هل يمكن إسقاط المنطاد الصيني؟ خبير أمريكي يجيب
يبدو منطادا عاديا للأرصاد الجوية ما يمنحه صبغة تمويهية تحجب حمولته الإلكترونية للتوجيه والمراقبة وتجعل من الصعب إسقاطه.
هذا ما أكده وليام كيم، الخبير في مناطيد المراقبة بمركز أبحاث "ماراثون إنيسياتيف" بواشنطن، في قراءة على خلفية منطاد "تجسّس" قالت واشنطن إنه "صيني" وحلق فوق الأراضي الأمريكية هذا الأسبوع.
وتسبب المنطاد في تأجيل زيارة كان من المقرر أن يجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين.
ولاحقا، أعلن البنتاغون أن منطاد تجسّس صيني ثانيا يُحلق فوق أمريكا اللاتينية.
الذكاء الاصطناعي
في حديث لوكالة فرانس برس، قال كيم إن مظهر المنطاد الصيني يشبه شكل منطاد الأرصاد الجوية العادي، إلا أنّ هناك بعض العناصر المختلفة.
وأوضح أن حمولته الضخمة التي يمكن رؤيتها بوضوح تتكون من أدوات إلكترونية للتوجيه والمراقبة، بالإضافة إلى الألواح الشمسية لتشغيلها.
ووفق الخبير، فإنه يمكن أن يحمل المنطاد تقنيات توجيه لم يتمّ اعتمادها بعد لدى الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أنّه مع تقدم الذكاء الاصطناعي، بات من الممكن الآن توجيه المنطاد عبر تغيير الارتفاع للوصول إلى نقطة مناسبة للعثور على رياح تدفعه نحو الوجهة المطلوبة.
وقبل ذلك، كان يجب توجيه المنطاد من الأرض بكابل "أو إطلاقه، على أن يتوجّه إلى حيث تأخذه الريح"، بحسب كيم الذي يرى أنه "في ظل تقدم الذكاء الاصطناعي، بات يمكننا الحصول على منطاد (...) لا يحتاج حتى إلى وسائل دفع خاصة به. بمجرّد التحكم بالارتفاع يمكن التحكم باتجاهه".
مقارنة
مقارنة استعرضها كيم بين مناطيد التجسس والأقمار الاصطناعية، مشيرا إلى أن الأخيرة باتت معرّضة بشكل متزايد للهجوم من الأرض والفضاء، فيما تتمتّع الأولى بالعديد من المزايا، بدءاً من قدرتها على الهروب من الرادار.
وقال موضحا: "إنها مصنوعة من مواد لا تعكس الضوء، فهي ليست معدنية. لذلك حتى لو كانت كبيرة إلى حد ما (...) سيكون اكتشاف (وجودها) صعبا".
وفضلاً عن ذلك، فإنه بما أن أجهزة التجسّس والحمولة الصافية لهذه الأجهزة تعدّ صغيرة، فهي يمكن أن تمر من دون ملاحظة.
كما أنّ المناطيد تتمتع بميزة الحفاظ على موقع ثابت فوق الهدف الذي تريد مراقبته، خلافا للأقمار الاصطناعية التجسسية التي يجب أن تبقى في المدار.
وبحسب الخبير، "يمكنها أيضا التحليق فوق الموقع نفسه على مدى أشهر".
خطأ؟
-هل يمكن أن يكون المنطاد قد وصل إلى الولايات المتحدة عن طريق الخطأ؟ سؤال وجيه في ظل الجدل والفرضيات المطروحة.
وبالنسبة لوليام كيم، فإن هذا الطرح يعتبر "احتمالا حقيقيا"، حيث من الممكن بالفعل أن يكون المنطاد الصيني قد أُرسل في البداية لجمع البيانات خارج الحدود الأمريكية أو أعلى من ذلك، قبل أن يتعطل.
وقال: "هذه المناطيد لا تعمل دائماً بشكل مثالي"، مشيراً إلى أنّ المنطاد الصيني حلق على ارتفاع 46 ألف قدم تقريباً فوق سطح الأرض، مقابل 65 ألفاً إلى 100 ألف قدم عادةً لهذا النوع من الأدوات.
وأضاف: "بالتأكيد منخفض بعض الشيء (...) إذا كان الهدف هو جعل اكتشافه أكثر صعوبة، ومن الصعب إسقاطه، لكان من المنطقي إرساله إلى ارتفاع أعلى".
لا يمكن إسقاطه!
حذر كيم من أن إسقاط المنطاد ليس سهلاً كما يبدو، فـ"مثل هذه المناطيد تعمل على الهيليوم (...) لا يمكنك إطلاق النار عليها بكل بساطة وإشعال النار فيها"، مضيفا أنها ليست أشياء تنفجر".
ولفت إلى أنه "في حال ثقبه، فسينكمش ببطء شديد".
وقال وليام كيم إنه في العام 1998 أرسل سلاح الجو الكندي طائرة "إف 18" مقاتلة في محاولة لإسقاط منطاد أرصاد جوية انحرف عن مساره.
وتابع: "استهدفوه بحوالي ألف طلقة من عيار 20 ملم. واستغرق الأمر ستة أيام قبل أن ينزل إلى الأرض".
ووفق الخبير، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت صواريخ أرض جو تعمل ضد هذا النوع من المناطيد. فقد تم تصميم أنظمة التوجيه الخاصة بها لتعقب الأهداف السريعة.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA=
جزيرة ام اند امز