حزام صيني للسلام.. قصة الوساطة بين فلسطين وإسرائيل
لسنوات طويلة حافظت الصين على علاقات طيبة مع الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها لم تطرح نفسها وسيطا لحل الصراع بين الطرفين.
غير أن نجاح الصين في التقريب ما بين السعودية وإيران قد يحفزها على محاولة التقريب أيضا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل عدم وجود آفاق للمفاوضات السياسية بين الطرفين قريبا.
ولكن إسرائيل تعتبر أن الولايات المتحدة هي الوسيط الحصري في صراعها مع الفلسطينيين، ولطالما رفضت وساطات أوروبية وأممية وروسية.
الموضوع طرح خلال مكالمة هاتفية جرت، الأربعاء، بين وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ونظيره الصيني تشين قانغ مع قرب احتفالات ذكرى مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين.
حل الدولتين
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إن "وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أكد أن فلسطين هي بلد صديق وشريك للصين، وتدعم بلاده القضية العادلة للشعب الفلسطيني".
ولفتت إلى أن "قانغ ذكر باللقاء التاريخي الهام الذي جمع كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس محمود عباس على هامش القمة العربية الصينية التي انعقدت في ديسمبر/كانون الأول الماضي في الرياض".
حينها أكد الرئيس الصيني دعم بلاده لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ودعوته لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
وأشارت إلى أن "الوزير قانغ أكد استعداده لبذل الجهود المطلوبة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين، وفي مواصلة مساعدة فلسطين اقتصاديا وسياسيا، وفي دعم المشاريع التنموية المطلوبة".
من جهته، أكد الوزير المالكي "أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس إلى الصين خلال شهر يونيو/حزيران المقبل تلبية لدعوة وجهها له نظيره الصيني خلال اجتماع الرياض الأخير، واستعداده للتنسيق الثنائي معه من أجل إنجاح الزيارة وتحقيق الأهداف المرجوة منها".
كما أشاد المالكي "بجهود الصين في عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وانخراطها الكبير في دعم الاستقرار والأمن والتنمية في منطقتنا والعالم أجمع".
ولفتت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى أن "الوزير الصيني قد قبل دعوة نظيره الفلسطيني لزيارة دولة فلسطين، على أن يتم متابعة الأمر على مستوى القنوات الدبلوماسية ووفق برامج الوزيرين".
ماذا قال وزير الخارجية الصيني؟
وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية قالت إن وزير الخارجية الصيني أبلغ نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني في محادثات هاتفية منفصلة، بأن بلاده مستعدة لتسهيل محادثات السلام بين الطرفين.
وذكرت أنه في المحادثة التي أجراها الوزير الصيني مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، شجع تشين على "اتخاذ خطوات لاستئناف محادثات السلام".
ولفت شي جين بينغ إلى أن "الصين مستعدة لتسهيل هذا الأمر"، مكررا الرسالة ذاتها في محادثته مع وزير الخارجية الفلسطيني، حيث أكد أن بكين تؤيد استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن.
وأكد وزير الخارجية الصيني خلال المحادثات الهاتفية أن بلاده تسعى للدفع باتجاه محادثات سلام على أساس تطبيق حل إقامة الدولتين.
ماذا قال نتنياهو؟
ولكن في حديث له مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، الأربعاء، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى علمه بأي مبادرة صينية للتوسط لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال: "لست على علم بأي عرض محدد من هذا النوع".
وأضاف نتنياهو: "انظر.. نحن نحترم الصين، ونتعامل مع بكين بشكل كبير. لكننا نعلم أيضًا أن لدينا تحالفا لا غنى عنه مع صديقتنا العظمى الولايات المتحدة".
ومن جهة ثانية، قال نتنياهو في المقابلة ذاتها: "نرغب بشدة في الحصول على سلام مع المملكة العربية السعودية، لأنني أعتقد أنها ستكون قفزة نوعية ضخمة أخرى من أجل السلام".
وأضاف: "من نواحٍ عديدة، سينهي هذا الصراع العربي الإسرائيلي، وقد يمهد الطريق لمزيد من الدبلوماسية مع الفلسطينيين".
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز