كيف يؤثر التغير المناخي على جودة مياه الأنهار؟
تتأثر الأنهار كباقي المسطحات المائية بالتغيرات المناخية، كل هذا ينعكس سلبًا على الكائنات الموجودة فيها، ويمتد هذا الأثر إلينا.
يستسيغ البشر المياه العذبة، كذلك معظم النباتات والحيوانات البرية، وغالبًا ما يحصلون عليها من الأنهار، لكن لم تسلم الأنهار في جميع أنحاء العالم أيضًا من التغيرات المناخية؛ فمن جانب تتأثر الأنهار بالظواهر الطقسية المتطرفة المرتبطة بالتغير المناخي، والتي قد تؤدي إلى حدوث فيضانات، وبالفعل يتعرض ما يزيد عن 1.81 مليار إنسان إلى مخاطر الفيضانات سنويًا، ومن جانب آخر، تتأثر جودة المياه، الأمر الذي يعود بالسلب على الكائنات الحية المعتمدة على الأنهار كمصدر للمياه العذبة في حياتهم.
جودة المياه تقل!
وجدت مراجعة علمية، أجرتها مجموعة بحثية من جامعتي أديليد في أستراليا وجامعة أوتريخت في هولندا، أنّ التغيرات المناخية قد أثرت سلبًا على جودة مياه الأنهار في شتى بقاع الأرض، ما قد يؤدي إلى ندرة المياه. حلل الباحثون ما 965 دراسة علمية، كلها تدور حول تأثيرات التغير المناخي على الأنهار، ووجدوا تدهورا عاما في جودة المياه لحوالي 56% من دراسات الحالة. ونشر مؤلفي الدراسة ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر ريفيوز إيرث آند إنفيرونمنت» (Nature Reviews Earth & Environment) في 12 سبتمبر/ أيلول 2023.
تبعات..
وجد مؤلفو الدراسة العديد من التبعات والآثار الضارة للظواهر المرتبطة بالتغير المناخي، مثل: الفيضانات والعواصف المطيرة وموجات الحر والجفاف، على جودة مياه الأنهار؛ إذ انخفضت جودة مياه الأنهار في 68% من الحالات المجمعة؛ نتيجة الجفاف وموجات الحر. بينما انخفضت في 51% منها؛ نتيجة العواصف المطيرة والفيضانات. كما تسببت الارتفاعات الحاصلة في درجات الحرارة إلى زيادة دفء مياه الأنهار.
لماذا علينا الحفاظ على ثبات درجات حرارة الأنهار؟
من الطبيعي أنها تمدنا بقدر كبير من المياه العذبة التي نحتاجها في حياتنا اليومية، وكذلك للكائنات الأخرى، لكن الحفاظ على درجات حرارة الأنهار ضروري، لما قد يحدث من تبعات قد لا يمكننا السيطرة عليها، إذا زادت درجات الحرارة هذه عن حد معين، من ضمنها:
نطاق محدد من الحرارة
تعيش الكثير من الكائنات الحية في المياه العذبة، مثل: الأسماك والحشرات والعوالق النباتية والحيوانية وغيرهم، وتحتاج تلك الكائنات إلى درجات حرارة معينة لممارسة أنشطتها البيولوجية، وفي حال ارتفاع درجات الحرارة، قد تتأثر قدراتها على ممارسة أنشطتها، ما قد يؤدي إلى نفوقها في حال إذا لم تستطع التأقلم.
تكاثر الطحالب
تعمل الحرارة المرتفعة كبيئة مثالية لتكاثر الطحالب، وما يزيد الأمر سوءًا هو أنها تساهم في زيادة دفء المياه؛ إذ تطفو الطحالب عند سطح المياه لامتصاص ضوء الشمس، ما يجعل المياه أكثر دفئًا، ويزداد معدل تكاثرها.
يقل الأكسجين
هناك علاقة عكسية بين الحرارة والأكسجين؛ فكلما ارتفعت درجات الحرارة، انخفض تركيز الأكسجين المذاب في المياه، ما يؤثر بالسلب على تنفس الكائنات الحية في المياه.
نحتاج إلى مياه الأنهار في حياتنا، لكن مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، تتقدم الأنهار نحو الخطر المنتظر، وسيعود كل هذا بالسلب على حياتنا واستقرارنا كبشر.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز