الصين تلقي بثقلها في الشرق الأوسط.. هل تستفيد سوريا؟
في إطار مساعيها نحو "عالم متعدد الأقطاب"، تسعى الصين إلى استغلال نجاحها كوسيط موثوق به بين الدول لحل عدد من الأزمات حول العالم.
ومن إيران والسعودية التي نجحت الوساطة الصينية في إعادة علاقاتهما إلى شكلها الطبيعي بعد سنوات من المقاطعة بين البلدين، إلى أوكرانيا وروسيا التي باتت غالبية الدول الغربية ترى بكين الوحيدة القادرة على وقف الصراع بين البلدين.
ومؤخرا سوريا التي أكدت بكين على دعمها في مواجهة أي تدخلات ومساعيها للتوسط لإعادة علاقاتها مع باقي الدول العربية إلى سابق عهدها.
- مفاوضات تطبيع.. حجر روسي في المياه الراكدة بين سوريا وتركيا
- سوريا على شفا "العودة".. وزير خارجية السعودية يزور دمشق
ثقة دولية وحيادية، وضعت الصين في موقع متقدم على الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من المناطق حول العالم، وقدمتها كطرف يعول عليه الجميع في ضبط ميزان العلاقات الدولية، بثقلها الذي بات ظاهرا للجميع.
دعم سوريا
"سندعم سوريا في حربها ضد الهيمنة والتدخل في شؤونها الداخلية، ونساعدها لإعادة العلاقات مع الدول العربية الأخرى".. هكذا أكد المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط تشاي جون.
كلمات تشاي جاءت خلال لقاء مع الرئيس السوري، بشار الأسد، السبت، لمناقشة العلاقات الثنائية السورية الصينية، وكذلك دور الصين في الشرق الأوسط، أكد خلالها الأسد، أن "سوريا تدعم الوجود السياسي والاقتصادي النشط للصين في جميع أنحاء العالم، بما يسهم في استعادة التوازن بالعالم".
وأضاف الأسد، أن "دور الصين هو مثال جديد في السياسة والاقتصاد والثقافة، وخاصة فيما يتعلق بتحقيق مبدأ الاستقرار العالمي والسلام والمنفعة للجميع".
وتابع: "العالم كله يحتاج اليوم للوجود السياسي والاقتصادي للصين لاستعادة التوازن على الصعيد الدولي"، بحسب بيان للرئاسة السورية.
ولفت الأسد إلى أن "العلاقات الروسية الصينية ونشاط دول البريكس هما مثالان يساهمان في التوازن العالمي، وإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب".
وشدد الأسد على أهمية الوساطة التي قامت بها الصين في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، ما من شأنه أن يعمل على استقرار الأوضاع بالشرق الأوسط.
وكانت الصين استضافت أوائل مارس/آذار الماضي محادثات تاريخية بين السعودية وإيران، حيث اتفقت الدولتان على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما في وقت قصير.
سباق النفوذ
ومؤخرا بات التنافس بين الولايات المتحدة والصين شائك بشكل متزايد على النفوذ في مناطق بعيدة عن حدودهما، وحول عدة قضايا تتراوح من التجارة إلى التجسس وغيرها.
وكان جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، أكد في تصريحات سابقة، أن "الولايات المتحدة تراقب عن كثب سلوك بكين في الشرق الأوسط وأماكن أخرى".
وأضاف: "بالنسبة إلى النفوذ الصيني هناك أو في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، فليس الأمر كما لو أننا نغض الطرف. نحن مستمرون في مراقبة الصين وهي تحاول كسب نفوذ وموطئ قدم في أماكن أخرى حول العالم من أجل مصالحها الذاتية".
وحول وساطة الصين بين السعودية وإيران، قال جون ألترمان، من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "مشاركة بكين ستعزز شعورا بتنامي القوة والنفوذ الصينيين مما يغذي الحديث عن تضاؤل النفوذ العالمي للولايات المتحدة".
وتابع "الرسالة التي ترسلها الصين دون كثير مواربة هي أنه في حين أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية المهيمنة بالشرق الأسط، فإن للصين حضورا دبلوماسيا قويا ويمكن القول إنه متنام".