أول محطة للطاقة الشمسية في الفضاء هل تكون صينية؟

الصين بإمكانها أن تصبح أول دولة تمتلك محطة كهربائية للطاقة الشمسية الفضائية، إذا ضاعفت جهود البحث والتطوير في هذا المجال

قال لي مينغ، رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا بالمعهد الخامس التابع للمجموعة الصينية لعلوم وتكنولوجيا، إن الصين بإمكانها أن تصبح أول دولة تمتلك محطات كهربائية للطاقة الشمسية في الفضاء، إذا ضاعفت جهود البحث والتطوير في هذا المجال.

• سلاحف صينية في الفضاء تمهيدا للسياحة الفضائية

وقال لي لصحيفة "العلوم والتكنولوجيا" الصينية إن الصين نجحت في تحقيق تقدم كبير فيما يتعلق بمشاريع بناء محطات الطاقة الشمسية الفضائية، بسبب جهود بحثية دامت لعقود من الزمن، ومكنتها في النهاية من تقليص الفجوة التي تفصلها عن الدول المتقدمة في هذا المجال.

وأضاف لي أنه بالمقارنة مع الطاقة الأحفورية، التي تُسبب تلوثاً بيئياً شديداً، فإن الطاقة الشمسية الفضائية أكثر كفاءة ونظيفة واستدامة، كما يمكنها توليد طاقة هائلة في المحطات الفضائية ونقلها إلى الأرض عبر تقنية اللاسلكي، بقوة توليد تتراوح بين 1 و5 جيجاوات، ما يعادل قوة توليد المحطات النووية.

وأيضاً بالمقارنة مع محطات الطاقة الشمسية الأرضية تتميز محطات الطاقة الشمسية الفضائية بفاعلية أكبر، حيث لا تتأثر بتداول الليل والنهار أو عوامل الطقس وخطوط العرض، كما تتميز بمرونة في إرسال الطاقة، بما في ذلك المناطق المعزولة والمنكوبة والمنشآت المهمة، من خلال تقنية النقل اللاسلكي، ما قد يمثل ثورة في البنية الطاقية، ويعود بمنافع كبيرة على حياة الإنسان.

وذكرت صحيفة الشعب الصينية أن بناء تلك المحطات الشمسية الفضائية ما زالت تواجه العديد من التحديات التقنية الكبرى، لأن وزن وحجم هذا النوع من المحطات يفوق بكثير المنشآت الفضائية الحالية، لذا يُسميها العلماء بـ"مشروع مانهاتن" الجديد في مجال الفضاء والطاقة، نسبة للاسم الذي أطلق على مشروع إنتاج السلاح النووي الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقد طرح مفهوم محطة الطاقة الشمسية الفضائية لأول مرة في عام 1968، حيث استثمرت الحكومة الأمريكية قرابة 100 مليون دولار أمريكي حينذاك في إنجاز المشاريع البحثية المتعلقة؛ في حين أدرجت اليابان في عام 2004 هي الأخرى مشروع محطة الطاقة الشمسية الفضائية في مخططها طويل المدى لتطوير تكنولوجيا الفضاء، وصنّفته بين مشاريع الفضاء الثلاثة الأكثر دعما على المدى الطويل.

كما تعمل شركات الفضاء الروسية على دفع التعاون مع نظيراتها الصينية في مشروع بناء محطة الطاقة الشمسية الفضائية، وتولي كل من الهند وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي أيضا أهمية كبيرة لتطوير الأبحاث في هذا المجال.

وكانت الصين قد بدأت أبحاث الطاقة الشمسية الفضائية منذ عام 2008، مع تحقيق عدد من الاختراقات الرئيسية في نقل الطاقة اللاسلكية.

وقال وانغ لي، باحث آخر في المعهد، إن هناك اعتقادا سائدا داخل الأوساط العلمية الصينية والأجنبية بأن الصين لديها القدرة على تحقيق السبق في تطوير محطة الطاقة الشمسية الفضائية.

وأضاف أن الطاقة الشمسية الفضائية سوف تخفف الضغوط البيئية والطاقة على الصين، وستحفز أيضاً الابتكارات والصناعات الناشئة في البلاد.