سوريا على شفا "العودة".. وزير خارجية السعودية يزور دمشق
تتسارع خطى إعادة سوريا إلى الحضن العربي بعد غياب طويل، في حراك دبلوماسي حثيث ينقل العرب إلى قلب دمشق.
وفي هذا الإطار، يصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الثلاثاء، إلى دمشق، وفق ما أعلنت وزارة الإعلام السورية.
زيارة هي الأولى لمسؤول سعودي إلى دمشق، منذ القطيعة بين البلدين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً.
وتتوج الزيارة استئناف العلاقات السورية السعودية، وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة، في وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها فيها في العام 2011.
وتأتي الزيارة في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران، حليفة دمشق، على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.
ودعت وزارة الإعلام السورية الصحفيين إلى تغطية وصول وزير الخارجية السعودي المتوقع بعد الظهر إلى مطار دمشق الدولي.
وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي ما لبثت أن تحولت إلى نزاع دام في 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
مؤشرات انفتاح
لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح دولة الإمارات التي كانت سباقة في مسار التقارب، سفارتها في دمشق عام 2018.
ومنذ وقوع الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا المجاورة في فبراير/شباط، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية استئناف علاقاته مع محيطه الإقليمي.
- قطار سوريا لا يتوقف.. المقداد في 3 عواصم عربية جديدة
- أول زيارة إلى تونس.. هل يحمل المقداد حكم "إعدام" الإخوان؟
وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال بهبوط طائرات مساعدات سعودية في سوريا، هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.
وما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
وفي 12 أبريل/نيسان الجاري، وفي أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ بدء القطيعة، زار المقداد جدّة حيث بحث مع بن فرحان "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها (...) وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي".
وبعد السعودية، زار المقداد كلا من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، وتونس التي أعلنت الشهر الحالي استئناف علاقاتها مع سوريا.
والجمعة، استضافت السعودية اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والأردن والعراق لبحث عودة دمشق إلى الحاضنة العربية.
وأكد المجتمعون على "أهمّية "وجود دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة" في سوريا، و"تكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود".
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز