عجز تجاري في الصين لأول مرة منذ 17 عاما
الصين تشهد أول عجز في حسابها الجاري منذ عام 2001، والذي يصل إلى 28.2 مليار دولار خلال الربع الأول من هذا العام.
سجلت الصين أول عجز فصلي لها في الحساب الجاري منذ ما يقرب من 17 عاما، في الوقت الذي تستغل فيه واشنطن الاختلال التجاري بين الدولتين للضغط على أكبر مصدر في العالم لتقليل الفائض التجاري الضخم.
والفائض التجاري هو أن تكون قيمة الصادرات أكبر من الواردات، ويحدث العجز في الفائض التجاري عندما تصبح قيمة الواردات هي الأكبر من الصادرات.
ووفق ما ذكرته شبكة أخبار "تساي شين" الصينية، شهدت الصين عجزا في حسابها الجاري بلغ 28.2 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام، وهو أول عجز ربع سنوي منذ الربع الثاني من عام 2001، حسبما أظهرت بيانات صادرة عن إدارة الدولة للنقد الأجنبي.
وأظهرت البيانات أن تجارة السلع لا تزال تحقق فائضا قدره 53.4 مليار دولار، لكن ذلك بنسبة انخفاض تصل إلى 35% عن العام الماضي، في حين سجلت تجارة الخدمات عجزا قدره 76.2 مليار دولار، وهو أكبر عجز ربع سنوي منذ عام 1998.
وبحسب شبكة الأخبار حاولت إدارة الدولة للنقد الأجنبي التخفيف من المسألة بالقول إن العجز الذي يشهده الحساب الجاري الصيني كان نتيجة لـ"عوامل موسمية" وللنمو السريع في واردات السلع، حيث نمت صادرات السلع بنسبة 11٪ عن العام السابق، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 21٪.
وقال متحدث باسم إدارة الدولة للنقد الأجنبي، إن النمو السريع للواردات دفع تجارة السلع الصينية إلى مستوى أكثر توازنا، مشيراً إلى أن رقم تجارة السلع في الربع الأول عادة ما يكون الأدنى مستوى خلال العام بسبب تأثير مواسم الأعياد.
إلا أن الاقتصاديين يتوقعون أن يكون عجز الحساب الجاري هو المعيار الجديد للصين على خلفية تكثيف الاحتكاك التجاري مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى تحوّل جوهري في موقف الدفع الدولي للصين.
وتوقع هؤلاء أن يكون لمحادثات التجارة مع الولايات المتحدة تأثير على التوسع في الواردات الصينية وفتح في قطاعات الخدمات، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضييق فائض الحساب الجاري للصين.
وفقا للإحصاءات الأمريكية، لا يزال الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة كبيرا، حيث بلغت الفجوة التجارية الثنائية بين الصين والولايات المتحدة مستوى قياسيا وصل إلى 370 مليار دولار في العام الماضي، الأمر الذي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتضييق نطاقه.
واختتمت الصين والولايات المتحدة يومين من محادثات التجارة في بكين الجمعة، بعد تبادل المشادات الكلامية التي دامت لمدة شهر ونصف الشهر، حيث طلبت واشنطن من الصين خفض العجز التجاري بما لا يقل عن 200 مليار دولار بحلول نهاية عام 2020، ووقف الدعم لصناعات التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة إلى خفض الرسوم الجمركية على الواردات إلى المستويات المطبقة للولايات المتحدة، إلا أن المحادثات انتهت بخلافات كبيرة نسبياً.
وفي عام 2010، حاولت الولايات المتحدة أيضاً فرض سياسة على الصين ألا يتجاوز فائض الحساب الجاري لبلد ما نسبة 4%من ناتجها المحلي الإجمالي، لكن بكين رفضت هذا الاقتراح.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg
جزيرة ام اند امز