
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تعليق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرا على الواردات من المكسيك.
وذلك بعد محادثات مع نظيرته كلاوديا شينباوم، معللاً ذلك بالعلاقة الإيجابية بينهما.
وقال ترامب إن الرسوم الجديدة لن تُفرض على الواردات المدرجة في إطار اتفاقية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مشيراً الى أن "هذا الاتفاق سارٍ حتى الثاني من أبريل/نيسان".
بدورها أشادت شينباوم بتلك الخطوة، مشيرة إلى نتائج إيجابية غير مسبوقة ستترتب عليها.
- لندن ترفع عقوبات عن 24 كيانا سوريا.. بينها البنك المركزي وشركات نفط
- مواجهة حتى النهاية.. رسالة صينية إلى أمريكا في حرب الرسوم
وتفصيلاً، أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة نشرها على شبكة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" الخاصة به، أنه "بعد التباحث مع رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم"، وافق على عدم تطبيق الرسوم الجمركية على المنتجات المكسيكية بموجب بيان الشروط في اتفاق التجارة الحرّة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
ويطال هذا القرار المنتجات المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة، مثل الطماطم والأفوكادو والأجهزة الكهربائية المنزلية.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "هذا الاتفاق يسري حتّى الثاني من أبريل/نيسان" وهو تاريخ دخول الرسوم الجمركية المتبادلة حيّز التنفيذ عندما ستفرض على المنتجات المتأتية من بلد ما رسوم جمركية بالمستوى عينه كتلك المعتمدة للمنتجات الأمريكية عند دخولها إلى البلد المعني عينه.
وستحلّ هذه الرسوم الجمركية المتبادلة محلّ تلك المفروضة بنسبة 25% التي أعلن عنها في فبراير/شباط وبدأ تطبيقها الثلاثاء بعد مهلة أولى استمرّت شهرا.
وينصّ اتفاق التجارة الحرّة على عدم فرض رسوم على المبادلات بين الدول الثلاث عندما تستوفي المنتجات بيان الشروط المرفق بالاتفاق.
ويمتثل الجزء الأكبر من المنتجات المتداولة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك لبيان الشروط.
وبعد إعلان ترامب تعليق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرا على مكسيكو حتى الثاني من أبريل/نيسان، أشادت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم بتحقيق "نتائج غير مسبوقة" جراء التعاون مع الولايات المتحدة.
وكتبت شينباوم على منصات التواصل "سنواصل العمل سويا، خصوصا على قضايا الهجرة والأمن"، وذلك عقب اتصال هاتفي "ممتاز ويتسم بالاحترام" مع ترامب.
والخميس، وقّع ترامب مرسوما يوسّع نطاق الإعفاء ليشمل قسما من الواردات الكندية مع تخفيض الرسوم المفروضة على البوتاس التي تُستخدم سمادا في المزارع الأمريكية من 25 إلى 10%.
وهي المرّة الثانية في خلال 24 ساعة التي يتراجع فيها الرئيس الأمريكي عن قرار اتّخذه، إذ إنه منح قطع السيارات والمركبات المنتجة في سياق اتفاق التجارة الحرّة مهلة شهر قبل تطبيق الرسوم بضغط من شركات صناعة السيارات التي أعربت عن قلقها من تداعيات الرسوم الجمركية على سلاسل الإمداد الخاصة بها.
اقتصادياً، تؤثر الرسوم على حوالي 80% من الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة 12% في الصادرات وتراجع الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك بنسبة 4% خلال عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، قد تتأثر قيمة البيزو المكسيكي سلبًا نتيجة لهذه التطورات.
ومن المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة تكاليف المنتجات المستوردة من المكسيك، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين. كما قد تتأثر سلاسل التوريد، خاصة في قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات، حيث تعتمد الشركات الأمريكية على المكونات المكسيكية.
في حين تهدف الإدارة الأمريكية إلى معالجة قضايا الهجرة والاتجار بالمخدرات، فإن التداعيات الاقتصادية قد تكون واسعة النطاق، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة لتجنب تصعيد النزاع وضمان استقرار الاقتصادين الأمريكي والمكسيكي.