في الصين.. "الآلات" تتفوق على المعلم
هيمنة الآلات على الوظائف البشرية باتت حقيقة واقعة، للروبوتات والآلات قدرات تفوق القدرات البشرية في مجالات التعليم.
لا شك في أن عصر الروبوتات بدأ يشق طريقه للسيطرة على العالم بشكل فعلي، وباتت فكرة هيمنة الآلات على الوظائف البشرية حقيقة واقعة، الأمر الذي أصبح يهدد بالقضاء على الملايين من الوظائف حول العالم بشكل متزايد.
وبعد أن أصبحت هناك الروبوتات التي تنظف منزلك وتلك التي تشخص مرضك، وأخرى تكتب الشعر وتؤلف سيمفونيات، وتعتني بصغارك، وروبوتات متخصصة لمراجعة القضايا داخل المحاكم، وتنظيم المرور وتسجيل المخالفات، الآن في الصين فإنها تبرهن لنا مجدداً أن للروبوتات والآلات قدرات تفوق القدرات البشرية أيضاً في مجالات التعليم.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أن الصين كانت قد أجرت تحت إشراف وزارة التعليم الصينية، منافسة تعليمية بين طرق التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي المدعومة من قبل البرنامج التعليمي "يي شوي"، وبين الطرق التقليدية لمعلمين ذوي متوسط خبرة في التدريس تصل إلى 17 عاماً، وذلك في أكتوبر الماضي، بمقاطعة هنان وسط الصين.
ووجدت شركة تحليل بيانات الإنترنت "إيريزارتش" من خلال المنافسة، أن الآلات كانت قادرة على تحسين درجات اختبارات الطلاب أكثر من نظرائهم من البشر.
و"يي شوي" هو تطبيق بهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير برامج تعليمية مصممة لكل طالب، وتعمل الشركة المصممة للتطبيق مع مختبر سري في جامعة ستانفورد الأمريكية، لدراسة وتوظيف التعلم التكيفي في التكنولوجيا.
ويوفر نظام التعليم"يي شوي"، تمارين مع مستويات مختلفة وأشرطة الفيديو القصيرة من المعلمين، لشرح المواد المختلفة كما يشارك التطبيق في دعم أكثر من 100 مدرسة في الصين.
وقال لي، أحد 4 مؤسسين لبرنامج "يى شوى" التعليمي ومقره شانغهاي، إن طرق التعلم التي يتبعها البرنامج تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط ضعف الطلبة (كلاً على حدة)، ثم تقوم بتخصيص الدروس اللازمة لتغطية تلك نقاط الضعف.
وبحسب شركة تحليل البيانات، بعد أربعة أيام من التدريب المكثف، شهد الطلاب الذين يستخدمون برامج "يي شوي" متوسط درجات لاختبار الرياضيات وصلت إلى 36.13 نقطة، مقارنة مع 26.18 نقطة للطلاب الذين يدرّسهم المعلمون البشريون.
ووفقاً لما ذكره لي، فإن هناك أكثر من 100 ألف طالب يلجأون إلى برامج التعلم التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بدلاً من المعلمين البشريين.
وقال لى إن "يي شوي" أجرت مؤخراً مناقشات مع شركة هانسون روبوتيكس التي تتخذ من هونج كونج مقراً لها، والتي تقف وراء الروبوت الإنساني صوفيا، لصناعة آليين يمكنهما أن يتفاعلا مع الطلاب في إطار الفصول الدراسية.
وأضاف:"الهدف النهائي للتعلم التكيفي هو السماح للآلات بأن تلعب دور المعلمين في المستقبل القريب".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA=
جزيرة ام اند امز