الصين تقود الجهود العالمية للتوسع في استخدام الطاقة النظيفة
حققت الصين أكبر مستثمر للطاقة ومركز الابتكار في العالم جهوداً أقوى مما كان متوقعاً لتسريع عمليات استخدام مصادر نظيفة للطاقة
في الوقت الذي سجلت فيه عمليات تطوير الطاقة النظيفة أرقاماً قياسية جديدة، حققت الصين، أكبر مستثمر للطاقة ومركز الابتكار في العالم، جهوداً أقوى مما كان متوقعاً لتسريع تلك العمليات.
وأشاد فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة الدولية، اليوم الثلاثاء، "بجهود الصين في البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة، قائلا "إن الصين تتولي القيادة مرة أخرى".
وحسب ما ذكرته صحيفة "الشعب" الصينية، أكملت الصين يوم الأحد الماضي عملية الاستخراج التجريبي لهيدرات غاز التعدين المعروف باسم "الجليد القابل للاشتعال" في بحر الصين الجنوبي، والتي استمرت حتى 60 يوماً، الأمر الذي يعتبر اختراقا في مجالات البحث البشري عن مصادر بديلة للطاقة.
وذكرت مصلحة المسح الجيولوجي الصينية أن عملية التعدين في المياه بالقرب من مصب نهر اللؤلؤ، قد بدأت اعتبارا من 10 مايو، وقد فاقت التوقعات السابقة، وسجلت رقما قياسيا عالميا في وقت الاستخراج وكميتها.
وقالت المصلحة إن "الاستخراج التجريبي حقق إنتاج أكثر من 300 ألف متر مكعب، من الغاز وخاصة الميثان، في حين بلغ أعلى إنتاج يومي 35،000 متر مكعب".
وشرعت الصين في تنقيب الجليد القابل للاحتراق في بحارها منذ 1998، حيث إن مترا مكعبا من الثلج القابل للاحتراق، وهو نوع من هيدرات الغاز الطبيعي يساوي 164 مترا مكعبا من الغاز الطبيعي العادي.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية يوم الثلاثاء، في تقريرها في المؤتمر العالمي الـ 22 للبترول، الذي عقد في اسطنبول، أن "الصين باعتبارها أكبر مستثمر للطاقة في العالم شهدت انخفاضا بنسبة 25 % في استثمارات الطاقة التي تعمل بالفحم في العام الماضي، وهي مدفوعة بشكل متزايد بتوليد الكهرباء النظيفة وشبكاتها، فضلاً عن الاستثمار في كفاءة الطاقة."
وتتوقع الوكالة من الصين أن تتغلب على أوروبا في غضون بضع سنوات من حيث الاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة، حيث حلت الصين محل اليابان كأكبر مستثمر في العالم في مجال أبحاث الطاقة والتنمية كحصة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفى الوقت نفسه، ذكر تقرير صادر عن" بريتيش بتروليوم" ثالث أكبر شركة نفط خاصة في العالم أن الصين قد تصدرت العالم في إنتاج الطاقة المتجددة.
وقال "سبنسر ديل" كبير الاقتصاديين بالشركة "إن الصين واصلت السيطرة على نمو مصادر الطاقة المتجددة، حيث ساهمت بحوالي 40 % من النمو العالمي وتجاوزت الولايات المتحدة أكبر منتج للطاقة المتجددة في العام الماضي".. حسبما ذكر ديل في التقرير.
كما ارتفع إنتاج الصين من الطاقة الكهرومائية بنسبة 2.8 في المائة في عام 2016 عن العام الذي يسبقه، حيث حققت أكثر من 40 في المائة من النمو في الصين، وفقا لما جاء في تقرير إحصائيات العالمية للطاقة الصادر عن الشركة.
وأظهرت بيانات الشركة البريطانية " بريتيش بتروليوم: أن انبعاثات الكربون في العالم ارتفعت بشكل طفيف في عام 2016 بنسبة لا تتجاوز 0.1 في المئة، في حين انخفضت الانبعاثات في الصين بنسبة 0.7 في المئة عن العام الماضي.
وقال ديل "إن انبعاثات الكربون في الصين قد انخفضت بالفعل خلال العامين الماضيين بعد أن كانت ازدادت بنسبة أكثر من 75 في المائة في السنوات العشر الماضية وأن بعض التحسينات تعكس العوامل الهيكلية التي من المُرجح أن تستمر".
وقال "بيرول" مدير وكالة الطاقة الدولية لوكالة انباء شينخوا "الصين اليوم هي رقم واحد من حيث استخدام طاقة الريح والطاقة الشمسية، ورقم واحد من حيث جهود كفاءة الطاقة وكذلك الطاقة النووية".
وقال تقرير وكالة الطاقة الدولية إن الاستثمار في الطاقة في جميع أنحاء العالم بلغ 1.7 تريليون دولار في عام 2016، وهو ما يمثل 2.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأشار إلى أن الإنفاق على قطاع الكهرباء في جميع أنحاء العالم تجاوز الإنفاق المشترك على إمدادات النفط والغاز والفحم للمرة الأولى.
وقال التقرير "إن حصة الإنفاق على الطاقة النظيفة وصلت إلى 43 في المائة من إجمالي الاستثمارات في الإمدادات، مما يسجل رقماً قياسياً جديدا".
وقال بيرول "إن ما نشهده هو أن صناعة الغاز الطبيعي في التحول".
وأضاف "إن تحليلنا يظهر أن قرارات الاستثمار الذكية أكثر أهمية من أي وقت مضى للحفاظ على أمن الطاقة وتحقيق الأهداف البيئية".
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA=
جزيرة ام اند امز