بـ"السور العظيم" و1.4 مليار.. رئيس الصين يحذر القوى الأجنبية
أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ، بمسار تنمية بلاده "الذي لا رجوع عنه" من مستعمَرة مهانة إلى قوة عظمى، مؤكدا انتهاء "عهد التنمر" على بكين.
جاء ذلك في خطاب ألقاه رئيس الصين في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، الخميس، أمام صورة عملاقة للزعيم ماو تسي تونج، مؤسس البلاد بشكلها الحالي.
وفي خطابه، تحدث شي بعمق عن التاريخ لتذكير مواطنيه الفخورين في الداخل والمنافسين في الخارج بصعود أمته، وصعوده شخصيا.
وقال شي جينبينغ إن "عهد التنمر على الصين ولى إلى الأبد"، مشيدا بالحزب لرفعه الدخل واستعادة الكرامة الوطنية.
وقال شي، الذي رسم خطا تاريخيا خلال خطابه من حقبة الخضوع لحروب الأفيون إلى النضال من أجل تأسيس ثورة اشتراكية، إن الحزب حقق "تجديدا وطنيا" وانتشل عشرات الملايين من الفقر و"غيّر مشهد التنمية العالمية".
وأضاف شي الذي كان يرتدي سترة "على طراز ماو"، أن "التجديد العظيم للأمة الصينية دخل مسارا تاريخيا لا رجوع فيه"، وتعهد بمواصلة بناء جيش "عالمي" للدفاع عن المصالح الوطنية.
وقال في خطابه وسط تصفيق حار "لن يسمح الشعب الصيني أبدا لأي قوى أجنبية أن ترهبنا أو تقمعنا أو تستعبدنا".
وأضاف "من يريد أن يفعل ذلك سيواجه إراقة الدماء أمام سور فولاذي عظيم بناه أكثر من 1,4 مليار صيني".
وصيف 1921، أسس ماو ومجموعة من المفكرين الماركسيين اللينينيين في شنغهاي، الحزب الشيوعي الذي تحول منذ ذلك الحين إلى واحدة من أقوى المنظمات السياسية في العالم.
ويبلغ عدد أعضاء الحزب حاليا حوالي 95 مليون عضو في البلاد التي مرت بأكثر من قرن من الحرب والمجاعة والاضطرابات، وحققت قفزة في السنوات الأخيرة إلى مكانة القوة العظمى في مواجهة المنافسين الغربيين بقيادة الولايات المتحدة.
وفي احتفال طغى عليه البذخ والطابع الوطني، أنشد آلاف من المغنين تساندهم فرق موسيقية أغاني بينها "نحن ورثة الشيوعية" و"بدون الحزب الشيوعي لن تكون هناك صين جديدة" بينما كان الحضور يرددون الهتافات ويلوحون بالأعلام في ساحة تيان أنمين المكتظة.
وحلّقت مروحيات في أسراب لتشكيل رقم "100" ومطرقة عملاقة ومنجل قبل أن تطلق المدفعية مئة طلقة تحية، بينما تعهد الشيوعيون الشباب بانسجام تام بالولاء للحزب.
ومؤخرا، تحول الحزب إلى تحديات جديدة مثل اللجوء إلى التكنولوجيا لجذب الشباب، إذ يبلغ عدد الأعضاء الذين لم يتجاوزوا سن الثلاثين نحو 12,55 مليون، بينما أسبغ طابع شيوعي على اقتصاد استهلاكي يزينه رواد أعمال يمتلكون المليارات.
وفي شوارع بكين، أغدق صينيون الثناء على الحزب الشيوعي بالتزامن مع الاحتفالات.
وقال لي لوهاو (19 عاما) الطالب في جامعة بيهانج الذي قدم عرضا في الاحتفال: "يجب أن نشكر الحزب والوطن الأم".
وقال آخر يدعى وانغ (42 عاما) "عندما كنت طفلا كان هناك انقطاع للتيار الكهربائي لمدة ساعة كل ليلة وأعطال في الكهرباء". وأضاف "الآن الشوارع مليئة بالأضواء. والطعام والملابس والتعليم وحركة المرور كلها أفضل".
وقال المحلل المتخصص في شؤون الصين في "جامعة هونغ كونغ الصينية" ويلي لام إن الرئيس لم يأت على ذكر نفسه مباشرة في خطابه إلا أنه "من الواضح تماما أن الفضل يعود إلى شي في الكثير من النجاحات التي حققتها الصين".
وفي وقت سابق، قام الرئيس الصيني بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بتقديم ميدالية "الأول من يوليو" لمجموعة من أعضاء الحزب البارزين في حفل أقيم في بكين صباح الثلاثاء، بحسب صحيفة "تشاينا ديلي".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز