمة على الإطلاق".
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية، مما أثار مخاوف بكين بشأن مستقبل العلاقات التجارية.
بيد أنه في الوقت الذي أبدت فيه الصين استعدادها للتفاوض لتجنب تصعيد التوتر، حذرت أيضا من قدرتها على فرض قيود على الصادرات الرئيسية والتحقيق مع الشركات الأمريكية العاملة داخل أراضيها.
وقال محللون إن بكين تسعى لتجنب تكرار توترات السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تعافيها الاقتصادي الهش الذي يعتمد على الصادرات والجهود التحفيزية لمواجهة الانكماش الاقتصادي وضعف الاستهلاك.
وعلى الرغم من تصاعد التوترات بين البلدين في السنوات الأخيرة، تظهر إشارات من كلا الجانبين تؤكد الرغبة في تحسين العلاقات، حيث أرسل شي جين بينغ رسالة تهنئة لترامب بعد فوزه في الانتخابات، مؤكدًا ضرورة إيجاد "الطريقة المناسبة للتعايش في العصر الجديد."
تعكس هذه الخطوة رغبة الصين في فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية، بعد سنوات من التوتر خلال إدارة بايدن، التي شهدت مواجهات حول قضايا مثل تايوان والتكنولوجيا، مع تحقيق تقدم محدود في مجالات مثل مكافحة إنتاج الفنتانيل والتغير المناخي.
وخلصت الصحيفة إلى أن بكين تسعى لاستغلال هذه اللحظة التاريخية لخلق أجواء إيجابية مع إدارة ترامب الثانية، لكنها في الوقت نفسه تستعد لمواجهة أي تصعيد، مما يعكس استراتيجية دبلوماسية مرنة تجمع بين الانفتاح والحزم.