3 مجالات تنموية واقتصادية تعزز مكانة الصين في أفريقيا
نظرة على المجالات الرئيسية الأربعة التي تعمل الصين من خلالها على توسيع وجودها في القارة السمراء.
تسارعت مشاركة الصين مع أفريقيا على مر العقود، حيث تتطلع المملكة الوسطى إلى ثاني أكبر قارة في العالم للحصول على فرص للنمو الاقتصادي والتأثير الجيوسياسي.
ومن المتوقع أن تقوم زيارات الرئيس شي جين بينغ هذا الأسبوع إلى السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا وموريشيوس - وهي ضمن أولى رحلاته الخارجية لهذا العام - ببناء روابط وتوسيع تواجد بكين في القارة السمراء.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" فإن لأفريقيا دورا مهما في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي تهدف إلى إحياء طرق التجارة البرية والبحرية لطريق الحرير القديم من خلال بناء الطرق والموانئ والجسور.
ومبادرة "الحزام والطريق" هي مبادرة أعلن عنها الرئيس الصيني للمرة الأولى في عام 2013، وتتضمن إنفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البنى التحتية على طول "طريق الحرير"، الذي يربطها بالقارة الأوروبية مروراً بآسيا والشرق الأوسط.
وحتى الآن، تعد هذه المبادرة واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية والاستثمار في التاريخ، حيث تغطي نحو 70 دولة. ونحو 65% من سكان العالم، و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ومع زيارة شي إلى أفريقيا، هنا نظرة على المجالات الرئيسية الأربعة التي تعمل الصين على توسيع وجودها في القارة.
البنية التحتية
تمثل استراتيجية الحزام والطريق التي تنفذها بكين بمليارات الدولارات شبكة واسعة من خطوط السكك الحديدية والموانئ والطرق وخطوط الأنابيب التي تهدف إلى ربط الصين بعديد من دول العالم، بما في ذلك أفريقيا.
يعود تاريخ مشاركة الصين في البنية التحتية الأفريقية إلى الخمسينيات عندما قامت بتمويل وبناء خط سكة حديد بين تنزانيا وزامبيا.
وقال وزير الخارجية وانغ يي، في العام الماضي، إن الصين مولت حتى الآن أكثر من 6200 كيلومتر من السكك الحديدية وأكثر من 5000 كيلومتر من الطرق في أفريقيا، من بينها خط سكة حديد أديس أبابا - جيبوتي الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار أمريكي، وهو خط يصل طوله إلى 750 كيلومتراً يربط بين إثيوبيا التي لا تطل على سواحل، وهي موطن أسرع الاقتصادات نمواً في أفريقيا.
كما يجري العمل على إنشاء خط سكة حديد يبلغ طوله 472 كيلومترا، بتكلفة تصل إلى 3.2 مليار دولار أمريكي، يربط بين مدينة مومباسا الساحلية في كينيا وعاصمتها نيروبي، وعند اكتماله خلال فترة الـ25 سنة المقبلة سوف يمتد أكبر مشروع للبنية التحتية في كينيا منذ الاستقلال إلى بلدان جنوب السودان ورواندا وبوروندي وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتشمل قائمة خطط البنية التحتية أيضاً بناء "موانئ عملاقه" في كل من باجامويو، تنزانيا، وفي لامو، كينيا، وطريق سريع مكون من 6 مسارات في أوغندا وخط أنابيب في تنزانيا.
الموارد الطبيعية
لبعض الوقت، اعتمدت الصين في أفريقيا على التدفق المستمر للموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والنحاس والزنك وخام الحديد، لدعم التصنيع في الداخل.
وكل يوم، تستورد الصين النفط من أنجولا ونيجيريا، والذهب من غانا، والكروم من جنوب أفريقيا، والنحاس من زامبيا والبوكسيت ومعادن نادرة أخرى من غينيا.
في السنوات الأخيرة، قامت الشركات الصينية بتعديل استراتيجياتها من خلال دخول صناعة التعدين في أفريقيا عن طريق العمل إلى جانب شركات التعدين المحلية أو شرائها.
ووافقت شركة Citic Metal الصينية مؤخراً على إنفاق نحو 542 مليون دولار أمريكي، للحصول على حصة 19.9% في شركة Ivanhoe Mines في كندا، التي لديها 3 مشاريع كبيرة لتطوير النحاس والزنك والبلاتين في جنوب أفريقيا.
المساعدات والقروض
برزت الصين باعتبارها واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات إلى أفريقيا في السنوات الأخيرة، حيث ساعدت في بناء المرافق العامة، وتدريب المهندسين والفنيين، ونشر الطواقم الطبية وتخفيف عبء الديون على القارة.
ونجحت الصين في إنشاء أكثر من 80 معهد كونفوشيوس لتعميم وتعليم اللغة الصينية، ونشر الثقافة الصينية في 41 دولة عبر أفريقيا.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA=
جزيرة ام اند امز