كيف ردت الصين على مقترح التخلص التام من الوقود الأحفوري؟

تنظر الصين بواقعية إلى مستقبل الوقود الأحفوري معتبرة إياه "حيويا" لأمن الطاقة العالمي، وبالتالي فهي لا تشجع مقترحات التخلص التام منه، وتفضل في المقابل تشجيع إنتاج الطاقة المتجددة.

وقال شيه تشن هوا مبعوث المناخ الصيني إن التخلص التام من الوقود الأحفوري ليس أمرا واقعيا، مضيفا أن أنواع الوقود المسببة للاحتباس الحراري يجب أن تستمر في أداء دور حيوي في الحفاظ على أمن الطاقة العالمي.

والصين هي أكبر مستهلك للوقود الأحفوري في العالم بما في ذلك الفحم والنفط.

• عمالقة النفط: لا استغناء عن الوقود الأحفوري قبل عقود
• طائرات أمريكا تستغني عن الوقود الأحفوري.. ما البديل؟
  

وجاءت التصريحات في رد المبعوث الخاص للمناخ شيه تشن هوا على تعليقات لمبعوثين في منتدى في بكين أمس الخميس قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 المقرر عقده في دولة الإمارات خلال نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول المقبلين.

وحصلت "رويترز" على نسخة من نص لكلمة شيه وتسجيل فيديو للاجتماع.

مواجهة الاحتباس

وتتعرض الدول لضغوط لتقديم تعهدات أكبر لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري بعد أن أشار "التقييم العالمي" الذي تقوده الأمم المتحدة إلى أن هناك حاجة إلى 20 غيغا طن من التخفيضات الإضافية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال هذا العقد وحده لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة دون الحد الحرج الذي يبلغ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وقال شيه الذي سيمثل الصين في COP28 "من غير الواقعي التخلص الكامل من الطاقة المستمدة من الوقود الأحفوري".

وأضاف أن الصين منفتحة على تحديد هدف عالمي للطاقة المتجددة ما دام يأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية المتباينة لمختلف البلدان.

واشنطن: الوقود الأحفوري قد يستمر 50 عاما

وتبدو هذه الرؤية متفقة إلى حد ما مع الرؤية الأمريكية، التي لا ترى نهاية وشيكة للدور الذي يلعبه الوقود الأحفوري في تأمين مصادر الطاقة للعالم.

وكان سام وربرغ المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قد أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن التوقف عن استخدام الطاقة الأحفورية ليس متاحا في الوقت الحالي.

وأوضح: "نحن في سنة 2023 وحتى الآن لم نصل إلى النقطة التي يمكننا فيها التوقف عن استعمال الطاقة الأحفورية والتحول إلى الطاقة البديلة.. هذا مستحيل.. لازال أمامنا عملية تحول قد تستغرق 20 أو 30 أو حتى 50 عاما".

وتعد الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، وبفارق كبير عن أقرب المنافسين.