الصين تدرس تقييد صادرات المعادن النادرة للضغط على أمريكا
الصين تدرس وضع تدابير لاستخدام "المعادن الأرضية النادرة" ما يؤثر بالسلب على شركات الأجهزة الإلكترونية والمعدات العسكرية الأمريكية.
عبرت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح، أكبر مخطط اقتصادي في الصين، عن معارضتها الشديدة لمحاولات استخدام المنتجات المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة في الصين ضد تنمية البلاد،
وقال منغ وي، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، إن الصين تدرس وضع تدابير لاستخدام "المعادن الأرضية النادرة"، باعتبارها "موردا استراتيجيا".
ووفقا للخبراء، سيؤثر هذا الأجراء بالسلب على شركات الأجهزة الإلكترونية والمعدات العسكرية الأمريكية، وسط حرب تجارية مستمرة بين واشنطن وبكين تصاعدت حدتها في الفترة الأخيرة.
وأضاف منغ خلال مؤتمر صحفي، الإثنين، "نعارض بشدة أي محاولة لاستخدام المنتجات المصنوعة من المواد الأرضية النادرة في الصين لكبح وقمع تنمية البلاد".
جاءت تصريحات منغ خلال مؤتمر صحفي للتعليق على ما إذا كانت المعادن الأرضية النادرة ستصبح إجراءً مضادا للصين وسط النزاعات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.
وأوضح منغ أن الصين تدعم دائما نظام التجارة المتعدد الأطراف والعولمة الاقتصادية وتشجع تنمية الصناعة واستغلال المواد النادرة من خلال منهج مفتوح وتعاوني ومشترك.
وأكد أن الصين ترغب في تلبية الاحتياجات المشروعة للبلدان الأخرى للتنمية من خلال توفير المواد الأرضية النادرة، لكننا نعارض بشدة ممارسات بعض البلدان بتجاهل قواعد التجارة العالمية وتدمير السلسلة الصناعية في العالم.
وتابع أن الصين التي تشكل 90% من الإمداد العالمي للمواد الأرضية النادرة، تدرس وضع تدابير لاستخدام "المعادن الأرضية النادرة"، باعتبارها "موردا استراتيجيا".
وتشمل هذه الخطوات تحسين القدرة التنافسية للصناعة وحماية الملكية الفكرية، وكذلك العمل على الحد من الإنتاج غير القانوني ومعالجة المخاوف البيئية.
وحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، ارتفعت مخزونات المعادن الأرضية النادرة الصينية، حيث يراهن المستثمرون على أن بكين ستقيد صادرات المواد الخام -التي تستخدم في كل من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والمعدات العسكرية- كإجراء انتقامي ضد الولايات المتحدة.
وفرض البلدان التعريفة الجمركية على سلع بمليارات الدولارات يقوما بإنتاجها، وامتدت مواجهتهما أيضًا إلى مجال التكنولوجيا بعد أن وضعت واشنطن في القائمة السوداء شركة التكنولوجيا الصينية هواوي بسبب مخاوفها على الأمن القومي، فيما ردت بكين بالإعلان عن خطط لوضع قائمة سوداء بالكيانات الأجنبية "غير الموثوقة".
وفي حين أن الصين لم تهدد رسمياً باستخدام المواد الأرضية النادرة كأداة للمساومة، لكن معظم الواردات الأمريكية جاءت من الصين العام الماضي.
ووفقًا للجنة التجارة الدولية الأمريكية، بلغت تجارة الصين في المعادن مع الولايات المتحدة نحو 92 مليون دولار أمريكي في عام 2018.
وعقدت لجنة الإصلاح ثلاث ندوات في الأسابيع الأخيرة لطلب اقتراحات من المتخصصين في هذا المجال، وحث الخبراء المحليون الوكالة في وقت سابق من هذا الشهر على النظر في "تشديد ضوابط التصدير، وإقامة آلية تفتيش أكثر شمولاً للصادرات" بعد أن زار الرئيس شي جين بينغ منشأة كبيرة للمعادن النادرة في مقاطعة جيانغشي في الشهر السابق.
كما حذر تعليق نشر في الصحيفة الشعب اليومية، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، من أن بكين لن توافق على استخدام الولايات المتحدة "المنتجات المصنوعة من معادن أرضية نادرة يتم تصديرها من الصين لكبح وقمع تنمية بكين".
وأوضحت حكومة الولايات المتحدة أيضًا أنها تدرك "نقاط الضعف الاستراتيجية" الناجمة عن اعتمادها على المواد الأرضية النادرة المستوردة من الصين، وغيرها من الدول.
وفي تقرير من 50 صفحة نُشر في وقت سابق من هذا الشهر، حددت وزارة التجارة الأمريكية سلسلة من الخطوات لتعزيز الإمدادات المحلية الخاصة بها من المعادن الأرضية النادرة، مشيرةً إلى أنها اعتمدت بشكل أساسي على مصادر أجنبية لتزويد 31 من 35 من المعادن التي تعد "نادرة" من قبل الحكومة.
وحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الحكومية الصينية، الإثنين، أكد خبراء، أن شركات المعدات العسكرية الأمريكية من المرجح أن تواجه قيودًا في الوصول إلى المواد الأرضية الصينية النادرة.
واتُهمت الصين بمنع صادرات المعادن النادرة إلى اليابان في عام 2010 بعد اندلاع نزاع إقليمي طويل الأمد حول سلسلة جزر متنازع عليها.