كؤوس «البراندي» تكتم «الرصاصة الأولى» في حرب التجارة بين الصين وأوروبا
تراجعت الصين أمس عن فرض تعريفات جمركية على براندي الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، مما يشير إلى تخفيف محتمل للتوترات التجارية مع الكتلة.
وفرض رسوم إغراق على البراندي الأوروبي كان ينظر إليه باعتباره "رصاصة أولى" قد تسبب حربا تجارية بين أوروبا والصين.
جاء هذا رغم أن تحقيقًا أوليًا صينيا عن مكافحة الإغراق، بدأ في 5 يناير/كانون الثاني، وجد أن واردات براندي الاتحاد الأوروبي يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا بالصناعة المحلية في الصين.
ووفقا لوزارة التجارة في بكين، فإن سلطة التحقيق "تحدد بشكل أولي أن هناك إغراقًا بالبراندي المستورد ذي الصلة القادم من الاتحاد الأوروبي، وأن صناعة البراندي ذات الصلة المحلية مهددة بأضرار كبيرة".
وعلى الرغم من أن بكين اختارت عدم تنفيذ "تدابير مكافحة الإغراق المؤقتة" في هذه المرحلة، إلا أنها أشارت إلى أن براندي الاتحاد الأوروبي لا يزال يواجه احتمال رسوم جمركية متوسطة تبلغ 34.8٪.
ويمكن أن تؤثر التعريفات الجمركية المحتملة بشكل كبير على صناعة الكونياك الفرنسية، والتي تشكل ما يقرب من كل واردات الصين من براندي الاتحاد الأوروبي. وارتفعت أسهم شركتي المشروبات الروحية الفرنسيتين ريمي كوانترو وبيرنو ريكارد يوم الخميس عقب الإعلان، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقبل نحو أسبوع، خفض الاتحاد الأوروبي معدلات التعريفة الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية إلى ما بين 9٪ و 36.3٪، وهذا أقل من 17.4٪ إلى 38.1٪ المقترحة في يونيو/حزيران.
وفي يوليو/تموز الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي تعريفة بشكل تحفظي، وصلت إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة.
وتأتي هذه الخطوة قبل قرار نهائي في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقا لما أعلنته المفوضية الأوروبية، حيث تتهم المفوضية بكين بأنها دعمت بشكل غير قانوني مصنعي السيارات الكهربائية، وقد فتحت تحقيقاً موسعاً في هذا الشأن.
توترات كامنة
وعلى مدى الأشهر الماضية أطلقت الصين تحقيقات لمكافحة الإغراق في لحم الخنزير والبراندي الأوروبيين، في حين أشارت تقارير وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى أن منتجات الألبان وغيرها من العناصر قد تكون مطروحة أيضا.
ومع ذلك، أخبر خبراء موقع Euractiv أن تهديدات الصين بفرض تعريفات جمركية انتقامية على المنتجات الزراعية في الاتحاد الأوروبي "من غير المرجح" أن تتصاعد إلى صراع تجاري أوسع نطاقًا.
وتحاول الصين جاهدة منع الاتحاد الأوروبي، ثاني أكبر شريك تجاري لها، وغيرها من الدول من اتباع المسار الحمائي الذي مهدت له الولايات المتحدة. ولم تزهد الصين في حل الأمر مع بروكسل، بعكس زهدها في حل الأزمة مع أمريكا.