نحل العسل يدعم المناخ.. قوة في مواجهة التلوث
يساعد استخدام أجهزة المراقبة الحيوية (نحل العسل والعصافير المنزلية والطيور الجارحة) على فهم وجود التلوث والملوثات وامتصاصها بشكل أكبر.
مدننا هي أماكن معقدة للعمل والصناعة والأنشطة السكنية، وهذا غالباً ما يجعل من الصعب تحديد انتشار الملوثات المختلفة في جميع أنحائها.
يمكن أن يكون هذا مصدر قلق، خاصة في ضوء الأدلة المتزايدة على عدم وجود حد "آمن" للتعرض للعديد من المواد الكيميائية التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
يعد قياس التلوث في التربة أو الغبار بداية جيدة، لكن هذا لا يمكن أن يخبرنا إلا بمستوى المادة الملوثة في المكان الذي تم أخذ العينة منه، لذا أجرى المنتدى الاقتصادي العالمي دراستين جديدتين عن نحل الفناء الخلفي لرصد التلوث في البيئات الحضرية بشكل أفضل.
- نمذجة البيانات المناخية.. تكنولوجيا تعيد تشكيل مستقبل "بربادوس"
- التريتيكال.. هل يعيد تغير المناخ الاعتبار لبديل القمح؟
الضجيج وراء الرصد الحيوي
عندما يتعلق الأمر بفهم التلوث يمكن لنحل العسل أن يقوم بالعمل الشاق بالنسبة لنا، في أثناء بحثه عن الرحيق وحبوب اللقاح والماء يلتقط النحل باستمرار الملوثات من بيئته، ولأننا نعرف عمرها الافتراضي ونطاق البحث التقريبي يمكن أن يوفر التحليل الكيميائي لمحة سريعة عن مستويات الملوثات في منطقة البحث عن الطعام في ذلك الوقت.
بمساعدة مربي النحل في الفناء الخلفي تتبعت الدراسة المعادن السامة وجينات مقاومة مضادات الميكروبات في مركزين حضريين: سيدني، أستراليا، ونوميا، كاليدونيا الجديدة.
لقد تم استخدام نحل العسل الأوروبي منذ فترة طويلة كأنواع حراسة لرصد الآفات والأمراض، بما في ذلك عث الفاروا والمواد الكيميائية في المطارات، يمكن أيضاً استخدام النحل كمراقبين بيولوجيين لفهم الملوثات في بيئاتنا الحضرية.
ومع تزايد شعبية تربية النحل في المناطق الحضرية كان هناك المزيد من الأبحاث حول المراقبة الحيوية لنحل العسل لمجموعة من الملوثات، بما في ذلك المعادن والمبيدات الحشرية، وما يسمى "المواد الكيميائية إلى الأبد"، المعروفة باسم PFAS في العسل.
كيف يساعدنا النحل في رسم خريطة للتلوث؟
يمكن لنحل العسل أن يكشف عن أنماط التلوث التي قد تمر دون أن يلاحظها أحد، ففي نوميا تم استخدام نحل العسل لرسم خريطة للتأثيرات الناجمة عن مصهر النيكل المحلي، لقد وُجد أن مستويات المعادن المرتبطة بالمصهر -النيكل والكروم والكوبالت- كانت مرتفعة بالقرب من المصهر وتنخفض بعيداً.
قد لا يبدو هذا مفاجئاً نظراً لأن المصهر يعد مصدراً رئيسياً للتلوث، ومع ذلك كشفت مقارنة البيانات المأخوذة من النحل مع عينات التربة والغبار أن النحل كان العلامة الأكثر حساسية وفعالية لتلوث المصاهر.
من خلال رسم خرائط المعادن في نحل العسل في سيدني يمكن النظر إلى العوامل المحددة التي تسهم في التلوث المعدني داخل نطاق البحث عن الطعام، بالنسبة للرصاص المعدني السام للأعصاب، وجدت الدراسة أن النشاط السكني والصناعي كان له تأثير رئيسي، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان داخل المدن.
في المقابل كانت المواقع الأقل كثافة سكانية والمساحات الأكبر من المتنزهات أو المزارع تحتوي على مستويات أعلى من المنجنيز. ومن المرجح أن هذا جاء من مصادر التربة الطبيعية واستخدام المبيدات الحشرية.
لقد أفادت الدراسة أيضاً كيف يمكن للنحل أن يساعد في فهم المخاوف الناشئة مثل انتشار جينات مقاومة مضادات الميكروبات (AMR). وهي مصدر قلق رئيسي في المناطق الحضرية، بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها.
ووجدت الدراسة أن جينات مقاومة مضادات الميكروبات هذه كانت شائعة في جميع أنحاء سيدني، حيث إن 83% من النحل الذي تم فحصه قد تناول واحداً أو أكثر من الجينات التي تم البحث عنها. ولم يكن المصدر مرتبطا بقوة بالنشاط الصناعي، بل بمساحة المسطحات المائية المتاحة ليشرب منها النحل. قد يكون هذا بسبب أن هذه الجينات يمكن أن تدخل البيئة من خلال مياه الصرف الصحي ويمتصها النحل الباحث عن الطعام.
كيف تؤثر الملوثات على النحل؟
أظهرت الدراسة أن الملوثات تتراكم داخل النحلة مع مرور الوقت ولم تكن موجودة في الجزء الخارجي منها. وتم عمل مقارنة لتركيزات المعادن في عينات متطابقة من النحل المغسول وغير المغسول، ولم تكن مختلفة، مما يشير إلى وجود ملوثات داخل النحلة. علاوة على ذلك، كانت تركيزات المعادن أعلى في النحل الأكبر سنا والميت في نهاية حياتهم مقارنة بالنحل الأصغر سنا.
وباستخدام التصوير عالي الدقة، وجدت فقط جزيئات عضوية غير معدنية على السطح الخارجي للنحل. قد يكون هذا بسبب أن النحل لديه عادات تنظيف ذاتي جيدة جدًا. تحافظ هذه السلوكيات أيضًا على خلايا النحل خالية من الطفيليات والفطريات التي يجلبها النحل الباحث عن الطعام.
أظهرت الأبحاث أن التعرض للملوثات بما في ذلك المعادن والمبيدات الحشرية النيونيكوتينويدية يمكن أن يضعف نمو نحل العسل وقدرته على البحث عن الطعام والبقاء على قيد الحياة.
ماذا يوجد في عسل النحل؟
يرغب معظم منتجي العسل ومستهلكيه في معرفة ما إذا كان عسلهم آمناً للأكل، ووجدت الدراسة معادن نادرة في العسل بمستويات منخفضة للغاية ولا تشكل مصدر قلق، وفي نوميا كان عنصر الصهر الرئيسي، وهو النيكل أقل بنسبة 30 مرة في العسل منه في النحل.
ووجدت نتائج مماثلة في مدينة التعدين بروكن هيل بأستراليا، حيث كانت مستويات الرصاص في العسل أقل بعشر مرات من مستوياتها في النحل نفسه.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز