هجمة مرتدة.. المنطاد الصيني يصطاد بايدن في أمريكا
على مدار 24 ساعة، ركزت التحليلات على موقف أمريكا من بكين بعد أزمة المنطاد الصيني، لكن الواقعة لها وقعها الخاص على السياسة الداخلية الأمريكية.
إذ هاجم الجمهوريون خلال اليومين الماضيين، الرئيس جو بايدن بعد أن أعلن "البنتاغون" اكتشاف بالون "مراقبة" صيني، تقول بكين إنه لـ"أغراض البحث العلمي، يحوم فوق الولايات المتحدة، بل إن البعض ألقى باللوم في الحادث على السياسة الخارجية "الضعيفة".
وكتب النائب الجمهوري آندي بيغز على "تويتر": "كيف يسمح بايدن لمنطاد الحزب الشيوعي الصيني بالتحليق بحرية فوق مونتانا؟"، مضيفا "بايدن قائد عديم الجدوى".
وجاء الإعلان عن اكتشاف المنطاد، قبل أيام فقط من موعد لقاء وزير الخارجية أنطوني بلينكن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لكن واشنطن ألغت زيارة وزير خارجيتها احتجاجا على "المنطاد".
وكان السناتور الجمهوري توم كوتون، دعا إلى إلغاء زيارة بلينكن لبكين، قبل أن تعلن الإدارة الأمريكية الأمر رسميا، وتصف حادث المنطاد بأنه "أمر غير مسؤول".
وقال كوتون في تصريحات صحفية: "على الرئيس بايدن أن يجيب: لماذا لم يؤمن المجال الجوي للولايات المتحدة"، وفق ما نقلته شبكة فوكس نيوز الأمريكية.
وبالمثل دعا السناتور الجمهوري، بيل هاجرتي/ إلى "رد قوي من إدارة بايدن على استفزازات الصين".
وأوضح "إذا كان صحيحًا أن الصين وراء هذا الاستفزاز المرتفع فوق وطننا، فيجب على إدارة بايدن الرد بقوة وحسم".
من جهته، قال رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، إنه سيطلب المزيد من المعلومات من إدارة بايدن.
وكتب مكارثي في تغريدة على "تويتر": "تجاهل الصين لسيادة الولايات المتحدة عمل مزعزع للاستقرار يجب معالجته، ولا يمكن للرئيس بايدن أن يصمت".
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تتتبع المنطاد -بحجم ثلاث حافلات- منذ عدة أيام، لكنها قررت عدم إسقاطه، معللة ذلك بأن المنطاد يحلّق فوق ارتفاع حركة الطيران التجاري والعسكري، وأنه لا يشكل تهديدا استخباراتيا ضخما.
وأمس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن المنطاد دخل المجال الجوي الأمريكي بالخطأ، لافتة إلى أنه "منطاد مدني يستخدم في الأغراض البحثية، لا سيما الأرصاد الجوية".
وتابعت "بسبب تأثره بالرياح الغربية ومع القدرة المحدودة على التوجيه الذاتي، انحرف المنطاد بعيدا عن مساره المخطط له. ويأسف الجانب الصيني لدخول المنطاد غير المقصود للمجال الجوي الأمريكي بسبب قوة قاهرة".
والمنطاد مملوء بالهيليوم، ويحوي ألواح طاقة شمسية توفر الطاقة، ويمكن أن يحوي أيضا كاميرات، ورادار، ومستشعرات، ومعدات اتصالات.
ويحلق المنطاد، وفق تقديرات أمريكية، على ارتفاع ما بين 120 ألف قدم (37 كيلومترا) و80 ألف قدم (24 كيلومترا)، أي أعلى من مستوى تحليق المقاتلات، والطائرات التجارية، ما يجعله صعب الرصد.