الصين ترد بالمثل.. رسوم تصل إلى 15% على سلع زراعية أمريكية

تطبّق الصين اعتباراً من الإثنين، رسوماً جمركية إضافية على مجموعة من المنتجات الزراعية الأمريكية، رداً على فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية هذا الأسبوع.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية على شركائه التجاريين الرئيسيين، بينهم الصين وكندا والمكسيك، معتبراً أن تعاونها في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية والمخدرات، خصوصا الفنتانيل، غير كاف.
والصين تعد الدولة التي تسجل سلعها أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة.
وبعد فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية الواردة، قرر ترامب في 3 مارس/آذار الجاري زيادتها إلى 20%.
رسوم صينية على منتجات زراعية أمريكية
وأعربت الصين على الفور عن "استيائها البالغ" وأعلنت فرض رسوم مماثلة على منتجات زراعية أمريكية اعتباراً من الإثنين.
وتبلغ نسبة هذه الرسوم 15 % على منتجات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأمريكية الواردة إلى الصين، و10% على سلع أمريكية أخرى مثل الذرة البيضاء والصويا ولحم الخنزير والبقر والمنتجات البحرية والفاكهة والخضار ومشتقات الحليب.
ويرى خبراء أن هذا الرد الصيني يستهدف القاعدة الانتخابية للملياردير الجمهوري، مع ابقائه معتدلاً ليفسح المجال أمام احتمال إبرام اتفاق تجاري.
وتفاقم هذه التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الصعوبات التي تواجهها السلطات الصينية من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد الذي يشهد تباطؤا في الاستهلاك وأزمة في قطاع العقارات وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.
رياح معاكسة
ومن المتوقع أن تشكل الرسوم الجمركية التي قررتها واشنطن ضربة قاصمة للصادرات الصينية التي ساهمت بشكل كبير في نمو العملاق الآسيوي العام الماضي.
ويرى خبراء أن تبعات التدابير الأمريكية قد لا تظهر على الفور.
كما أن الصادرات الصينية تباطأت بالفعل في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط بشكل واضح إلى 2.3% على أساس سنوي، مقابل 10.7% في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأوضح تشيوي تشانغ، رئيس وكبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول، أنه "بما أن الصادرات تواجه خطر التراجع بسبب الحرب التجارية الوشيكة، فإن السياسة المالية يجب أن تصبح أكثر استباقية".
مع استمرار المواجهة التجارية بين بكين وواشنطن، تستضيف الصين حالياً "الدورتين السنويتين"، الحدث السياسي الرئيسي لهذا العام والذي يجمع في العاصمة آلاف النواب من جميع أنحاء البلاد.
مستهدف نمو سنوي عند 5%
كشف رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمة أمام مجلس الشعب الأربعاء، عن استراتيجية الحكومة الاقتصادية لعام 2025، مشيراً إلى "بيئة خارجية معقدة بشكل متزايد".
وحدد لي هدفاً للنمو السنوي يبلغ "حوالي 5%"، وهو مماثل لمعدل 2024.
لكن العديد من خبراء الاقتصاد يرون أن هذا الهدف يبدو طموحاً في ضوء الصعوبات التي تواجهها الصين على المستوى الاقتصادي.
وقال جوليان إيفانز بريتشارد من "كابيتال إيكونوميكس" إنه "إذا بدأ الإنفاق المالي في الارتفاع مرة أخرى قريباً، فإن ذلك قد يعوض التأثير القصير الأجل للرسوم الجمركية على النمو".
وأضاف "غير أنه ونظراً للرياح المعاكسة... فإننا لسنا مقتنعين بعد بأن الدعم المالي سيكون كافياً لتحقيق أكثر من مجرد دفعة قصيرة الأجل".