للحد من السباق النووي.. واشنطن تسعى لإجراء محادثات مع الصين
بعد تقدم الصين المذهل في تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية، بدأت واشنطن مساعيها لإجراء محادثات مع الصين حول قدراتها النووية.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن البنتاجون يتوقع أن تنتج الصين 1000 صاروخ أسرع من الصوت وربما أكثر بحلول عام 2030.
- أمريكا تحاصر 10 شركات مرتبطة بالجيش الصيني بـ"القائمة السوداء"
- الصين تختبر صاروخا "فرط صوتي" في الفضاء.. وقلق أمريكي
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن "الرئيس جو بايدن وأبرز مساعديه يخططون للتحرّك ببطء، مع التركيز في المحادثات أولاً على تجنّب نشوب نزاع عرضي، ثم على الاستراتيجية النووية لكل دولة، وعن عدم الاستقرار الذي قد تثيره الهجمات الإلكترونية أو في الفضاء الخارجي".
وأشار التقرير إلى أن "واشنطن وبكين لا يرتبطان بخط نووي ساخن ولم تجريا محادثات معمّقة بشأن الدفاعات الصاروخية الأمريكية في المحيط الهادئ، أو تجارب لتحييد أقمار اصطناعية أمريكية خلال نزاع. وأن المسؤولين الصينيين دأبوا على رفض فكرة إجراء محادثات للحدّ من التسلّح، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة وروسيا نشرتا 5 أضعاف عدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها بكين.
لكن الأمر بات ملحاً بالنسلة واشنطن، أكثر ممّا يقر به مسؤولو الإدارة، فوفقا لمسؤولين فإن "مساعدي بايدن يبدو قلقا تجاه اندلاع سباق تسلّح جديد بشأن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والأسلحة الفضائية والإلكترونية، الأمر الذي يمكن أن يطلق العنان لدوامة مكلفة ومزعزعة للاستقرار من التحرك والتحرك المضاد".
كما يخشى المسؤولون من وقوع هجوم يعطّل الأقمار الاصطناعية الفضائية أو أنظمة القيادة والتحكّم، قد يتصاعد بسرعة، لم يكن تخيّلها ممكناً خلال الحرب الباردة. كذلك قد تشكّل قدرات الصين تهديداً لآمال بايدن في تقليص دور الأسلحة النووية في الدفاعات الأمريكية.
وخلال قمته الافتراضية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الشهر، أثار بايدن ما سماه البيت الأبيض بـ"محادثات الاستقرار الاستراتيجي".
وقال مساعدو بايدن إن "هذا الجهد هو خطوة أولى مبدئية نحو أجندة أوسع بكثير، مشابهة للمحادثات الأولية بشأن الأسلحة النووية، التي أجرتها روسيا والولايات المتحدة في خمسينات القرن العشرين".
وذكّرت الصحيفة بقول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، في اليوم التالي للقمة الافتراضية: "ستشهدون تعاونا كثيفا على مستويات متعددة، من أجل ضمان وجود حواجز حماية حول هذا التنافس"، مشيرا إلى أن "العلاقات النووية مع روسيا أكثر نضجاً وتتمتع بتاريخ أعمق بكثير".
وتحدثت الصحيفة عن "إحياء خوف قديم" في واشنطن، مذكّرة بأن الرئيس الأمريكي السابق، ليندون جونسون، كان في عام 1964 قلقاً جداً بشأن بروز منافس نووي آخر، لدرجة أنه ناقش خططاً لتوجيه ضربة استباقية تستهدف موقع التجارب النووية الصينية، أو تخريبها سراً.
لكن قرار بكين بالحفاظ على "الحدّ الأدنى من الردع" في العقود الستة الماضية، رغم امتلاكها قوة نووية ضخمة بما يكفي لضمان قدرتها على الردّ على هجوم ذري، وإن لم تكن بحجم ترسانة الولايات المتحدة وروسيا، رفع برنامجها النووي من لائحة أهم التهديدات بالنسبة إلى وزارة الدفاع الأمريكية.
لكن قلق الإدارة الأمريكية يتمحور حول التكنولوجيا الجديدة، ولا سيّما أسلوب تفكير الخبراء الاستراتيجيين النوويين الصينيين بشأن الأسلحة غير التقليدية، مثل المركبة الانزلاقية التي اختبرتها الصين والقادرة على حمل رأس نووي، وصُممت لتفادي الصواريخ الاعتراضية الأولية للولايات المتحدة، والتي يمكن أن تعمل فقط في الفضاء الخارجي.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز