الحزام والطريق نموذجا.. الصين تنمية استثنائية تقود اقتصاد المستقبل
مبادرة "الحزام والطريق" تقدم نموذجاً واضحاً يعكس سياسة الصين، باعتبارها نموذجا جديدا للتعاون الدولي بين معظم البلدان.
لا شك أن مؤشرات عديدة طرحتها تقارير دولية تؤكد مدى القوة التي باتت تحتلها الصين فيما يعرف بـ"اقتصاد المستقبل"، فالصين تتصدر العالم في مختلف القطاعات التكنولوجية والاقتصادية.
وتقدم مبادرة "الحزام والطريق" نموذجاً واضحاً يعكس سياسة الصين، باعتبارها نموذجا جديدا للتعاون الدولي بين معظم البلدان والمناطق في العالم، وسيضمن المشروع تحول الصين إلى ما يمكن وصفه بالعمود الفقري للتنمية في العالم في وقت قصير.
وذكر تقرير صادر من جامعة بكين للأعمال الدولية والاقتصاد، خلال الفترة الأخيرة، أن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين في أواخر عام 2013، أصبحت ثاني أكبر مجموعة تجارية في العالم، حيث تسهم بنحو 13.4٪ من حجم التجارة العالمية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ذي إيكونوميك ديلي" الصينية، أصدرت جامعة بكين للأعمال الدولية والاقتصاد، بالتعاون مع عديد من المنظمات المحلية والدولية الشهيرة الأخرى، تقرير "مؤشر الاستثمار التجاري لمبادرة الحزام والطريق"، الذي وجد أنه بحلول نهاية علم 2017، شكلت التجارة بين الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة عابرة للقارات لتطوير وتكامل اقتصادات الصين والدول النامية الأخرى 13.4% من حجم التجارة العالمي، في حين شكلت أيضاً نحو 65% من حجم التجارة في الاتحاد الأوروبي.
ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي الصيني حاليا نحو 13 تريليون دولار، فيما يتوقع أن يواصل الاقتصاد الصيني ابتعاده في الصدارة ليصل حجمه إلى 51 تريليون دولار بحلول عام 2040 .
وتتسارع في الصين اليوم وتيرة إنشاء المصانع المؤتمتة بالكامل، والتي تخلو من العمال، وتشير البيانات إلى أنها ضاعفت الإنتاجية 3 مرات وحسنت نوعية الإنتاج بنسبة 20%، كما تنفرد الصين حاليا في صدارة دول العالم في بناء أحدث وأسرع شبكات القطارات، حيث أكملت بناء أكبر شبكة عالمية للقطارات فائقة السرعة والتي يطلق عليها "القطار الرصاصة".
وتحظى الصين اليوم بشراكات نشطة مع بلدان في جميع أنحاء العالم، وهو ما دفع العديد من القوى العالمية إلى الدخول في شبكة الشراكة العالمية مع الصين، لتبدو الصين كأحد أبرز المستفيدين من "العولمة".
وتقود الصين التحول العالمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، كما أصبحت أكبر منتج للطاقة الشمسية في العالم من خلال المزارع البحرية، ونجح العلماء الصينيون في تطوير نوع من الأرز الذي يمكن زراعته باستخدام مياه البحر المالحة، وتمكنوا من ابتكار أساليب لتحويل الأراضي الرملية إلى أراضٍ خصبة صالحة للزراعة.
وفي ميدان الاتصالات المتطورة تحقق الصين تقدما سريعا نحو بلوغ هدف استخدام مليار صيني لشبكة الاتصالات المتطورة من الجيل الخامس "جي.5"، والتي ستحدث ثورة في عالم الاتصالات وتنعكس على جميع الأنشطة الاقتصادية والحياتية الأخرى.