الصين أكثر قدرة من اليابان على مواجهة حرب أمريكا التجارية
خبراء يؤكدون أن إمكانيات الصين الهائلة في السوق المحلية يمكنها من الاندماج في السوق العالمية وتعويض ضغوط واشنطن.
أكد خبراء أن الصين ممكن أن تستفيد من دروس الحرب الاقتصادية التي شنتها أمريكا ضد اليابان خلال 40 عاما من القرن الماضي في مواجهتها التكنولوجية المتصاعدة بين بكين وواشنطن.
وبدأت التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان في الخمسينيات بسبب المنسوجات، ثم امتدت إلى الألياف الاصطناعية والصلب في الستينيات، وتصاعدت خلال الفترة من السبعينيات إلى التسعينيات من القرن الماضي حول أجهزة التليفزيون والسيارات وأشباه الموصلات.
وتوقع هؤلاء الخبراء، وفقا لصحيفة "جوانغ مينغ ديلي" الصينية، أن تواصل الولايات المتحدة احتواء التطور التكنولوجي للصين لكن امتلاك بكين لإمكانيات هائلة في السوق المحلية سيمكنها من الاندماج في السوق العالمية من خلال تعاونها مع الدول الأوروبية، لتعويض ضغوط واشنطن، فيما كانت اليابان محدودة في قدرتها على التصدي لها.
وقال أحد مستشاري الحكومة الصينية، شرط عدم الكشف عن هويته، وفقا لصحيفة "جوانغ مينغ ديلي" الصينية، "إن إدارة ترامب تستخدم تكتيكات ضد الصين كانت تستخدمها ضد اليابان في الثمانينيات والتسعينيات".
واعتبرت إدارة ريجان (رئيس أمريكا آنذاك) اليابان أكبر تهديد اقتصادي للولايات المتحدة، واتهمت واشنطن طوكيو بالسياسات الصناعية التي ترعاها الدولة، وسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، وإغراق السوق الأمريكي بالمنتجات اليابانية.
وأضاف مستشار الحكومة الصينية، وفقا لصحيفة "جوانغ مينغ ديلي" الصينية، أن الولايات المتحدة تواصل هيمنتها للحد من التطور التكنولوجي في الصين وكانت تحاول تعبئة حلفائها لتحذو حذوها.
وعاقبت الولايات المتحدة الشركات اليابانية بزعم سرقة التكنولوجيا الأمريكية وبيع المنتجات العسكرية الحساسة بشكل غير قانوني إلى الاتحاد السوفيتي.
كما أجبرت اليابان على توقيع صفقات لمشاركة تقنيات أشباه الموصلات وزيادة مشترياتها من منتجات أشباه الموصلات الأمريكية.
ومن جهتها لا تتوقع تشانغ مونان، الباحثة في مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية ومقره بكين، تخفيف حدة التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
وقالت "إن النزاعات الحالية بين الولايات المتحدة والصين أكثر تعقيدًا من النزاعات بين الولايات المتحدة واليابان".
وكثفت الولايات المتحدة من فحصها للاستثمار عن طريق نشر قانون تحديث مراجعة مخاطر الاستثمار الأجنبي العام الماضي الذي يمتد من التنظيم ليشمل قطاعات التكنولوجيا الصناعية الرئيسية.
وقالت أمريكا إن عمالقة التكنولوجيا الصينية "هواوي" و"زي تي إي" يمثلان خطرا على الأمن القومي لها.
وأكدت، تشانغ أنه حتى لو تمكن كل الجانبين من التوصل إلى اتفاق لتخفيف حدة التوترات التجارية، فإن الولايات المتحدة ستزيد من ضغوطها على الصين ولن تسهل التنافس التكنولوجي.
وأضافت أنه "يمكن للتاريخ أن يخبرنا أن التكنولوجيا المتقدمة تهم استراتيجية الأمن القومي الأمريكي إلى حد كبير، وإنها ليست مجرد عملية منافسة في السوق".
وفي أبريل/نيسان الماضي، قطعت الإمدادات الأمريكية عن شركة "زي تي إي"، مشيرة إلى انتهاكات للعقوبات المفروضة على إيران وكوريا الشمالية، وتم إزالة الحظر بعد ثلاثة أشهر من دفع الشركة 1.4 مليار دولار من الغرامات.
وفي ديسمبر/كانون الأول، قدمت الولايات المتحدة تهماً جنائية ضد شركة هواوي والمدير المالي لها سابرينا منغ وانزهو، زاعمين فيها عرقلة العدالة وسرقة التكنولوجيا.
وتوقعت تشانغ أن تواصل الولايات المتحدة احتواء التطور التكنولوجي للصين في القطاعات الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء والروبوتات وتكنولوجيا النانو، وكلها ذات أهمية كبيرة لبكين.
واستمر الضغط الأمريكي في الشهر الماضي مع إدراج "هواوي" في القائمة السوداء للولايات المتحدة، مما حد من وصولها إلى الإمدادات الأمريكية ذات التقنية العالية وممارسة الضغط على حلفائها لتجميد الشركة في سوق 5 G.
وبالنسبة لتشانغ، فإن الاختلافات بين تجربة اليابان بشأن المخاوف الأمريكية من التقدم التكنولوجي والصين قد توفر بعض الأمل للطموحات الصينية.
وقالت: "بالنظر إلى تدابير الولايات المتحدة العدائية، كانت اليابان محدودة في قدرتها على التصدي لها".
وترى تشانغ أن "الصين لديها إمكانات هائلة في السوق المحلية لمعالجة الخلل في التوازن بين التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، وأن هذا لا يزال يمثل نقطة جذب كبيرة للشركات متعددة الجنسيات التي ستمكن الصين من الاندماج في التعاون العالمي في مجال الابتكار والتكنولوجيا من خلال تعاونها مع الدول الأوروبية، ودول أخرى، لتعويض ضغوط الولايات المتحدة".
وحتى الآن، ظل حلفاء واشنطن، بما في ذلك ألمانيا واليابان، مترددين في تلبية الطلب الأمريكي للضغط على الصين وامتنعوا عن الانحياز إلى أي من البلدين.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز